عانى عشرات الملايين من الشعب المصري على مدى العقود السابقة، من انتشار العديد من الأمراض الخفية، كأمراض الالتهاب الكبدي الوبائي والتأثيرات الخطيرة لفيروس سي على كبد الإنسان، إلى جانب خطورة الأمراض غير السارية على الآخرين، ومع تبنى القيادة السياسية الحالية مجموعة من المبادرات الصحية على رأسها "100 مليون صحة" افتتحت أمام المواطنين طاقة أمل، للتخلص من تلك الأمراض التي كانت تنهش أجسادهم في الماضي.
أهمية المبادرة الرئاسية "100 مليون صحة" تكمن في اكتشاف الأمراض في مهدها، مما يعطي فرصة ذهبية للتخلص منها وطردها من أجسام حامليها في فترة وجيزة، للحفاظ على صحتهم وصحة مجتمعهم في المستقبل، ورغم أن المبادرة الرئاسية انطلقت في 30 سبتمبر من عام 2018، إلا أنها حققت نتائج مذهلة، حيث تخطت أعداد من تم فحصهم تحت مظلة المبادرة 60 مليون مواطن - أي أكثر من نصف تعداد المصريين- للكشف عن أمراض لا يعلم المواطنون أنهم مصابون بها، ورغم تعايشهم معها دون علم بوجودها.
المبادرات الصحية في مصر، لم تنتهي أو تقتصر على "100 مليون صحة" فقط، فهناك مبادرات خاصة بصحة المرأة، لها جدوى ومردودا كبيرا، وأخرى للكشف عن أورام الثدي، وغيرها، وتستمر الدولة في إطلاق عديد من المبادرات الأخرى، لرعاية المصريين صحيا، ووفقا لتصريحات الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الصحية والوقائية، تعتزم الدولة إطلاق مبادرات رئاسية جديدة، للكشف عن أورام الرئة والمثانة وغيرها من الأورام.
من الجيد، متابعة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بنفسه، نتائج المبادرات الصحية العديدة، لأنها بلا شك تخلق حالة من النشاط المتواصل في تطبيقها دون كلل أو ملل بكافة المحافظات على مستوى الجمهورية، ورغم التكلفة الكبيرة التي تتطلبها تلك المبادرات، فمثلا تكلفة مبادرة "100 مليون صحة" بمفردها تخطت الـ7 ملايين جنيه حتى الآن، إلا أن الدولة تواصل مساعيها للحفاظ على صحة كل فئات المصريين.
وبالحديث عن نتائج تطبيق المبادرات الرئاسية المختلفة في إطار جهود الدولة للارتقاء بالصحة العامة للمصريين، فحملة "100 مليون صحة" حصرها يطول ويطول، إذا ما تحدثنا عن ما تم تحقيقه من مستهدفاتها على مستوى الجمهورية، لاسيما ما يتعلق بعلاج فيروس "سي"، والقضاء على قوائم انتظار الحالات الحرجة، والتي تم من خلالها تم إجراء أكثر من مليون و200 ألف جراحة في مختلف التخصصات الدقيقة والعاجلة، من خلال مئات من المستشفيات على مستوى كافة محافظات الجمهورية.
دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، للمبادرات الصحية مستمر في كل موازنة جديدة للدولة المصرية، فتم مؤخرا بناء على توجيهاته، زيادة المواد المالية المخصصة لدعم مبادرة "100 مليون صحة" بنحو 600 مليون جنيه، إلى جانب زيادة برامج التوعية الإعلامية للمواطنين المستهدفين بالمبادرة، لتعريفهم بكيفية الاستفادة منها بطريقة يسيرة وسلسلة، بما يساهم في رفع المعاناة عن المرضى من المواطنين.
الإشادات الدولية بالمبادرات المصرية للحفاظ على الصحة العامة، والدعوة إلى نقل الخبرة المصرية إلى الدول الأخرى لتحذو حذو مصر صحيا، أمرًا يدعو إلى الفخر، بما تم ويتم تحقيقه داخل الدولة للحفاظ على صحة أبنائها، ولعل إشادة منظمة الصحة العالمية بالتأثير والمردود المباشر للمبادرة، على تحسين الأحوال الصحية والاقتصادية للأسر المصرية، أكبر رد على المشككين من الداخل والخارج في حرص الدولة المصرية على حماية أكبر حق من حقوق الإنسان وهي "الصحة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة