تمر اليوم الذكرى الـ 41 على رحيل الشاعر الإيطالى أوجينيو مونتالي، إذ رحل فى 12 سبتمبر عام 1981، وهو شاعر إيطالي، ناثر، مترجم ومحرر، ولد فى جنوة فى 12 أكتوبر 1896 وتوفى فى 12 سبتمبر 1981 فى ميلانو. حصل على جائزة نوبل فى الأدب لسنة 1975.
تبدو سيرة مونتالى درامية إلى حد بعيد، وفيها الكثير من المواقف التى تليق بشاعر وتعكس استجابته القلقة لما يجرى حوله، فهو ولد فى مدينة جنوة فى 12 أكتوبر 1896 لعائلة تعمل بتجارة المواد الكيميائية ولهذا السبب لم يتلق تعليما نظاميا بسبب ظروفه.
يقول مونتالي: "كانت عائلتنا كبيرة، من 6 أفراد، أخى يعمل، وأختى هى الوحيدة التى وصلت إلى التعليم الجامعي، أما أنا فلم أمتلك تلك الفرص. ففى العديد من العائلات، هناك بعض الترتيبات غير المنصوصة التى تقول إن مهمة رفع اسم العائلة غير منوطة بأصغر أفرادها".
عمل مونتالى محاسبا لفترة من الزمن إلا أن ميوله قادته إلى الأدب وبدأ تعليما ذاتيا مكنه من اكتشاف سحر أدب الشاعر الإيطالى دانتى (1265- 1321) وظل لسنوات يؤكد: "أمام دانتى لا يوجد شعراء آخرون".
وبسبب شغفه بأدب عصر النهضة قرر مونتالى تعلم العديد من اللغات اللاتينية وقضاء ساعات طويلة فى المكتبات إلى جانب الحرص على حضور دروس أخته ماريانا الفلسفية الخاصة، كما أنه درس غناء الأوبرا.
ويؤكد مؤرخو الأدب الإيطالى أن إنتاج مونتالى يمثل مع الشاعرين جوزيبى أونغاريتى (1888-1970م) وسلفاتورى كوازيمودو (1901-1968م)، أفضل نماذج الشعر الإيطالى خلال الربع الأول من القرن العشرين، إذ شكّل تأثيرهم ما يشبه "البلاغة الجديدة" التى أظهرت تأثرهم البالغ بالحداثة الشعرية كما عكسها إنتاج الشاعرين الفرنسيين بودلير (1821-1867) وآرثر رامبو (1854 -1891).
فى 12 سبتمبر من العام 1981 غيّب الموت الشاعر الإيطالى أوجينيو مونتالي، واحد من بين قلة من شعراء العالم الذين خرج لوادعهم رؤساء بلدانهم، ففى جنازته خرج الرئيس الإيطالى ورئيس مجلس الشيوخ ينعيانه ليس فقط بصفته أحد الأعضاء الدائمين فى المجلس، وإنما لأنه الشاعر الذى نال نوبل وظل موقفه الرافض للفاشية ملهما للجميع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة