تنظم سفارة إسبانيا في مصر، بالتعاون مع المتحف القومي للحضارة المصرية، معرض "رحلات التفتيش على المواقع الأثرية في صعيد مصر وأرشيف إدوارد تودا"، والذي سيفتتح في الـ14 من الشهر الجاري، تحت رعاية د. ميجيل أنخيل مولينيرو بولو و د. أندريا رودريجث بالس.
ويضم المعرض مقتنيات ستعرض لأول مرة في مصر، تشمل صورا من مجموعة الأثري الإسباني الكبير، إدوارد تودا إي جويل (1852- 1941) المحفوظة لدى مكتبة- متحف فيكتور بالاجير دي بيلانوبا ولا جيلترو، والتي تسجل عمل مصلحة الآثار المصرية خلال القرن التاسع عشر.
يذكر أن إدوارد تودا، شغل منصب نائب القنصل الإسباني في القاهرة خلال الفترة بين عامي 1884 و 1886 وأسس اعلاقات ودية مع علماء المصريات بوزارة الأشغال العامة، التي كانت تابعة لمصلحة الآثار آنذاك، ورافقهم في أسفارهم، ويبرز بين تلك الأسفار، رحلات تفتيش صعيد مصر عام 1886.
وعبر تودا عن إلمامه الكبير بالحضارة المصرية القديمة من خلال العديد من الكتب والمقالات، بالإضافة إلى ذلك، تمكن من اقتناء مجموعة مثيرة للاهتمام من القطع الأثرية والرسومات والصور، وتتيح نصوصه ومجموعة التذكارات التي تعود إلى هذه الرحلة والمتعلقة بالعمل الذي تم خلالها، فهم أفضل لطرق التوثيق التي استخدمها علماء المصريات في القرن التاسع عشر، وهي تلك التي تُظهر الانتقال بين الرسم اليدوي والنسخ والتصوير.
ويحتوي المتحف القومي للحضارة المصرية على مجموعة استثنائية من القطع الأثرية من مصر القديمة، من بين أبرزها تلك التي عثر عليها في فبراير 1886، في أحد المقابر الأكثر تمثيلاً لطيبة القديمة (الأقصر الحديثة): قبر سن - نجم. وقد تعاون الشاب تودا مع فريق التفتيش في الصعيد في هذا الاكتشاف.
بفضل تودا ، ازداد الاهتمام بمصر القديمة والحديثًة في إسبانيا، حيث تم الاعتراف به كواحد من أبرز رواد علم المصريات في إسبانيا. وقد انعكس هذا الاهتمام، بعد عقود عدة ، في المشاركة الإسبانية في حملة إنقاذ آثار النوبة التي دعت إليها اليونسكو عام 1960.
يشار إلى أن الدكتور ميجيل أنخيل مولينيرو، أستاذ التاريخ القديم وعلم المصريات في جامعة لا لاجونا، بجزيرة تينيريفي، أحد جزر الكناري، يعمل حاليًا كمدير مشروع اثنين صفر تسعة (البعثة الأثرية التي تعمل في المقبرة الطيبية رقم 209 بالأقصر) والمدير المشارك لمشروع مقبرة باباسا (بعثة مصرية - إيطالية - إسبانية في مقبرة باباسا، المقبرة الطيبية رقم 279 ، بالأقصر أيضًا).
كما ركزت دراسات الدكتورة أندريا رودريجيث بالس من جامعة لا لاجونا، على علم المصريات في مسائل متعلقة بعلم الحفائر والرمز الديني "بات". وقد شاركت في تنظيم العديد من المعارض المتميزة المؤقتة في مدريد. وهي حاليًا عضو في مشروع مقبرة باباسا.
ومن المنتظر أن يظل المعرض مفتوحًا للجمهور حتى الـ30 سبتمبر بمقر المتحف القومي للحضارة المصرية. ومن المرتقب أن يصير في المستقبل معرضا متنقلا يجوب مدنا مصرية وإسبانية أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة