عبد القادر شحاتة الجن.. السيرة الحقيقية لبطل فيلم كيرة والجن

الأربعاء، 06 يوليو 2022 06:00 م
عبد القادر شحاتة الجن.. السيرة الحقيقية لبطل فيلم كيرة والجن فيلم كيرة والجن
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يتعرض فيلم "كيرة والجن" المعروض حاليا فى قاعات السينما إلى فترة حرجة من حياة مصر، هى ثورة 1919 ويتناول شخصية معروفة لها أصل فى الواقع منها شخصية عبد القادر الجن، فمن هو فى الحقيقة؟

يقول كتاب "كان وأخواتها.. مشاهد حية من تاريخ مصر الحديث" لـ جمال بدوى، تحت عنوان "دولت فهمى" كان عبد القادر محمد شحاتة الطالب بالمدرسة الإلهامية الثانوية جالسا على مقهى بميدان باب الخلق يلعب عشرة طاولة مع صديق له، عندما تقدم منهما شاب متوسط الطول قمحي اللون، فسحب كرسيا وانضم اليهما في مباراة الطاولة، وقدم نفسه باسم "فهمى"، وبعد التعارف وتبادل الأحاديث الودية انصرف فهمي لحال سبيله، ولكن زيارته لعبد القادر تكررت بطريقة مريبة كان يهبط عليه فجأة في منزله، وهو في زي عامل أحيانا أو في زي أزهري أو فلاح، وأدرك عبد القادر أن وراء الصديق الجديد سرا غامضا، ولكن حار في تفسيره، حتى جاء اليوم الذي كشف "فهمي" فيه عن حقيقة أمره، قال له: اسمع يا عبد القادر نحن نعرف الكثير عن شجاعتك والأعمال البطولية التي قمت بها في المنيا أثناء عدوان الإنجليز على أهلها ونعرف أنك أنت الذي اشعلت الثورة في المنيا، والآن حان الوقت لأكشف لك عن مهمتي فأنا مندوب الجهاز السري فهل تقبل أن تكون عضوا معنا في الجهاز السري للثورة؟

 قال عبد القادر على الفور نعم أقبل بلا تردد وأقسم على حفظ السر، وكان الجهاز السري التابع لثورة 1919 يطارد الوزراء الذين يتعاونون مع سلطات الاحتلال البريطاني ويطعنون الثورة في ظهرها ويحطمون إرادة الأمة التي اختارت سعد زغلول وكيلا وزعيما ومتحدثا وحيدا باسمها في مواجهة الإنجليز.

 وكان محمد شفيق باشا وزير الأشغال في وزارة إبراهيم سعيد باشا، قد ارتكب جريمة نكراء حين وافق على إطلاق يد الإنجليز في تغيير نظام الري في السودان خدمة للمصالح الاستعمارية وإلحاق الضرر بالمصالح الوطنية، وقررت قيادة الثورة قتله، وفي يوم 19 فبراير 1920 ذهب فهمى إلى عبد القادر وأبلغه أن الاختيار وقع عليه لاغتيال شفيق باشا ولقنه تفاصيل الخطة المرسومة بدقة، وقام الشاب بالعملية كما طلب منه وألقى قنبلة على سيارة الوزير أثناء مروره في العباسية وانفجرت القنبلة ولكن الوزير أفلت من الموت، وقبض على الفدائي الجريء وبدأت سلطات الاحتلال التحقيق تمارس معه أفظع ألوان التعذيب لتعرف منه أسماء قيادة الجهاز السري للثورة خاصة أن بعض شركائه في المنزل شهدوا بأنه كان يبيت لياليه الأخيرة خارج البيت، وهنا حدثت المفاجأة التي يرويها عبد القادر في مذكراته التي نشرها مصطفى أمين في "الكتاب الممنوع":

 وإذا بي أتلقى داخل السجن رسالة من الجهاز السري من خارج السجن بأن سيدة اسمها دولت فهمي ناظرة مدرسة الهلال الأحمر سابقا ستتقدم للشهادة وتقول إني كنت في تلك الأيام أبيت عندها، وأنه يجب أن أعترف بهذا رغم أن هذا يسيء إلى سمعتى وإلى سمعتها، ولكنها قبلت أن تقوم بهذه التضحية.

وفى التحقيقات قلت وأنا أظهر الخجل إنني كنت أبيت عند السيدة دولت فهمي ناظرة مدرسة الهلال سابقا، وأصدر النائب العام على الفور أمرا بالقبض عليها، فجاءت مكبلة بالحديد، ودخلت سيدة حسناء إلى غرفة النائب العام، وإذا بدولت هذه تهجم علي وتقبلني وتناديني "يا حبيبي يا حبيبي" واعترفت بأنني أبيت في بيتها، وأنني عشيقها، وذهل النائب العام والحكمدار الانجليزي.

 وصدر الحكم بإعدام عبد القادر شحاته ثم خفف إلى الأشغال الشاقة المؤبدة، وقضى الفدائي الشاب أيامه ولياليه في أمر هذه السيدة التي ضحت بسمعتها من أجل إنقاذ شاب مصري جسور كانت تملا عليه خياله وهو يقطع صخور الجبل

وتؤنس وحشته وهو يأوي إلى زنزانته ويناجي طيفها النبيل عبر قضبان السجن الكئيب حتى أحس بأنه يحبها فعلا ومضت أربع سنوات تعيسة قضاها عبد القادر شحاتة في السجن حتى جاءت حكومة الشعب الأولى برئاسة سعد زغلول فأفرج عنه ضمن مجموعة من الفدائيين الذين سجنتهم سلطات الاحتلال وكان أول ما فكر فيه عبد القادر بعد عودته إلى الحريه والبحث عن دولت فهمي والجميع كانوا يتهربون منه ويطلبون منه أن يكف عن السؤال، حتى وجد نفسه أمام الحقيقة المفجعة فقد عرف أن أهلها قد قتلوها ليغسلوا العار الذي لحق بهم أثناء التحقيق، ولم يدركوا أنها طوقت أعناقهم بأكاليل الغار حين ضحت بسمعتها من أجل إنقاذ زهرة شباب مصر.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة