في 30 مارس 1996 أى قبل 26 عاما عرضت ABC Turning Point فيلمًا وثائقيًا عن زوج أمريكى من دعاة الحفاظ على البيئة بعنوان "Deadly Game: The Mark and Delia Owens Story"، وقد قدمت المذيعة المشاركة في البرنامج ديان سوير بث الفيلم بهذه الطريقة: "لقد قطعا نصف الطريق حول العالم ليتبعا حلمًا إنهما زوجان أمريكان مثاليان، شابان في حالة حب، لكن المكان والزمان الغريبين سيختبران هذا الحب".
كان "المكان الغريب" هو دولة زامبيا الواقعة في إفريقيا وهي مستعمرة بريطانية سابقة كانت تُعرف سابقًا باسم روديسيا الشمالية، والفيلم الوثائقي عبارة عن حكاية مليئة بالعواطف عن اثنين من الأمريكان اللذان يخوضان مهمة لإنقاذ الأفيال من الصيادين والمسؤولين الأفارقة.
وأدرج منتجو ABC في هذا الفيلم الوثائقي جريمة قتل مصورة لصياد غير شرعي ظهر مستلقيًا على الأرض بعد إطلاق النار عليه بالفعل، لم يتم التعرف على الضحية من قبل راوية القصة الصحفية ميريديث فييرا، كما لم يتم الكشف عن هوية الشخص أو الأشخاص الذين أطلقوا النار، كما لم يوجد الكثير في الفيديو الذي يشير إلى أن الشخص المقتول كان صيادًا، وفي الواقع ، وصفت ABC إلى الضحية على أنه "متعدي" ، على الرغم من أنه من غير الواضح أيضًا مكان حدوث هذا التعدي على ممتلكات الغير.
كانت ديليا أوينز أحد الزوجين اللذين خاضا المغامرة ضد صيادى الأفيال فى زامبيا وقد برز اسمها بعد ذلك عبر روايتها ذات الشعبية الهائلة "حيث يغنى جراد البحر" Where the Crawdads Sing ، والتي بيع منها أكثر من 12مليون نسخة حتى الآن وتحولت إلى فيلم روائي طويل من إنتاج ريز ويزرسبون Reese Witherspoon .
لكن ديليا ومارك أوينز زوجها اشتهرا منذ عقود أي منذ نشر كتابهما الأول وهو كتاب صرخة كلهارى Cry of the Kalahari الأكثر مبيعًا وهو سرد للوقت الذي قضياه في بوتسوانا بينما كان كتابهما الثاني "عين الفيل" يتحدث عن معاركهما ضد الصيادين في منتزه شمال لوانجوا الوطني في زامبيا.
تحكى رواية "حيث يغنى جراد البحر" مسيرة كيا وهى فتاة صغيرة تعيش في مستنقع كارولينا الشمالية حيث تظل مجبرة على تربية نفسها منذ صغرها وعلى الرغم من نبذها التام من قبل المدينة ، إلا أنها جذبت انتباه رجلين ، تيت وتشيس أندروز، بعد وفاة تشيس ، تتهم كيا بارتكاب جريمة قتل ولكن تنتهي الرواية على أن كيا غير مذنبة من قبل هيئة المحلفين.
تنسج The Crawdads Sing قصة معقدة مرتبطة بالحياة الحقيقية للمؤلفة ديليا أوينز فهى مؤلفة أخذت مأساة وجعلتها شيئًا أكبر بكثير منها فأثناء عملها في مجال الحفاظ على البيئة في إفريقيا عاش ربيب ديليا وابن مارك ، كريس ، معهما في إفريقيا، وركز عملهم على إنقاذ الأفيال من الصيادين غير المشروعين في زامبيا ، وفي ذلك الوقت ، وأثناء الفيلم الوثائقي بعنوان Deadly Game: The Mark and Delia Owens Story ، وجه مارك زوج ديليا أوينز الكشافة لإطلاق النار على الصيادين الذين دخلوا الحديقة الوطنية.
لسوء الحظ سرعان ما تم إصدار بيان وتحولت جهود الفيلم الوثائقي إلى تحقيق فى جريمة حقيقية عندما تم إطلاق النار على صياد غير قانوني مزعوم وقتل.
بعد بث الحلقة فتحت الحكومة الزامبية تحقيقًا في جريمة قتل لا يزال مفتوحًا، وذكر تحقيق لاحق أن كريس أطلق اثنتين من الطلقات الثلاث على الصياد، لكن الأسرة بأكملها نفت ضلوعها في إطلاق النار بينما زعمت ديليا أوينز أن كريس لم يكن موجودًا بالفعل في المعسكر في ذلك الوقت وفقا لصحيفة أتلانتيك الأمريكية.
هناك عناصر من Where the Crawdads Sing التي تشير إلى أنها مستوحاة من القصة الحقيقية، في الكتاب والفيلم ، من المفترض أن يقف الجمهور إلى جانب كيا بسبب دوافعها كما أن هناك صيادًا مجهولًا ينوي إيذاء الحيوانات في حديقة وطنية يتم العثور عليه ميتًا، وإذا قام كريس ابن المؤلفة نظريًا بإطلاق النار على الصياد فقد أفلت من العقاب، مثلما تركت كيا ملاحظة تثبت ذنبها في قضية القتل، وغالبًا ما يعتمد المؤلفون ديليا أوينز على التجارب الشخصية عندما يكتبون ، لذلك من المنطقى أيضًا أن تكون رواية Where The Crawdads Sing اعتمدت على حادثة موت الصياد سواء كانت أسرتها متورطة بالفعل أم لا.