بين جنبات قاعة مسرح الغد الصغيرة، استثار المخرج الشاب محمد مرسى - مخرج العرض المسرحى زورونى كل سنة مرة المشارك فى المهرجان القومى للمسرح المصرى - طاقات جيل من شباب الممثلين، ليعبر كل منهم عن هموم جيله فى حكايات متفرقة لكنها تتضافر على أنغام موسيقى التراث المصرى، ليرسموا لوحة فنية تعبر عن حاضر بائس وحنين لماض غائب علَّه يعود.
فذلك شاب موهوب يواجه اتهامًا بالفشل من مجتمع يتجاهله، مقابل جاهل بلا موهبة يملأ الدنيا ضجيجًا وشهرة، وتلك تبحث عن حب عمرها على "شات" زائف، وأخرى تواجه ضغوطًا من المجتمع لتتقبل حياة لا ترغبها، وبين كل لوحة وأخرى يعيدنا محمد مرسى إلى زمن نفتقده بأغنيات سيد درويش وكوكب الشرق أم كلثوم، يجعلنا فى صالة العرض نردد مع ممثليه: "ليتنا نعود إلى هذا الزمن".
كان أداء الممثلين مُرضيًا إلى حد كبير، وهذا مقبول إن عرفنا أن تلك التجربة هى الأولى للسواد الأعظم منهم، لكن ما يحسب لهم تنوع مواهبهم بين التمثيل والرقص والغناء والعزف، وهذه سمة الجيل الجديد من شباب المسرحيين.
لم تكن تجربة مشاهدة عرض مسرحى يناقش مشكلات الجيل الحالى عبر دراما "المشاهد الواحد" مقابل دراما البداية والوسط والنهاية بجديدة على متابع المسرح المصرى فى الوقت الراهن، فذلك النوع من التجارب المسرحية منتشر بشكل كبير خاصة تلك العروض التى تكون نتاجًا لورش مسرحية أبطالها مجموعة من الشباب، لذلك لم يأخذ الأمر دقائق معدودة لمعرفة ما فى جعبة المخرج محمد مرسى من أوراق، ربما جاهد نفسه بأن يصدمنا بفظاعة الواقع المعاش بينما حاول فى أحيانا أخرى أن يسخر منه، فتنقل بمشاهده بين التراجيديا والكوميديا فى سلاسة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة