الرحلة إلى الجنة والنار .. هل سمعت عن كتاب التوهم؟ سبق رسالة الغفران

الأربعاء، 14 سبتمبر 2022 09:00 م
الرحلة إلى الجنة والنار .. هل سمعت عن كتاب التوهم؟ سبق رسالة الغفران التوهم
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك العديد من الكتب التى تحدثت عن الجنة والنار، لكن ربما لم تسمع عن كتاب بعنوان "التوهم" للحارث المحاسبى الذى ولد فى سنة 165 هجرية، وهذا الكتاب سبق رسالة الغفران لأبى العلاء المعري. 
 
والكتاب عنوانه "توهم حال أهل النار، وتوهم حال أهل الجنة" وهو كتاب نفيس تحدث فيه الإمام المُحاسِبى عن شعور أهل النار وما يلقون قبلها وبعد الدخول فيها من أهوال وعذاب، كما تحدث فيه عن شعور أهل الجنة وما يجدون قبلها وبعد الدخول فيها من نعيم وتكريم وثواب، وبين هذا وذاك مرحلة مرحلة، حتى لكأنك تراه رأى العين، وتحسه إحساس المباشر له، وأستعرضه بلغة عالية مشرقة، وبيان مؤثر بليغ، يفيد قارئه خشعة وعبرة ،ويورثه يقظة لعمل الآخرة.
 
من أجواء الكتاب:
أقبلت الوحوش من البرارى وذُرى الجبال منكسة رؤوسها لذل يوم القيامة بعد توحشها وانفرادها من الخلائق، ذليلة ليوم النشور لغير بلية نابتها ولا خطية أصابتها. فتوهم إقبالها بذلها فى اليوم العظيم ليوم العرض والنشور. وأقبلت السباع بعد ضراوتها وشهامتها، منكسة رؤوسها ذليلة ليوم القيامة حتى وقفت من وراء الخلائق بالذل والمسكنة والانكسار للملك الجبار. وأقبلت الشياطين بعد عتوها وتمردها خاشعة لذل العرض على الله سبحانه، فسبحان ذى جمعهم بعد طول البلاء، واختلاف خلقهم وطبائعهم، وتوحش بعضهم من بعض، قد أذلهم البعث وجمع بينهم النشور.
 
حتى إذا تكاملت عدة أهل الأرض من إنسها وجنها وشياطينها ووحوشها وسباعها وأنعامها وهوامها، واستووا جميعاً فى موقف العرض والحساب، تناثرت نجوم السماء من فوقهم، وطمست الشمس والقمر، وأظلمت الأرض بخمود سراجها وإطفاء نورها. فبينا أنت والخلائق على ذلك إذ صارت السماء الدنيا من فوقهم، فدارت بعظمها من فوق رؤوسهم  وذلك بعينك تنظر إلى هول ذلك، ثم انشقت بغلظها خمسمائة عام فيا هول صوت انشقاقها فى سمعك، ثم تمزقت وانفطرت بعظيم هول يوم القيامة، والملائكة قيام على أرجائها وهى حافات ما يتشقق ويتفطر، فما ظنك بهول تنشق فيه السماء بعظمها، فأذابها ربها حتى صارت كالفضة المذابة تخالطها صفرة لفزع يوم القيامة، كما قال الجليل الكبير: (فكانت وردةً كالدهان) و(يوم تكون السماء كالمهل * وتكون الجبال كالعهن).
 
التوهم
 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة