لماذا يفضل السائحون القرى النوبية فى أسوان؟.. اللغة والرمال الصفراء الذهبية والبيوت الملونة تجذب أنظار السائحين.. الجولات النيلية وسط مناظر خلابة.. والتراث القديم والضيافة أبرز عادات أهل النوبة.. صور

السبت، 10 سبتمبر 2022 04:00 ص

النوبة

أسوان – عبد الله صلاح

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لماذا يفضل السائحون "القرى النوبية" وجهة سياحية فى أسوان ؟ تساؤل يجيب عنه أبناء النوبة بطبيعة أحوالهم ومساكنهم الموجودة فى أقصى جنوب مصر حيث محافظة أسوان، وبرزت جوانب من عاداتهم وتقاليدهم التى توارثوها من الأجداد وأصبحت تراث سياحى حديث العالم يلفت انتباه السائحين ويجذبهم لزيارة هذه البيئة والطبيعة الساحرة.

"اليوم السابع" يسلط الضوء على السياحة فى القرى النوبية، ويستعرض أبرز مقوماتها التى جعلتها فى مقدمة أنواع السياحة التى لا غنى عنها لأى سائح أجنبى يزور أسوان جنوب مصر، وذلك من خلال تصريحات عبد الناصر صابر مرشد سياحى للجنسيات الألمانية ونقيب المرشدين السياحيين السابق.

البيت-النوبى

قال عبد الناصر صابر، إن الرحلة إلى القرى النوبية فى أسوان تندرج تحت مسمى الرحلات الاجتماعية التى يلتقى فيها الإنسان بالإنسان، وهى رحلة ثقافية بالدرجة الأولى يشبع فيها شغف السائح التواق إلى المعلومة عن الأماكن التى يزورها ثم هى رحلة للاستمتاع بالطبيعة والاسترخاء.

وتابع، بأن الرحلة إلى القرية النوبية قد تكون بالفلوكة لو القرية قريبة مثل الإلفنتين أو نجع القبة فى غرب أسوان ولكن لو الاتجاه إلى غرب سهيل أو جزيرة سهيل فالأفضل عمل الرحلة بـ"الموتور بوت"، لافتاً إلى أنت الرحلة تبدأ من استقبال الباخرة ويتأكد المرشد أن جميع الحاجزين لهذه الرحلة موجودين فهى رحلة اختيارية ويساعد المرشد السائحين للركوب بأمان على ظهر الموتور بوت أو الفلوكة فالغالبية العظمى من السائحين من كبار السن، وأول الأسئلة من السائحين خلال الرحلة عن قبة الهواء والفتحات الموجودة فى الجبل الغربى وهى مقابر النبلاء والتى يتجاوز قدم بعضها لنحو 4000 سنة وأما القبة فلقد كانت برج مراقبة أو نستطيع أن نقول أنها أبراج إنذار مبكر فلقد كان الحراس يتبادلون الإشارات نهاراً باستخدام مرآة لعكس أشعة الشمس وفى المساء كانوا يستخدمون المشاعل للإنذار أن هناك قادم على الطريق أو النيل وتوجد مثل هذه الأبراج فى مناطق عديدة ويبلغ قِدم بعضها عدة مئات من السنين.

البيوت-النوبية-على-النيل

وأضاف "صابر"، أن الرحلة تبدأ بتحرك المركب وتتدفق المعلومات الهامة مثل أن النيل هو أطول أنهار العالم ويبلغ طوله حوالى من 6680 كيلو متر ويمر عبر 11 دولة هى أوغندا ورواندا وبوروندى والكونغو الديموقراطية وكينيا وتنزانيا وجنوب السودان والسودان وإثيوبيا وأريتريا ومصر، موضحاً بأن الجزر الموجودة فى أسوان هى جزر الشلال الأول وأكبرها هى جزيرة الإلفنتين، وقد ترجع التسمية إلى شكل بعض الصخور جنوب الجزيرة مقابل فندق كتراكت وتشبه هذه الصخور ظهور الأفيال، أو قد ترجع التسمية إلى وجود سوق للعاج فى عصور قديمة وهناك ٥ شلالات أو مجموعات جنادل أخرى موجودة كلها فى جمهورية السودان، ومتوسط عمق النيل فى مصر حوالى من 8 إلى 11 متر وفى مناطق مثل المكان بين الإلفنتين وفندق كتراكت يتجاوز العمق ال 20 متر.

وأشار إلى أنه بالطريق نشاهد جزيرة النباتات ونعطى نبذه عنها أنها كانت تسمى جزيرة كيتشنر الذى قدم إلى أسوان فى طريقه إلى السودان لإخماد الثورة المهدية إبان الحكم الإنجليزى وأعجب بالجزيرة واهتم بإرسال نباتات وأشجار ونخيل من دول عديدة إليها، ثم المرور بين الجزر الجميلة ونذكر أن بعضها محميات طبيعية أشهرها سالوجا وغزال وبها نباتات مثل شجر السنط(الطلح ) والمستحية والآراك وأشجار استوائية كثيرة أخرى وتعيش عليها حيوانات مثل الثعلب الأحمر والطيور مثل دجاجة الماء الأرجوانية والبط والبلابل وأبومنجل الاسود (إيبس ) والوز المصرى والعقاب، وفى المنطقة بين الجزر تتوقف محركات المركب ويلف الصمت المكان إلا من زقزقة العصافير وشدو البلابل وهديل القمرى واليمام وتكون دقائق جميلة يستمتع بها السائحون ثم نواصل الرحلة ونتجه جنوباً فى اتجاه خزان أسوان.

الرمال-الصفراء-تنعكس-على-مياه-النيل

وأكمل نقيب المرشدين السياحيين السابق، بأنه خلال الرحلة يشاهد السائح على الجانب الغربى مقبرة الأغاخان الشاهدة على قصة الحب بينه وبين البيجوم فرنسية الأصل والتى كانت يوماً ما ملكة جمال الريفيرا الفرنسية فى شبابها، ويستمع السائحون لقصة الأغاخان وسبب مجيئه وقصة مرضه بالروماتيزم وعشقه لأسوان ووصيته بدفنه فى رمالها ونحكى لهم قصة الوردة الحمراء التى كانت تضعها البيجوم يوميا على قبره عند زيارتها فى الشتاء وباقى أيام السنة كان هناك من يضع وردة حمراء جديدة يومياً على المقبرة.

ولفت إلى أنه مع الاقتراب من القرية النوبية وفى الطريق يقوم السائحون بالتقاط الكثير من الصور للمناظر الطبيعية الجميلة للنيل والنخيل وبعض الحيوانات على الجزر وهو غريب عليهم مثل الجاموس والجمل وأكثر ما يسرهم الرمال الذهبية والبيوت الملونة الجميلة.

السوق-فى-القرية-النوبية

وأوضح عبد الناصر صابر، بأن القرية النوبية "غرب سهيل" من قرى كثيرة فى أسوان وسكان هذه الجزر والقرى المحيطة بمدينة أسوان هم سكان مستقرون من مئات السنين، مضيفاً أن القرية النوبية مختلفة عن القرية المصرية التقليدية نظراً لما تتميز به من نظام معمارى خاص استخدم فيه الإنسان النوبى المواد الأولية من البيئة المحيطة وبنى بها البيوت الجميلة فكانت هناك القباب والقباوى من قوالب الطين اللبن التى تحمى الغرف من حرارة الشمس القوية.

وعلق: "البيت النوبى هو أشبه بكومباوند له بوابة تقود إلى فناء كبير فى المتوسط حوالى 400 او 500 متر مربع ومجموعة من الغرف لأعضاء الأسرة ثم مطبخ ثم مكان للخبيز وبالطبع حمام وهناك باب جانبى صغير يستخدم عند الحاجة وفى حالة وجود ضيوف فى المضيفة، وأروع أمثلة للبيت النوبى الكبير نجدها فى نجوع قرية غرب أسوان".

الصخور-النيلية

وأردف، بأن اللغة النوبية هى لغة النوبيين الذين هم من الذين تم تصنيفهم من الشعوب القديمة الأصلية فى العالم وهم أحد روافد حضارة وادى النيل، فللنوبة حضارة لها جذور ضاربة فى عمق التاريخ ولا تتوازى مع الحضارة المصرية القديمة ولكن هما وجهان لعملة واحدة هى حضارة وادى النيل حتى فى العقائد القديمة كانت الآلهة مشتركة وعلى سبيل المثال هناك المعبود الكبير آمون والذى له ثلاثة أماكن مقدسة لعبادته أولها فى النوبة القديمة فى شمال السودان هناك فى جبل البركل حيث تجسد آمون فى الجبل الطاهر كما يسمى ثم الكرنك ثم معبد الوحى فى واحة سيوة.

وأكد "صابر"، أن الإنسان النوبى وديع مسالم يميل إلى الهدوء وقسمات وجهه إفريقية بملامح وقسمات جميلة، والنوبى كريم بطبعه حتى ولو كان رقيق الحال فهناك ما يجود به والكرم لا يحتاج إلى الغنى ويلمس السائح عند النوبى كرم الأخلاق من تسامح وود وتواضع وتأسره الكلمة الطيبة والتعامل المحترم.

واختتم قائلاً: "بوابات ومداخل البيوت النوبية التقليدية الكبيرة تشبه إلى حد كبير صروح المعابد وتزينها رسومات ملونة لرموز نوبية هى ميراث من حقب عاشها الإنسان النوبى ويظهر تأثيرها للآن مثل الحقبة القديمة والتاريخ المصرى القديم ثم المسيحية ثم الإسلام، والنظافة هى عنوان النوبى"، لافتاً إلى أن زيارة البيت النوبى غالبا ما تكون بعد العصر ويقدم أهل البيت للسائح الضيف الشاى بالنعناع، فى أكواب نظيفة وصينية لم تسقط عليها نقطة شاى واحدة وملاعق معدنية لامعة قد يكون تم جلائها بالرمل أو بسلك ألومنيوم.