جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير منصور العتيبى في جلسة مجلس الأمن مفتوحة النقاش حول الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الكويتية " كونا" الخميس . 

وقال العتيبي "تلك الأحداث إضافة لكونها حلقة مستمرة من مسلسل الانتهاكات والتجاوزات الصارخة لكافة المواثيق والقرارات الدولية، تعتبر أيضا معول هدم لدعائم الاستقرار في المنطقة ومدعاة لتغذية مشاعر الكره والتطرف والعنف"، مضيفا "منذ الجلسة الأخيرة في شهر إبريل الماضي تابع المجتمع الدولي وبقلق شديد التصعيد الخطير الذي تشهده الأرض الفلسطينية المحتلة جراء الجرائم والاعتداءات الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال على الشعب الفلسطيني حيث مازال المسجد الأقصى عرضة للانتهاكات المتكررة سواء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أو من المستوطنين والتي كان آخرها يوم أمس الأربعاء".

وأكد العتيبي أن الاعتداءات والجرائم المرتكبة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي "هي من ضمن سلسة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة 476 و478 و2334"، موضحا أن تلك القرارات تشدد على عدم المساس بالمكانة الخاصة للقدس وإبطال أي إجراء تجاهها يهدف إلى التغيير من طبيعتها الديموغرافية "ويجب على السلطة القائمة بالاحتلال احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم القدسي الشريف". 

وجدد العتيبي الدعوة للمجتمع الدولي -وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن- إلى الاضطلاع بدوره في تحميل قوات الاحتلال الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن تداعيات هذه الجرائم والممارسات غير القانونية والاستفزازية في القدس والحرم الشريف والانتهاكات بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وعلى أرضه ومقدساته، مشددا على أهمية التحرك الجماعي من أجل تكثيف الجهود الدولية لاستعادة التهدئة الشاملة والتركيز على إحياء عملية السلام في الشرق الاوسط.

وأشار العتيبي إلى أن تلك السياسات والممارسات الإسرائيلية "تؤكد مرة أخرى بأن ما تسعى إليه إسرائيل هو تكريس الاحتلال وعدم رغبتها بالتوصل إلى اتفاق سلام شامل وعادل وهذا ما أكده التقرير الأخير للجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالأرض الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقة وإسرائيل"، مضيفا أن التقرير "أشار بوضوح إلى أن إسرائيل ليس لديها النية لإنهاء الاحتلال وأن لديها سياسات واضحة لضمان السيطرة على الأرض الفلسطينية المحتلة والعمل على تغيير التركيبة السكانية وكذلك ارتفاع عدد الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية بما في ذلك القدس الشرقية".

وذكر العتيبي أن هذه الانتهاكات أدت إلى تشريد الكثير من العوائل الفلسطينية بعد فقدانهم لممتلكاتهم وهدم مساكنهم وإفلات مرتكبي تلك الجرائم دون حساب أو مساءلة، قائلا "لا شك أن غياب المساءلة ومواصلة الإفلات من العقاب في أي مكان وزمان سيفضي بالضرورة إلى توسيع دائرة العنف وإطالة أمد الصراع وسيقود لتقليص فرص السلام والأمن المستدامين وهو ما يمكن قياسه بشكل مباشر على ما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأوضح "أن الشعب الفلسطيني يكابد من جرائم يومية دعت المجتمع الدولي المطالبة بضرورة محاسبة مرتكبي تلك الجرائم والتجاوزات وكذلك الضغط على ضرورة قيام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها القانونية". 

وجدد العتيبي إدانته الشديدة لعملية الاغتيال البشعة للصحفية شيرين أبوعاقلة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء قيامها بواجبها في تغطية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في شهر مايو الماضي في مخيم جنين، مؤكدا أن هذه الجريمة المنتهكة للقوانين والأعراف الدولية تتطلب إجراء تحقيق دولي فوري ومستقل وشفاف يضمن تحديد المسئولين وتقديمهم للعدالة. 


وجدد التزام دولة الكويت بالدعم الكامل لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الاونروا) "إيمانا منها بالدور الحيوي والهام الذي تقوم به في تخفيف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس"، داعيا المجتمع الدولي إلى مواصلة دعمه لها لضمان استمرارها في تقديم خدماتها الصحية والتعليمية و الإغاثية مجددا تمسك دولة الكويت بالموقف العربي والإسلامي والدولي الذي يؤكد على ان السلام هو الخيار الاستراتيجي وأن الحل الدائم والشامل والعادل يقوم على حل الدولتين. 


وأوضح أن الحل ياتي وفقا للمرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبادرة السلام العربية وبما يؤدي إلى حصول الشعب الفلسطيني على كامل حقوقه السياسية المشروعة وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية.