أحمد التايب

حرب خاسرة في غزة.. ومصر سند للفلسطينيين

الثلاثاء، 09 أغسطس 2022 12:12 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الحرب الكل خاسر، لأنها لا تجلب إلا الخراب والدمار والذعر والخوف والقلق، ومهما كانت الانتصارات والمكاسب فهى لا تساوى نقطة دم واحدة من إنسان زهقت روحه دون ذنب، ولا تساوى دمعة طفل مذعور، فالناظر للحرب الثلاثة أيام في غزة يُدرك تماما مأساة الأشقاء في قطاع غزة، ويدرك أن مصر هي السند الحقيقى بعد جهودها في التهدئة، ونجاحها في وقف إطلاق النار لمنع نزيف الدم وإزهاق الأرواح، وهذا ما أشاد به المجتمع الدولى، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية على لسان بايدن الذى وجه الشكر للرئيس السيسى، وكذلك مجلس الأمن في جلسته بخصوص هذه الحرب، لتثبت مصر أنها الداعم الأكبر للقضية الفلسطينية تاريخيا منذ 1948.

وإذا كان هناك دروس مستفادة من هذه الحرب، فهناك درس قديم جديد، وهو ضرورة التوحد والاصطفاف الداخلى بين الأشقاء الفلسطينيين، لأن قولا واحد هذا الانقسام الداخلى يستغله دائما الجانب الإسرائيلي، لتوظيفه للترويج لمشروعه الاستيطانى، وتشويه سمعة الفلسطينيين أمام المجتمع الدولى، خلاف أنه يؤدى قطعا إلى تشتيت خطاب الوحدة ما بين الفصائل وبعضها البعض، بعد أن بات لكل فصيل منهم وجهة نظر تختلف عن الآخر في كيفية تحقيق وحدة الفلسطينيين، والاصطفاف السليم لمواجهة العدو، أما الدرس الثانى – القديم الجديد أيضا – دائما ما يكون الجانب الإسرائيلي متعنا ولا يبحث عن آية حلول وهذا ما يجب أن يفهمه جيدا الاشقاء، لأن من الآخر لا يهمه إلا تحقيق الأمن لإسرائيل دون أية اعتبارات أخرى، وقتاله على نشر الاستيطان وطرد الفلسطينيين دون تقديم أى تنازلات.

وحتى يكون الكلام واقعيا، فإن لكل حرب أهداف، وأهداف هذه الحرب وفقا للمراقبين، يسعى كل طرف لتحقيق أهداف ومكاسب، لكن الحقيقة المُرة أن الشعب الفلسطيني هو من يدفع الثمن دما ودمارا، فلو تحدثنا عن أهداف العدو فهى لا تختلف كثيرا عن أهدافها في الحروب الماضية، لكن هناك جديد وفقا لتطورات الأحداث وعلى رأس هذه التطورات تجريب القبة الحديدية بعد تطويرها الشهور الماضية بـ3 مليارات دولار الشهور الماضية، وكذلك لتجريب أسلحة نوعية تريد بيعها كأسلحة مجربة، والعمل على تصفية قادة حركة الجهاد كرسالة للداخل الفلسطيني، بالإضافة إلى أن هناك تأكيدات أن هذه الحرب جاءت لإظهار لابيد في موضع قوة للاستفادة من هذا في الانتخابات المقبلة، وفى المقابل، فإن حركة الجهاد ترى أنها حققت مكسبا استراتيجيا بأن يتم وضعها في مصاف التنظيميات الكبرى، مُسوقة إطلاقها لمئات الصواريخ وخوضها حربا أمام دولة عسكرية كبرى ذات قدرات هائلة، استخدمت فيها الطائرات المقاتلة والمسيرات، وجندت لمحاربتها 25 ألف جندى احتياط، وأغلقت منطقتها الجنوبية بحزام نصف قطره 80 كيلومتراً، وغيرت اتجاهات الطائرات في مطارها الدولى.

وبعيدا عن المكسب والخسارة، فأعتقد أن الناجح الأكبر هو الدور المصرى في قدرته ونجاحه على وقف إطلاق النار، لأن ببساطة مجريات الحرب ممكن تفرض واقعاً مختلفاً، فلك أن تتخيل، إذا سقطت قذيفة في قلب تل أبيب ووقع ضحايا، أكيد كانت ستغير إسرائيل اتجاه الحرب بالمرة وسيحدث دمارا كبيرا، وإذا وقع حدث في القدس، كانت ستلتهب الأوضاع في جميع الأراضي الفلسطينية كلها، وعند وقوع أي سيناريو من هذه السيناريوهات لن يكون ممكناً وقف الحرب، لذا فإن دور مصر هو البطل الحقيقى في هذه الحرب وسند الفلسطينيين، وهذا مأ أشاد به الجميع في العالم، وفى مجلس الأمن، فلولا هذه الدور المصرى لطال أمد الصراع وازداد الخراب والدمار والقتل.. حفظ الله مصر وحفظ شعبها..









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة