وسط هذا السكون أمشى فى زقاقِ الجوّ المتوترِ وتجوبُ عيناى فى هلع، حيوية روحى الطفولية تتوهُ فى صمتى باحثة عنه وعن لهفتى الهاربة فيطردنى الليل المسكون على جسده حتى تعيدنى الرياحِ الهابّةِ التى تحمل عطره وتتوغل فيا اكثر رائحة التعلق فيه ثم تطحونى الى التهالك ،تتعدد حينها الأحاسيس داخلى تخشعنى تائباً وأصاب بتشنج يطوينى بشحنة هائلة تعبثُ بى وسطَ ضبابيةٍ تضيعنى وتغيب عنى الرؤيا إلا أن تدفعنى لمدخل إلى الغيبوبة ولا ينجينى وقتها مخدر من دروب الوصال المتشعبة لرجل يجثم كطيف عتا فى عالمي.
أسيرُ نحوه محاولة أن أحظى به من كل صوب و أمَارس سَطْوةَ العَشّقِ عَلىَ عُنُقه المكتظ بالجماد كالمدن المهاجرة، التى تجمدت أحلامى ،أصابعى وحنايا الروح فيها دون دفيء يديا حتى ظلّى بات جامدا وحيدا بمرفأ الصبر وهو أيضاً وحيدا هناك وجسدى صار معبر وصول لهاوية الذكرى، فاسمعنى واسمع الشكوى يا شهى الحواس:
هَات مِعْصِمك عَلقَه عَلَى كَتَفْى و من وراء حجاب الشوق زاحفٌ أنا صوبكَ كَصَيِّبٍ متدافعٍ يسابق الهواء عن ألف ميل، أرانى مراوغ فى التقرب لك أُؤَوِّى على شفتيك تهجونى تضطهدن وتؤذينى ثم تعلقنى بغصن الغيب والهذيان وأنا بين عينيك مصلوب فيمُوج شيطانى إلى هاوية صَبابَتى الفانية وتشتعل جمرة نارك فى ضامرى كالغيم الماطر بسبب أَنْفَاسك التى تغرينى وتهدهد تعبى بنَكْهَة التُوّت الأحْمر حتى طغى فيا السكر وأنا مترنح فى محراب الحب أناديك من سينجينى وكُلِّى فِيّكِ مَتيم بالجمال المنسوج من عينيك حتى تكوينى فقلبى منذ رحلت دياره محزون أتعبه الانتظار والهاجس المستبد، اقترب يا غدير الروح نلتقى عند ساعة القدر على قارعة الوحدة لألامس أنفاسك ويتساقط حنان من اناملك تسقينى حينها حبا كى تحى روحك وتحينى وفى خضم الشوق دعنا لا نفكر الا باللقاء فإن أوطانى، ازهارى و جُذُولى عطشى تعال زملنى اننى مستعد للقبل ولقد اتعبنى ضعفى وآلمنى القدر وآلمتنى عينيك تعال نحتضن الصمت المتخثر ورحيق الشوق بشغف ونمتطى صهوة الصَبْوَة التى ترتدى جسدك الذى استنزفه التَرَقُّب حتى الكون عندى قيد الانتظار والزمان ضاع أمام الزنابقُ المبعثرة والمتسربة بين عيونك الجامحتين و أينما و ليّت وجهى تزداد دفقات أحاسيسى العاتية تتدافع عالقة فى قصبتى الهوائية تفتك بى ولا يمكننى تحملها وهى تضخ انفاسى الباقية كلما رَوَّضتها تَمَرَّدت أخرى تناشد بحصتها من جسدى و تتوهنى مرة أخرى فى زخم الشعور ويسرى فى دمى تَوْق لرذاذ ضرير بارد وبين ضلوعى بركان لا يهدأ عن حبك الذى صار اعصار ابتلع القلب وهزمنى بقسوة حتى سطى على الدروب فى رحلة الحب المتعبة التى تقود لعينيك المَحْبوكة لعشق تزاحمت كل الفصول عليها وانحنى الجمال لها تَبْجِيلا حتى توارت بالحجاب ذلك الحجاب لشوق الصامت والجاثم على جسدى الواهن بصراخ محموم يتصاعد دون حائل داخلى كنار تأكل منى تبحث عن خطواتى ترسم الكلمات وتنتقى النغمات لتتراقص فى عينى غشاوة العشق الضارى الذى لا يمكن حصره فى دفتر الذكريات، فانا امرأة ،ساذجة ،عفوية بلا هوية تبحث عن حياة هاربة تنقصها خبرة الحب فى الزمان العاقر الذى يسطو عليا كالعقاب القاهر و النار التى تَوَقَّدَتْ تستجير اللقاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة