ملحمة وفاء وحب صادق لروحين جمعتهما الرحمة والمودة والعطاء، فتعاهدا على أن يكونا سندا وعونا لبعضهما البعض لآخر نفس فى الحياة.
قصة حب الزوجين "نعمة وحسام" استثنائية فبعد زواج دام لست سنوات اكتشف الزوج إصابته بسرطان القولون والمستقيم منذ عامين، وبعد رحلة طويلة من العلاج قررت الزوجة أن تخفف عن زوجها آلامه ومعاناته وتسعده بأن أقامت حفل زفاف لهما من جديد.
"حاولت أسعده وأفرحه وأحققله حلمه".. بهذه الكلمات بدأت نعمة مجدى ابنة مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية حديثها لـ"اليوم السابع"، فقالت إنهم يعيشون فى آلام وضغوطات نفسية صعبة منذ ما يقرب من عامين، فمنذ اكتشافهم لإصابة زوجها بسرطان القولون والمستقيم أصبحت حياتهم ما بين الأطباء والمستشفيات وجلسات الكيماوى، كل ما يشغل تفكيرهم صحة زوجها والاطمئنان عليه، مشيرة إلى أن قبل تدهور صحة زوجها مازحها وقال لها "نفسى افرح، واتجوز من جديد"، فلم تتردد للحظة وقررت أن تحقق له أمنيته وتسعده بأن تنظم لهما حفل زفاف من جديد، ترتدى فيه فستان زفاف ويرتدى هو فيه بدلته، بحضور طفلهما.
وتابعت أنها حاولت أن تنظم له حفل زفاف بسيط يسعده ويدعمه نفسيا قبل إجرائه لعملية استئصال الورم، مشيرة إلى أنها تحدثت لصاحب القاعة التى شهدت على حفل زفافهما الأول منذ ست سنوات، وشرحت له الوضع ورغبتها فى إقامة حفل زفاف بسيط لها وزوجها من جديد، فضلا عن عدم قدرتها على تحمل مصاريف إيجار القاعة، خاصة أنها تخصص المصاريف لعلاج زوجها واحتياجاته ومتطلبات الحياة، كما أنها اتفقت مع أحد صالونات التجميل لعمل "ميك أب" للحفل، مشيرة إلى أن صاحب القاعة طمأنها ورحب بهما واستقبلهما فى القاعة فى اليوم الذى حددته لإقامة الحفل، كما أنها اتفقت مع أحد صالونات التجميل لعمل "ميك أب" والذى رحب بها هو الآخر وعمل لها "الميك أب" كهدية منهم لها ولزوجها دون أن يكلفهما شيئا.
"حسام مكنش مصدق إنى هعمله فرح من جديد، ونتصور بالبدلة والفستان ومعانا أولادنا"، بهذه الكلمات تابعت "نعمة" حديثها، فقالت إن زوجها تفاجأ ولم يصدقها عندما أخبرته بأنها ستجهز لهما زفافا من جديد، وسيحضره طفلهما ويلتقطون صورا تذكارية سويا بالبدلة وفستان الزفاف، مشيرة إلى أنها نجحت فى تحقيق حلمه وتنظيم حفل زفاف لهما أعاد له بهجته وفرحته من جديد وأنساه المعاناة والألم، مضيفة: "ربنا يشفيه ويعافيه ويخليه لأولاده، وبتمنى الناس كلها تدعيله، وحلمنا يتحقق ونعمل عمره تشرح صدرنا وتعوضنا عن التعب اللى شوفناه".
وأوضحت أن فرحتهم لم تدم طويلا بعد أن أخبرهم الطبيب المعالج عن عدم إمكانية إجراء عملية استئصال الورم؛ لكبر حجم الورم وخطورة العملية على حياته، مشيرة إلى أنه سيكمل حياته من الآن معتمدا على العلاج الموجه وجلسات الكيماوى، مناشدة المسؤولين بمساعدتهم بسرعة صرف العلاج الموجه له، خاصة وأن حالته فى تدهور ويعيش منذ فترة طويلة على المسكنات على أمل أن يصرف له العلاج الموجه فى أسرع وقت ممكن، "نفسى مشفوش بيتوجع وبيتألم، والناس كلها تدعيله، كل أملى فى الحياة دلوقتى إن يتم صرف العلاج الموجه ليه ويعمل العمرة اللى بيحلم بيها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة