محمود دياب

الذين يندبون سوء أقدارهم

السبت، 27 أغسطس 2022 08:25 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ ظهور نتيجة الثانوية العامة وأيضا مراحل التنسيق للتأهل للجامعات، وهناك الآلاف من أبنائنا الطلبة يشعرون أن أحلامهم أصبحت أوهاما، وأن مستقبلهم يملؤه الضباب نتيجة أنهم لم يحصلوا على مجموع كبير يحقق أمانيهم بالالتحاق  بالكليات التى كانوا يرغبونها ويحلمون بالتخرج فيها والحصول على لقبها، لتحقيق مشاريعهم وحصد غنائمها مثلهم مثل غيرهم الذين سبقوهم فى هذا المضمار.
 
كما يعيش أسر هؤلاء الطلاب حالة من الحزن والإحباط واليأس والكآبة، نظرا لشعورهم بضياع أحلامهم فى تحقيق مستقبل مشرق لأبنائهم، لعدم التحاقهم بكليات مرموقة، وخاصة كليات القمة (هذا من وجهة نظرهم)، وذلك بعد حجم المعاناة وإحساسهم وشعورهم بالقلق والتوتر طوال عام كامل، ناهيك عن حجم الأموال التى أنفقوها، وكل ذلك فى سبيل تحقيق حلم ابن من أبنائها، ولكن  كما قال الشاعر أبوالطيب المتنبى  ما كل ما يتمنى المرء يدركه ...تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن 
 
وعلى هؤلاء الطلاب وأسرهم وغيرهم أن يعلموا أن هناك الكثير من الناس كانوا يندبون سوء أقدارهم، وكانت بعد ذلك فيها سعادتهم، حيث هناك الكثير الذين لم يوفقوا فى دخول الكليات التى كانوا يرغبونها، ودخلوا كليات أخرى حسب مجموعهم وتفوقوا فيها، وكانت سبب نجاحهم وشهرتهم فى حياتهم، ومثال ذلك الدكتور أحمد زويل رحمة الله عليه، لم يؤهله مجموعه فى الثانوية العامة للالتحاق بكلية الطب كما كان يحلم، والتحق بكلية العلوم حسب مجموعه وتفوق فيها وحصل بعد ذلك على جائزة نوبل،  كما أن هناك الكثير من المشاهير والناجحين فى معظم المجالات ومنها الفن والصحافة والإعلام والسياسة والأعمال وغيرها، حققوا ذلك فى غير دراستهم أو الشهادات الدراسية التى حصلوا عليها. 
 
ولذا عليهم وعلينا جميعا الرّضا بالنّصيب، لأنه هو أولى خطوات زوال الهمّ، ولا ندرى عن المكتوب، لأن أقدارنا هدايا مغلقة لا نعرف ما بداخلها، وعلينا أن نتفاءل خيراً دائما، وعلى أولياء الأمور بث الأمل وتشجيع أولادهم أن يجدوا ويجتهدوا فى المجال والتخصص الذى اختاره الله لهم، وإن الخيرة فيما اختاره الله، وعليهم ألا ينظروا  إلى قدر غيرهم، ويرونه أفضل منهم، فتلك قسمة قسّمها الخالق سبحانه وتعالى على عباده، وأن كل إنسان سيأخذ نصيبه سعادةً أو حزناً، ولن يفوته شيء كتبه الله له، وأنه ما كان لك سيأتيك رغم ضعفك، وما ليس لك لن تأخذه رغم قوّتك.
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة