أشادت منصة "كوارتز أفريكا"، الإخبارية المعنية بشئون التنمية المستدامة فى أفريقيا، فى تقرير لها بتبنى الحكومة المصرية بالتعاون مع جهات دولية عدة مبادرات تعتمد على التقنيات الحديثة لدعم المزارعين فى مواجهة آثار التغير المناخى، والتى تشمل خدمات التنبؤات الجوية وتقديم المشورة حول سبل الرى الحديث واستخدام الأسمدة وإنتاج محاصيل تلبي احتياجات السوق .
ورغم تحمس بعض المزارعين لتبني هذه الوسائل الحديثة، يواجه آخرون صعوبة في التخلي عن التقاليد الزراعية الموروثة منذ آلاف السنين.
وحسب تقرير منصة "كوارتز أفريكا" أطلقت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عام 2013 بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي وبتمويل من "صندوق التكيف"، مبادرة لبناء أنظمة أمن غذائي تتسم بالمرونة في جنوب مصر وتقدم للمزارعين عبر تطبيق على الهواتف الذكية خدمات تنبؤات الطقس لمدة تصل إلى 5 أيام وتوصيات تتعلق بري وتسميد الأراضي وغيرها من المبادئ التوجيهية للتكيف مع التغيرات المناخية بحسب نوع المحصول وموقع الزراعة وموعد الزراعة .
ونقل التقرير عن د. علي حُزين، رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة التابع لوزارة الزراعة المصرية، قوله إن مشروع المبادرة يستهدف 55 قرية في 5 من محافظات الصعيد، هي: أسيوط وسوهاج والأقصر وقنا وأسوان.
وأوضح أن "المشروع عرف القرويين بأساليب الزراعة الحديثة والخضراء مثل زراعة القمح على المدرجات (المصاطب) والتسوية عالية الدقة للأراضي الزراعية باستخدام الليزر وحصاد المحاصيل آليا باستخدام المعدات الزراعية، فضلا عن أنظمة الري العاملة بالطاقة الشمسية"، مشيرا إلى أن هذه الممارسات الزراعية الحديثة "وفرت للمزارعين ما بين 20% إلى 30% من مياه الري"، بحسب التقرير.
وأشار التقرير إلى أن وزارة الزراعة المصرية أطلقت في عام 2016 مشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة وسبل المعيشة (SAIL) بتمويل من الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (IFAD) ، بمساحة إجمالية 900 فدان، ويعتمد المشروع نظام الإنذار المناخي المبكر حيث يزود المزارعين المشتركين في النظام بمعلومات عن حالة الطقس بلغة بسيطة من خلال خدمة الرسائل القصيرة (إس أم إس).
وأضاف أن نظام الإنذار المبكر يعتمد على 5 محطات رصد جوي تعمل على جمع البيانات ومعالجتها من خلال نماذج رصد إقليمية دولية للتحقق من دقتها عبر الدمج بين متغيرات الطقس على المدى القريب والبعيد لضمان عدم وجود أي أخطاء.
من جانبه، أشار د. هاني درويش، المدير التنفيذي لمشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة (سيل)، إلى أهمية المشروع، الذي يستفيد منه ما يزيد على 5 آلاف مزارع في المناطق الأكثر احتياجا، في التعامل مع مشكلة عدم القدرة على التنبؤ بالظروف المناخية في مجال الزراعة.
وقال طارق عبد المنعم مسئول البيئة والمناخ الإقليمي لدى الصندوق الدولي للتنمية الزراعية: "إن عدم القدرة على التنبؤ بتغير المناخ في الزراعة يمكن أن يؤدي إلى خسائر اقتصادية كبرى. وهو ما حدث العام الماضي مع محصول المانجو"، مشيرا إلى أنه "إذا علم المزارعون بذلك في وقت سابق وجرى تزويدهم بتعليمات للتعامل مع الوضع، لكانت النتيجة مختلفة".
وأوضح التقرير أن المشروع يُعرف المزارعين في المناطق الريفية بالزراعة المستدامة من خلال زيادة وعيهم، كما يقدم أجندة تطوير كاملة مع نصائح مجانية حول الزراعة والتسويق باستخدام الشاحنات المبردة لنقل المنتجات إلى الأسواق المحلية في القرى المجاورة.
وكجزء من مهمته لدعم المشاركين، يقدم مشروع الاستثمارات الزراعية المستدامة (سيل) منحا للنساء في المناطق الريفية للحصول على التدريب والتمويل اللازمين لبدء الأعمال التجارية الصغيرة من أجل تحقيق دخل أكثر تنوعا.
وتطرق التقرير إلى تحول الزراعة في مصر واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال الزراعي عبر شركات ناشئة تتمتع الآن بما يشهده القطاع الزراعي في مصر والشرق الأوسط من تطوير في قطاع الرقمنة عززتها تطبيقات ذكية لإرشاد المزارعين ودعم من الدولة لتلبية احتياجاتهم المالية وغير المالية.
وأضاف أن مثل هذه الشركات تدعم صغار المزارعين عبر تزويدهم بالمدخلات الزراعية عالية الجودة من مبيدات للآفات أو أسمدة أو شتلات أو بذور لاسيما المقاومة للتغيرات المناخية كما تقدم الإشراف الزراعي والفني والدعم اللازم للمزراعين على مدار الساعة وتتولي عملية بيع المحاصيل لقطاع التصنيع الغذائي والمصدرين كمصدر موثوق وثابت وقابل للتتبع لاحتياجات الإنتاج والتوريد لتلبية المعايير المحلية والعالمية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة