السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشانج يكتب:إجماع واسع وتلاقى فى الرؤى بين القاهرة وبكين حول الأمن الغذائى..مبادرة الصين تقدم مساهمات لحماية الأمن الغذائى العالمى..والرئيس السيسى يولى أهمية كبيرة للإنتاج الزراعى

الأحد، 24 يوليو 2022 06:58 م
السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشانج يكتب:إجماع واسع وتلاقى فى الرؤى بين القاهرة وبكين حول الأمن الغذائى..مبادرة الصين تقدم مساهمات لحماية الأمن الغذائى العالمى..والرئيس السيسى يولى أهمية كبيرة للإنتاج الزراعى  السفير الصينى بالقاهرة لياو ليتشانج

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- الرئيس السيسى يولى أهمية كبيرة للإنتاج الزراعى وجعله جزءا مهما من «رؤية مصر 2030».. والرئيس شى جين بينج قدم رؤية متعمقة حول قضايا مهمة مثل الخط الأحمر للأراضى الصالحة للزراعة وتعديل احتياطيات الحبوب

 
بسبب ما نواجهه من وباء جديد ومناخ متغير وركود اقتصادى، بالإضافة إلى الصراعات الجيوسياسية، تسببت كل تلك العوامل فى ارتفاع  أسعار المواد الغذائية بشكل كبير، وأصبح الاختلال بين العرض والطلب أكثر وضوحا، مما تسبب فى إلحاق الضرر بعدد كبير من البلدان النامية، بما فى ذلك مصر، حيث يعد الأمن الغذائى أولوية قصوى تتعلق بالاقتصاد الوطنى ومعيشة الناس، وهو ضمانة مهمة لتحقيق السلام والتنمية فى العالم، وأساس مهم لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، ويرتبط بالتنمية المستدامة ومستقبل البشرية بشكل وثيق.. ومن هنا يولى الرئيس الصينى شى جين بينج، أهمية كبيرة لقضية الأمن الغذائى، وقد قدم شروحا متعمقة حول قضايا مهمة مثل أخذ مبادرة الأمن الغذائى، والخط الأحمر للأراضى الصالحة للزراعة، وتعديل احتياطيات الحبوب وغيرها من القضايا، وأكد مرارا «أن الصينيين يجب أن يحملوا أوعية الأرز بأيديهم، وعليهم أن يضعوا طعامهم بأنفسهم»، فى إشارة إلى التمسك بالاعتماد على أنفسهم  بشكل رئيسى وضمان القدرة الإنتاجية للغذاء.
 
الرئيس السيسى
الرئيس السيسى
 
وتأكيدا على الأهمية الحالية للأمن الغذائى، أوضح مستشار الدولة وزير الخارجية الصينى وانغ يى، موقف الصين وطرح اقتراحا من ثمانى نقاط للتعاون الدولى فى مجال الأمن الغذائى عند حضوره اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين فى 8 يوليو، وأشار إلى المساهمة بالحكمة الصينية فى حل مشكلة الغذاء العالمية الحالية.. أولا: دعم الأمم المتحدة فى لعب دور رئيسى فى التنسيق، يتعين تعزيز دور الأمم المتحدة بدلا من إضعافه، كما يتعين دعم عمل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «فاو» والصندوق الدولى للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة.. ثانيا: عدم فرض قيود تصدير على مشتريات الأغذية الإنسانية من قبل برنامج الأغذية العالمى.. ثالثا: توفير الظروف المناسبة والملائمة للدخول السلس للمنتجات الزراعية الروسية والأوكرانية والبيلاروسية إلى السوق الدولية.. رابعا: يتعين على الدول الكبرى المنتجة للأغذية والمصدرة الصافية أن تطلق إمكاناتها التصديرية وتقلل الحواجز التجارية والتقنية وتضبط استخدام الطاقة من الغذاء، وذلك لتخفيف حدة محدودية الإمدادات الغذائية فى السوق.. خامسا: يجب أن تكون الإجراءات الطارئة التى تتخذها البلدان لتجارة المواد الغذائية قصيرة الأجل وشفافة وموجهة ومناسبة ومتوافقة مع قواعد منظمة التجارة العالمية.. سادسا: دعم المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية والابتكار والتعاون فى العلوم والتكنولوجيا الزراعية بين البلدان.. سابعا: تقليل الفاقد والمهدر من الغذاء.. ثامنا: مساعدة الدول النامية على تعزيز قدرتها على إنتاج الغذاء وتخزينه وتقليل الفاقد من حيث رأس المال والتكنولوجيا والسوق.
 
إذا كان الطعام فى متناول اليد، فلا داعى للذعر والقلق، كدولة كبيرة يبلغ عدد سكانها أكثر من 1.4 مليار نسمة، تعلق الصين أهمية كبيرة على الإنتاج الغذائى والزراعى، وتعتبر دائما حل مشكلة الغذاء ذات أولوية قصوى من بين قضايا الدولة المختلفة.. فى عام 2021، وصل إجمالى إنتاج الصين من الحبوب إلى 1365.7 مليار رطل، وظل عند حجم 1.3 تريليون رطل لمدة سبع سنوات متتالية، مع معدل اكتفاء ذاتى للحبوب يزيد على 95 %، لتصبح الصين أكبر منتج للحبوب فى العالم وثالث أكبر مصدر للحبوب، نجحت الصين فى المساهمة بربع إنتاج العالم من الحبوب بأقل من 9 % من الأراضى المزروعة فى العالم، وإطعام خمس سكان العالم، وهذا فى حد ذاته هو أكبر مساهمة للأمن والاستقرار العالميين، وفى هذا الصدد، قال كاليباتا، المبعوث الخاص لقمة الغذاء للأمم المتحدة، «إن الصين قد أدارت مخزونها من الحبوب بشكل جيد، ليس فقط لضمان الإمدادات الغذائية للشعب الصينى، ولكن أيضا للمساهمة فى الأمن الغذائى لشعوب العالم».
 
السفير الصينى فى القاهرة لياو ليتشانج
السفير الصينى فى القاهرة لياو ليتشانج
 
ما زال الأمن الغذائى آمنا، لكن الدول الكبرى لا تزال بحاجة إلى إعادة زراعة محاصيلها، بينما تعمل الصين بنشاط على حل مشاكلها الغذائية، فإنها تساهم أيضا فى تحقيق هدف «القضاء على الجوع» العالمى.. فى سبتمبر 2021، اقترح الرئيس الصينى شى جين بينج، مبادرة التنمية العالمية، تركز على القضايا الأكثر إلحاحا التى تواجه البلدان النامية حاليا، واعتبر الأمن الغذائى أحد مجالات التعاون الرئيسية الثمانية، حيث يهدف إلى ضمان الأمن الغذائى، وإبعاد المزيد من الشعوب عن خطر الجوع، وتمكين المزيد من البلدان والمناطق من تحسين قدرة الإنتاج الزراعى المستدام وتحقيق الرخاء المشترك. وفى هذه الفترة، وخلال حضوره الحوار رفيع المستوى حول التنمية العالمية، أعلن «شى» رسميا أن الصين ستزيد من استثماراتها فى موارد التعاون العالمى لمجال التنمية، وستعمل على تعميق التعاون العالمى فى الحد من الفقر والتخفيف منه، وتحسين إنتاج الغذاء وقدرات التوريد، وفى حفل افتتاح منتدى أعمال البريكس، اقترح الرئيس شى جين بينج، تعزيز التعاون فى الغذاء والطاقة، وتحسين مستوى الأمن الغذائى وأمن الطاقة، وهذا يدل على صدق الصين والدول الأخرى فى معالجة مشكلة الجوع العالمية، وهى قوة إيجابية فى الحفاظ على الأمن الغذائى العالمى.
 
لطالما كانت الصين شريكا موثوقا ويعتمد عليه بالنسبة  للأمم المتحدة والدول النامية فى مجال الأمن الغذائى، فى السنوات الأخيرة تبرعت الصين بمبلغ 130 مليون دولار أمريكى لصندوق الفاو للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، تعاونت مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمى فى تنفيذ أكثر من 40 مشروعا للتعاون فيما بين بلدان الجنوب، وتعتبر الصين الدولة النامية التى تقدم أكبر قدر من المساعدة المالية، وأكبر عدد من الخبراء، وتقدم معظم المشاريع فى إطار التعاون فيما بين بلدان الجنوب لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، إننا نتبادل العلوم والتكنولوجيا الزراعية مع أكثر من 140 دولة ومنطقة، وتم إيفاد عدد كبير من الخبراء والفنيين إلى آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبى، وبلدان جزر المحيط الهادئ، كما قمنا بإنشاء مناطق تعاون زراعى مع الدول النامية، وتم الترويج لأكثر من 1000 تقنية زراعية فى عدد كبير من البلدان النامية، وزاد متوسط ​​غلة المحاصيل فى مناطق المشروعات المستهدفة بنسبة 30% إلى 60 %.
 
ومنذ بداية هذا العام، قدمت الصين أكثر من 15 ألف طن من المساعدات الغذائية الإنسانية الطارئة للدول النامية المحتاجة، لذلك يحظى إسهام الصين الإيجابى فى استقرار إنتاج الغذاء وإمداداته فى العالم بتقدير واسع من المجتمع الدولى.
 
فى مجال الحوكمة العالمية للأغذية، تعمل الصين أيضا على تعزيز مصالح عدد كبير من البلدان النامية، تعمل الصين جاهدة على تنفيذ اتفاقية منظمة التجارة العالمية بشأن تيسير التجارة، ودعت جميع الدول إلى إبقاء تجارة الحبوب العالمية مفتوحة، وحثت على رفع العقوبات الأحادية الجانب، والحفاظ على الاستقرار والتدفق السلس للصناعات العالمية وسلاسل التوريد.. وفى ذات السياق تحمى الصين بحزم الحقوق والمصالح المشروعة للبلدان النامية، وتدعو إلى مزيد من الحيز والمساحة السياسية للبلدان النامية، وتطلب من الدول المتقدمة إلغاء الدعم «الإعانات المشوهة للتجارة».
 
بالإضافة إلى ذلك، تدعو الصين بنشاط إلى الحد من فقد الأغذية وهدرها، حيث تعادل خسارة نقطة مئوية واحدة فى الغذاء العالمى خسارة قدرها 28 مليون طن، والتى يمكن أن تطعم 70 مليون شخص آخر.. فى عام 2021، ستستضيف الصين المؤتمر الدولى للحد من خسائر الغذاء، والذى يلقى ردودا إيجابية من المجتمع الدولى، بما فى ذلك أعضاء مجموعة العشرين.
 
يولى الرئيس السيسى أهمية كبيرة للإنتاج الزراعى والأمن الغذائى، وجعله جزءا مهما من «رؤية مصر 2030»، ونظرا لحقيقة أن مساحة الأراضى الصالحة للزراعة فى مصر تمثل نحو 3.7% من إجمالى مساحة الأرض، اقترحت الحكومة المصرية خطة استصلاح «مليون فدان» عام 2015، وتهدف الخطة إلى توسيع مساحة الأراضى الزراعية لتغيير حالة الاعتماد على الواردات، وفى السنوات الأخيرة واصلت الحكومة المصرية تشجيع المزارعين على زيادة مساحة زراعة وإنتاج الحبوب من خلال توفير الأسمدة والبذور، وتعليم تقنيات الزراعة الحديثة، وضمان أسعار الشراء الحكومية، وغيرها من الإجراءات التى ساهمت فى تحقيق نتائج ملحوظة، كما تم مؤخرا إطلاق مشروع  «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى، فى إطار الجهود المستمرة لتحقيق الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى من السلع الاستراتيجية.
 
يوجد إجماع واسع وتلاقى فى الرؤى بين الصين ومصر فى مجال الأمن الغذائى، ومن خلال التكامل العميق للبناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق» و«رؤية مصر 2030»، حققت الصين ومصر تعاونا وثيقا فى مجال الإنتاج الزراعى، واستجابة لمشاكل ارتفاع درجات الحرارة والجفاف ونقص المياه وانخفاض كفاءة استخدام المياه فى مصر، أنشأت جامعة نينغشيا فى الصين وجامعة عين شمس مختبرا ذكيا للرى الموفر للمياه، يوفر نظام الرى هذا أكثر من 20% من المياه مقارنة بالتقنيات المحلية، ويلعب دورا فى تعزيز ودعم تنمية الزراعة والغابات الموفرة للمياه فى مصر وتحسين القدرة الإنتاجية الشاملة للزراعة والغابات، كما ساهم مشروع الصوب الزراعية المصرية الحديثة الذى أنشأته مؤسسة صينية إلى تحويل الصحراء إلى واحة للفواكه، وزراعة مجموعة متنوعة من المنتجات الزراعية، وتحسين إنتاجية زراعة الصوب المصرية.. ومن ناحية أخرى، وقعت الهيئة القومية للاستشعار من بعد وعلوم الفضاء المصرية ومعهد الموارد الزراعية والتخطيط الإقليمى الصينى مذكرة تعاون بشأن المعمل الصينى المصرى المشترك للتنمية الزراعية الخضراء، وهو يمثل توسعا إضافيا فى التعاون فى مجال زراعة الاستشعار عن بعد بين البلدين، ومن هنا يمكن ملاحظة أن التعاون الزراعى بين الصين ومصر له إمكانات كبيرة وآفاق واسعة.
 
فقط عندما تتطور جميع البلدان معا تتحقق التنمية الحقيقية، وعندما يخطو الجميع نحو الازدهار معا يتحقق الرخاء الحقيقى، إن الصين مستعدة للتعاون مع جميع دول العالم بما فى ذلك مصر، والمشاركة بنشاط فى حوكمة الأمن الغذائى العالمى، وتنفيذ خطة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، وتقديم مساهمات جديدة لتعزيز التنمية الصحية لقضية الغذاء العالمية والحفاظ على الأمن الغذائى العالمى.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة