لكن الأخ لو راح ملهش بديل تانى.. عن وداع أحمد شيبة لشقيقه

الأحد، 18 سبتمبر 2022 05:00 م
لكن الأخ لو راح ملهش بديل تانى.. عن وداع أحمد شيبة لشقيقه أحمد شيبة
احمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الفنان الشعبي مكرم المنياوى في أحد مواويله الشهيرة:

أنا فيَّ خصلة حلوة 
لا أفرح للى ياجى ولا أزعل على اللى راح
لكن الأخ لو راح ملهش بديل تانى

تذكرت هذا الموال وأنا أشاهد صورة التقطها "اليوم السابع" من جنازة شقيق المطرب الشعبى أحمد شيبة، الذى كان يبكى ويصرخ وينعى فقد أخيه، في سلوك يليق تمامًا بالفجيعة الكبرى، في فجيعة تمثل موت الأخ، فالإنسان العاقل يدرك تمامًا أنه لا بديل للأخ، فوجوده حياة وغيابه موت، لا شيء يغنى عنه، لا ولد ولا زوجة ولا مال أو متاع.

الأخ هو شريك العمر، هو الحزن والفرح معًا، هو البداية المتعثرة والطموح غير المحدود، هو الحلم، وسقوطه انكسار لا يجبر وجرح لا يندمل أبدًا.
 
والتاريح الشعبي والدينى حافل بقصص محبة الأخ، لكن على المستوى الشخصى مغرم دائمًا بقصة سيدنا موسى وسيدنا هارون، عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، لقد كانت بينهما محبة خالصة، فعندما بعث الله سيدنا موسى لمواجهة فرعون طلب من الله أن يبعث معه هاورن وقال: "هارون أخى اشْدُدْ بِهِ أَزْرِى" أي أستمد به قوتى وأقيم به ظهري، أى أتقوى به في مواجهة الشدائد، ليس ذلك فقط، فكل نصوص القرآن الكريم تدل على المحبة بين الأخين.
 
ما الذى نراه فى الصورة؟ نرى وجه أحمد شيبة محتقن بالبكاء، نشاهد عيونًا مغلقة من الألم، لكن ذلك لا يمنع تدفق الدمع، ونبصر فما مفتوحا عن صرخة ممتدة، وقبضة مضمومة على الفراغ، إنه بكل حسرة الدنيا ينظر إلى الجثمان الذي يوارى الثرى الآن، غير مصدق ما يحدث أمام عينيه.
 
نعم، في اعتقادي أن علاقة الأخ هي العلاقة الأكثر قوة وثباتا على الأرض، فكل شيء آخر قابل للتبدل والتغير إلا علاقة الأخوة، حيث تدمع عيناه لألمك ويفديك بنفسه لو تطلب الأمر، لذا عندما رأيت أحمد شيبة يبكى بكل هذا الصدق، عرفت بأن الأرض لا تزال عامرة بالمحبة والخير.
 
شيبة
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة