وأضاف الباحث، في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن قارة أوروبا ينتظرها شتاء قارس وقاس بسبب أزمة الطاقة الطاحنة التي تواجهها حالياً بعد تقليص روسيا من وارداتها من الغاز للدول الأوروبية كرد فعل على العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب حرب أوكرانيا.

ويرى الكاتب أن أوروبا حالياً تمر بذروة أزمة الطاقة ولاسيما في ظل المخاوف المتزايدة من قطع روسيا بالكامل لوارداتها من الغاز للدول الأوروبية.

ويقول الكاتب إن تلك الأزمة ألقت بظلالها الكثيفة على كثير من القطاعات في أوروبا حيث تسببت في ارتفاع أسعار جميع السلع بما فيها أسعار الطاقة ما ينذر بنقص حاد في مواد الطاقة في الدول الأوروبية وشتاء قارس البرودة. ويوضح الكاتب أن العديد من السلع قد تأثر بشكل ملحوظ بتلك الأزمة وعلى رأسها الأسمدة حيث تحتاج تلك الصناعة إلى كميات وفيرة من الغاز الطبيعي.

ويرى الكاتب أن أزمة المناخ التي يمر بها العالم في الوقت الراهن فاقمت من تأثير الأزمة على الدول الأوروبية حيث أدت موجة الجفاف التي تضرب العديد من المناطق في العالم بما فيها أوروبا إلى جفاف عدة أنهار مما أدي بدوره إلى التاثير على الطاقة المولدة من مياه الأنهار.

ويضيف الكاتب أن ارتفاع أسعار الوقود أدى إلى زيادة رهيبة في معدلات التضخم في جميع أرجاء أوروبا وأصبحت اقتصادات أوروبية قوية مثل بريطانيا وألمانيا تعاني من أسوء موجة تضخم تمر بها منذ ما يربو على نصف قرن.

ويوضح الكاتب أن أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أصبحت تعتمد في الوفاء باحتياجاتها من الوقود على المواد المستوردة من الطاقة وأصبحت في نفس الوقت تعتمد على النفط المستورد لتلبية ما يقرب من 60 بالمائة من احتياجاتها من الطاقة.

ويعرب الكاتب عن اعتقاده أن أوروبا، في ظل التحديات الضخمة التي تواجهها، ليس أمامها من سبيل للتخفيف من الأزمة الحالية في الطاقة إلا ترشيد استهلاكها من الطاقة إلى جانب الاعتماد على مصادر بديلة للطاقة. وأوضح الكاتب أن بعض الدول الأوروبية مثل فرنسا بدأت بالفعل في الاعتماد على الطاقة النووية في محاولة لتنويع مصادر الحصول على الوقود. 

ويختتم الكاتب مقاله موضحاً أن اقتصادات أوروبا القائمة على التصنيع في جزء كبير منها تعتمد بشكل رئيسي على مواد الطاقة المستوردة وهو ما يمثل نقطة ضعف لدى أوروبا ويؤثر على أمن الطاقة في القارة الأوروبية بأسرها.