علام عبد الغفار

"توشكى" .. من النسيان للعالمية في مصر الجديدة

الجمعة، 23 سبتمبر 2022 04:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على مدار العقود الماضية كانت "توشكى" تشغل بال جميع المصريين على مستوى قيادة الدولة مرورا بسكانها والمصريين عامة ، نظرا لأهميتها الجغرافية والزراعية والإقتصادية ، لكن هذه المنطقة بعد ثورة 30 يونيو المجيدة ، انتقلت من مرحلة المحلية لمرحلة جديدة جلعتها تحذى باهتماما عالمى.

 

هنا نحن أمام منطقة كانت قديماً تضم قريتين إحداهما شرق النيل توشكى شرق والأخرى غرب النيل توشكى غرب واستخدم السكان المراكب النيلية للتنقل بين القريتين، ونتيجة لإنشاء السد العالي وبحيرة ناصر تم تعويض ونقل أهالي القريتين وتمليكهم في الأراضي المستصلحة بجوار مدينة كوم أمبو بمحافظة أسوان وسميت قريتيهما الجديدتان بنفس الاسم توشكى شرق وتوشكى غرب، وتم إنشاء مدينة توشكى الجديدة بقرار رئيس الجمهورية رقم 199  لسنة 2000 وتعديل موقعها بقرار رئيس الجمهورية رقم 268 لسنة 2006 وذلك بغرض ايجاد مجتمع عمراني متكامل يدعم مشروع توشكى الزراعي يقع شمال شرق قناة الشيخ زايد.

 

حدث بالفعل كل ذلك قبل ثورة 30 يونيو المجيدة ، لكن توقف المشروع لغياب الإرادة السياسية قبل الثورة ، ومع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى مقاليد الحكم عقب الثورة ، حظيت توشكى بمكانه خاصة مثل باقى مدن محافظات مصر المحورية ، ليعيد مجدها من جديد عبر احياء أحد أهم المشروعات في مصر في القرن الحالي.

 

ما نشره موقع "ENR" الأمريكي المتخصص في الهندسة المعمارية، حول الفائزين بالجوائز العالمية لأفضل المشروعات الدولية وأكثرها تميزًا في عدد من المجالات خير  دليل على مكانة "توشكى" في أجندة الرئيس عبد الفتاح السيسى ، وكذلك باقى المشروعات التي فازت ، حيث حصلت مصر وفقا للموقع على النصيب الأكبر من الجوائز حيث حصلت على 5 جوائز عالمية، وهي جائزة الاستحقاق في الفئة الثقافية والعبادة، وحصل عليها المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة.

 

وفي مجال البيئة حصل تطوير جنوب وادي منطقة توشكى، وفي مجال السكك الحديدية حصلت محطة عدلي منصور التبادلية على جائزة أفضل مشروع، وفي فئة التجديد والترميم حصل تجديد متحف محمد محمود خليل على جائزة الاستحقاق، وفي فئة الطاقة حصلت مزرعة رياح رأس غارب بخليج السويس 262.5 ميجاوات، وتقع في رأس غارب على جائزة الاستحقاق.

 

عظمة هذه الجائزة العالمية هي نتاج طبيعى لما تقوم به الدولة المصرية من إنجازات حقيقية على أرض الواقع ، خاصة وأن هذه الجوائز جاءت بعدما قضت لجان متخصصة في  الصناعة ساعات طويلة في قراءة وتحليل الرقم القياسي الإدخالات التي تم استلامها لمسابقة ENR العالمية لأفضل المشاريع، في عامها العاشر، على غرار مسابقات ENR الإقليمية والوطنية الشهيرة في الولايات المتحدة، وتم تحديد وتقدير أفضل المشاريع، ومنها ما حصدته مصر هذا العام من إجمالي  34 مشروعًا تقع في 18 دولة مختلفة.

 

بالطبع هذه ليست المرة الأولى التي تفوز بها مصر عبر مشروعات العملاقة بجوائز عالمية ، ففي العام الماضى كانت إشادة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بإعلان المجلة الامريكية "Engineering News - Record" أربعة مشروعات مصرية مشروعات فائزة في مسابقة التحكيم العالمية لأفضل أعمال إنشائية في العالم لعام 2021، في نسختها السنوية التاسعة، بمشاركة 21 دولة في 18 مجال مختلف في صناعة التشييد والبناء، ففوز مصر في مسابقة هذا العام وما سبقها العام الماضي  وقبل الماضى، إنما يعكس شهادة دولية بنجاح الإرادة المصرية في تنفيذ مشروعات عملاقة في مختلف المجالات وفي زمن قياسي تحقق طفرة تنموية سريعة تأسيساً لجمهورية جديدة ينعم فيها الشعب المصري بالحياة التي يطمح إليها.

 

فمصر الدولة الوحيدة في المسابقة التي حازت علي أربع جوائز ضمن قائمة ضمت 30 مشروعا فائزاً، حيث فازت بأفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات المياه والصرف الصحي عن مشروع "محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر"، الذي افتتحه الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، ونفذه تحالف شرکتی "المقاولون العرب" و"أوراسكوم"، تحت اشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالإضافة إلي جائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات الترميم وإعادة التأهيل عن مشروع ترميم وتوثيق المعبد اليهودي "الياهو هانبي بالإسكندرية"، والذى نفذته شركة "المقاولون العرب" تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

 

وحصلت مصر على جائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات النقل والسكة الحديد عن مشروع مترو الانفاق، الخط الثالث -المرحلة الرابعة 4B، والذي نفذه تحالف شرکتی "المقاولون العرب" و"أوراسكوم"، تحت إشراف هيئة مترو الانفاق بوزارة النقل، وجائزة أفضل مشروع عالمي في فئة مشروعات المباني الحكومية عن مشروع مبنى مجلس النواب بالعاصمة الادارية الجديدة، والذي نفذته شركة المقاولون العرب تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة.

 

وتأتي أهمية مجلة ENR الأمريكية في كونها متخصصة في تغطية أخبار، وصناعة تحليلات محترفة عن المشروعات الإنشائية على مستوى العالم، ما جعلها واحدة من أكثر الدوريات الموثوق بها في صناعة الإنشاءات، وتقوم المجلة الأمريكية سنويا بإعداد تصنيف حول أكبر شركات المقاولات وشركات التصميمات الهندسية والمشروعات الإنشائية الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية وحول العالم.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة