تمر اليوم الذكرى الـ 111 على ميلاد قاضى القضاة شمس الدين بن خلكان وهو أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر بن خلكان ويكنى "أبا العباس" مؤرخ وقاض وأديب يعد من أعلام مدينة دمشق، وهو صاحب كتاب وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان وهو أشهر كتب التراجم العربية، ومن أحسنها ضبطا وإحكاما.
قال ابن كثير فى البداية 17/588: ابن خلكان قاضى القضاة شمس الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبى بكر بن خلكان الشافعى أحد الأئمة ألفضلاء بدمشق والسادة العلماء والصدور الرؤساء وهو أول من جدد فى أيامه قضاء القضاة من سائر المذاهب فاشتغلوا بالأحكام بعد ما كانوا نوابا له، وقد كان المنصب بينه وبين ابن الصائغ، دولا يعزل هذا تارة ويولى هذا، ويعزل هذا ويولى هذا، وقد درّس ابن خلكان فى عدة مدارس لم تجتمع لغيره ولم يبق معه فى آخر وقت سوى الأمينية وبيد ابنه كمال الدين موسى النجيبية. توفى ابن خلكان بالمدرسة النجيبية المذكورة بإيوأنها يوم السبت آخر النهار فى السادس والعشرين من رجب ودفن من الغد بسفح قاسيون، عن ثلاث وسبعين سنة، وقد كان ينظم نظما حسنا رائقا وقد كانت محاضرته فى غاية الحسن، وله التاريخ المفيد الذى رسم بـ"وفيات الأعيان" من أبدع المصنفات.
لابن خلّكان كتابات كثيرة شعراً ونثراً، غير أنه لم يترك إلا مؤلّفاً وأحداً ولم يعرف إلا به؛ نقصد كتابه الشهير (وَفَيات الأعيـان وأنباء أبناء الزمـان)، وقد انتهى من تأليفه سنة (672 هـ) بالقاهرة، ولعله ظل يضيـف إليه حتى سنة (680 هـ)، وكانت النواة الأولى لكتابه موجودة فى مسوّادته، مما نقله من المصادر التى اطلع عليها سنة (654 هـ)، فقد كان يخطط لكتابة تاريخ عام، على مثال كتاب شيخه ابن الأثير (الكامل فى التاريخ)، لكن منصب القضاء لم يتح له المجال لتنفيذ ذاك المشروع، فاقتصر على تأليف كتاب فى التراجم، ورسم لنفسه خطة من تسعة بنود هي:
1- الترجمة لمن عرف تاريخ وفاته.
2- عدم ذكر الصحابة والتابعين، إلا جماعة يسيرة، لشهرتهم، ووجود العديد من المؤلفات فيهم.
3- عدم ذكر الخلفاء لشهرتهم.
4- ذكر جماعة ممن شاهدهم ونقل عنهم، أو عاصرهم ولم يلقهم.
5- يتنأول كتابه كل ذى شهرة بين الناس.
6- يحأول إثبات المولد إن وجده، ويذكر النسب إذا قدر.
7- يضبط بعض الألفاظ مما يمكن أن يقع فيه التصحيف.
8- يسجل محاسن الناس من مكرمة أو نادرة أو شعر أو فكاهة دفعاً للملل.
9- يتوخّى الإيجاز.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة