سلطت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية الضوء، على الخطاب الذى ألقاه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فى واشنطن الثلاثاء، والتى تعد المرة الأولى التى يعود فيها إلى العاصمة منذ مغادرته البيت الأبيض فى 20 يناير 2021 .. واصفة تلك العودة بأنها "جريئة".
وذكرت الصحيفة أن ترامب تجنب بعناية الإعلان عن ترشيحه للانتخابات الرئاسية في عام 2024، لكن توصياته لإنقاذ الولايات المتحدة مما اسماه "الكارثة" بدت بقوة مثل توصيات مرشح في المستقبل .. موضحة أن ترامب حل ضيفا على مركز أبحاث "أميركا فيرست موليسي انستيوت"، الذي أنشأه أنصاره في عام 2017، والذي رحب منذ نهاية رئاسته بالعديد من معاونيه السابقين.
وأضافت أن "دونالد ترامب وصف ، في خطاب مروع، أمريكا بأنها في حالة إفلاس في عهد جو بايدن، كما سرد الإجراءات التي سيتعين على الرئيس الجمهوري المقبل اتخاذها لوقف هذه الحالة ، فقد اعتبر أن الدولة تنهار في ظل حكم الديمقراطيين، والمدن تحولت إلى مناطق حرب، وظهرت الحاجة إلى يد قوية لإنقاذ أمريكا من الفوضى".
وتابعت الصحيفة " أن الرئيس الأمريكي السابق أشار إلى أن التضخم هو الأعلى منذ 49 عاما، كما وصل سعر الوقود إلى أعلى مستوى في تاريخ أمريكا ، وقال "نحن متسولون ننحني أمام دول أخرى من أجل الطاقة، ويعبر ملايين الأجانب غير الشرعيين حدودنا المفتوحة ويتدفقون علينا، والمدن التي يديرها الديمقراطيون تحطم الأرقام القياسية في جرائم القتل، تعاني بلادنا من إذلال تاريخي تلو الآخر على المسرح العالمي، حيث تتعرض حقوقنا وحرياتنا الأساسية للتهديد، الحلم الأمريكي في حالة يرثى لها وسنكون قريبًا بدون بلد إذا لم يتم عكس هذا الهجوم على الاقتصاد والمجتمع والحضارة نفسها بسرعة".
وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية "أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قدم نفسه ، في خطابه، على أنه ضحية ومنقذ محتمل في الوقت نفسه، وتحدث كثيرًا عن الديمقراطيين، ولكن تحدث أيضًا عن نفسه، إما بصيغة الجمع أو ببساطة على أنه "الرئيس ترامب"، لقد رسم أوجه تشابه بين رئاسة جو بايدن وفترة ولايته".
ورأت الصحيفة أن ترامب يصبح جيدًا للغاية وهو في صفوف المعارضة، حيث ركز في الجزء الأول من خطابه على السلامة العامة، وأن معدلات جرائم القتل آخذة في الارتفاع في جميع أنحاء الولايات المتحدة ، مرجعا السبب إلى أن المجرمين في المدن والولايات التي يديرها الديمقراطيون، يتمتعون بحرية أكبر من أي وقت مضى".
وأضافت "من خلال المزج بمهارة بين المبالغة والحقائق الواقعية، استغل ترامب انتكاسات الديمقراطيين في تقديم سياسة أمنية متماسكة ، وشدد على أنه إذا لم يكن هناك أمن، فلن يكون لدينا حرية وسنحتاج إلى جهد شامل لهزيمة الجريمة والعنف في أمريكا، ودعا لدعم قوات الشرطة واستئناف عمليات التوقيف والتفتيش في شوارع المدن الكبرى، وهي السياسات التي ندد بها الديمقراطيون باعتبارها تستهدف الأقليات الملونة بشكل غير متناسب".
وأشارت الصحيفة إلى أن دونالد ترامب تطرق لمسألة الهجرة، وهي ملف أخر لم يتمكن فيه الرئيس جو بايدن والديمقراطيون من وضع سياسة متماسكة، خاصة مع وصول أعداد الدخول غير القانوني للمهاجرين إلى الولايات المتحدة إلى مستويات قياسية.
ولاحظت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أنه بشكل غير معهود، تمكن دونالد ترامب من تجنب تكرار اتهاماته غير المدعومة بأدلة بشأن التزوير الذي طال انتخابات عام 2020، والتي عادة ما يكررها بلا كلل كلما سنحت له الفرصة، ومع ذلك، فقد دعا ترامب إلى إنهاء عمليات التصويت بالبريد، الذي ندد به باعتباره مصدر احتيال، دون تقديم دليل ملموس، وقال ترامب "يجب أن يكون هدفنا أن يكون التصويت في نفس اليوم بأوراق اقتراع فقط" ، مستشهدا بمثال فرنسا، التي أجرت للتو انتخابات شارك فيها 55 مليون شخص، وصوتوا جميعا في نفس اليوم، وانتهى الأمر في نفس الليلة، ولم يكن هناك تقاض.
وأكدت الصحيفة أن هذه التوصيات السياسية تهدف رسميًا إلى خدمة الجمهوريين، قبل ثلاثة أشهر من انتخابات التجديد النصفي، حيث يأمل الحزب في الفوز بأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ.
ولفتت إلى أن الرئيس السابق دونالد ترامب انتخب عام 2016 بفضل الاستخدام المكثف لشبكات التواصل الاجتماعي وحسابه الشهير على تويتر قبل أن يحظر من المنصة الأسابيع الأخيرة من رئاسته بعد أن قام حشد داعم له باقتحام مبنى الكابيتول .. مشيرة إلى أنه قدم نفسه على أنه ضحية خطة وضعها الديمقراطيون والإعلام والدولة العميقة والجمهوريون المعارضون له، ووصف نفسه "بأنه أكثر شخص تعرض للاضطهاد في تاريخ البلاد".
واختتمت الصحيفة قائلة في مواجهة هذه التهديدات، كاد ترامب يطرح مسألة ترشيحه المحتمل.. إلا أنه قال "لا أحب أن أعتبر نفسي سياسيًا، أعتقد ذلك، منذ أن ترشحت لمنصب الرئيس وفزت ... فزت مرة، والمرة الأخرى كنت أفضل! .. وهنا هتف الحاضرون : أربع سنوات أخرى! أربع سنوات أخرى!".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة