أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أكرم القصاص يكتب: التعديل الوزارى.. فكر قبل أن تصدق «الهابدين»

الأحد، 14 أغسطس 2022 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بالأمس تم إعلان التعديل الوزارى، وحل 13 وزيرا جديدا مكان آخرين أنهوا مهمتهم، حيث تولى وزراء لـ«التعليم، والصحة، والتعليم العالى، والمصريين بالخارج، والآثار والسياحة، والتجارة والصناعة، والقوى العاملة، والثقافة، والطيران، والتنمية المحلية، وقطاع الأعمال، والإنتاج الحربى».
 
جاء قرار الرئيس واضحا بدعوة مجلس النواب، أمس السبت، للانعقاد، لمناقشة تعديل عدد من الحقائب الوزارية، التى تم التوافق على تغييرها، بعد التشاور مع رئيس مجلس الوزراء، والهدف هو تطوير الأداء الحكومى فى بعض الملفات المهمة، على الصعيدين الداخلى والخارجى، والتى تسهم فى حماية مصالح الدولة ومقدراتها، وتمس بشكل مباشر الخدمات المُقدمة للمواطن المصرى، والذى نعمل جميعا من أجله، وتقدم الرئيس السيسى بالشكر لجميع الوزراء الذين أنهوا مهمتهم، متمنيا التوفيق والنجاح لمن كُلف بالمهمة بديلا عنهم.
 
التعديل واضح والأهداف معلنة، ضمن العمل الطبيعى للدولة، لكن على مدار ساعات بعد إعلان الاجتماع الطارئ لمجلس النواب، انطلقت التكهنات والتحليلات، واخترع البعض أسبابا للانعقاد، أو تم ترشيح أسماء واستبعاد أخرى، وكالعادة انتشر «آباء العُرِّيف» واخترعوا موضوعات كبرى، تتعلق بأشياء عظمى، وهى أحداث لم تحدث طبعا، وتم إعلان أسماء الوزراء الجدد، وأقر مجلس النواب الأمر طبقا للدستور، وبالرغم من هذا لم يتوقف «الهبد»!
 
نحن أمام ظاهرة قديمة، لكن ضاعفها عصر الاتصالات ومواقع التواصل، وهى لا تتعلق بالمعلومات لكن بادعاء البعض، فقد انطلقت التكهنات من قبل العالِمين الكبار الذين تسابقوا فى إعلان التشكيلات الوزارية المتعددة، وقدموا أسماء كثيرة، أغلبها كما نرى الآن، لم يرد ولا جاء على أى لسان، ووزراء استمروا فى أماكنهم لعدم وجود حاجة للتعديل، ومع هذا افتقر «الهابدون» إلى التواضع، وتحدثوا لساعات من منطلق العلم ببواطن الأمور، ومعرفة ما هو غير معلوم. 
 
فى الواقع كان هذا الحال دائما على مدار عقود، ومن يعود إلى تكهنات التعديلات الوزارية، ثم للحقيقة، يكتشف كيف كان «الهبد» دائما وجهة نظر، زادت واتسعت وتعمقت مع انتشار السوشيال ميديا ومواقع التواصل، حيث يتسابق المدعون مع أنصاف العارفين فى سباق محموم لإعلان المعلومات، ربما لأنهم يراهنون على أن «كلام التكهنات فى السوشيال مدهون بافتراضيات، يطلع عليه النهار يسيح»، هناك لعبة قديمة هى الاحتفاظ بقصاصات الصحف التى اعتادت أن تنشر من زاوية اليقين التام، ثم يتضح أن 99% منها غير صحيح، ولا أحد يتوقف، ونفس اللعبة مع بوستات العميقين، نكتشف نفس اللعبة، ومن الهابدين كبار اعتادوا أن ينشروا معلومات بثقة لا أحد يتوقف ليكتشف أنها خاطئة. 
 
واليوم وقد تم إعلان المعلومات، ربما يكون للمتابعين النبهاء صناع اللايكات، الذين اعتادوا تصديق وإعادة مشاركة «شير» المعلومات، اعتقادا بأن المعلومات صحيحة، على هؤلاء أن يراجعوا بوستات كل «أبوالعريف» ليكتشفوا كم وكيف الهبد والادعاء، وعدم المعرفة، وإعلان أسماء ومعلومات خاطئة، ويفعلون ذلك بيقين، كأنهم عالمون ببواطن الأمور، بينما هم مدعون، وهذا ليس مربط الفرس، فالهبد يمكن أن يكون عاديا ونحن فى زمن الهبد الافتراضى، لكن الأهم هو أننا ونحن نرى العميقين يخترعون تشكيلات وأسماء غير موجودة، هم وغيرهم ينشرون تحليلات وبوستات تحمل عمقا شكليا، لكنها فى الغالب مجرد «هبد»، حول «الفراغ».
 
والتشكيل الوزارى أو جلسة النواب مجرد أمثلة، ونحن لا نزايد على أحد، ولكن كل ما يكشفه هذا العمق فيما يتعلق بالتعديلات والأسماء المزعومة أنهم لا يعرفون شيئا، ويمارسون «الهبد» سواء فى التشكيل أو فى غيره، وأن بعضا ممن يصدرون هيئة الفاهم العارف يقدمون وجهات نظر، وليست معلومات، والأفضل أن يحاول متابعو هؤلاء أن يستعملوا عقولهم التى فى رؤوسهم قبل أن ينبهروا باللايكات والإعجابات المجانية لـ«الهابدين» الذين هم بشر يمكنهم أن يصيبوا ويخطئوا و«يهبدوا»، لأن ما يحدث فى التعديل الوزارى، أو فى إعادة نشر تحليلات اقتصادية أو سياسية تستند إلى شائعات أو معلومات غير صحيحة، تتحول تحت أيدى «عميقى التحاليل» إلى طاقة سلبية لا علاقة لها بالواقع.
 
وإذا كان من حق كل شخص، أن يقول ويحلل، فليس أقل من أن يسعى للمعرفة، وأن يشغل عقله ليفرق بين الحقيقة والادعاء، فى التعديل الوزارى، أو فى بقية الموضوعات، والهدف فى النهاية تحسين أداء بعض الوزارات، بشكل يناسب المرحلة، ويمكن الحكم على أداء كل مسؤول بعد أن يتولى منصبه، خاصة أن الوزراء الجدد، لأغلبهم خبرات فى ملفاتهم، وعلى الجميع أن ينتظر ليشاهد ويعرف. 
 
p.8

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة