لم يكن يخطر علي بال المترددين علي الطريق الصحراوي أن تلك المساحة الكبيرة غير المستغلة ستتحول إلي سطح أخضر يجعل من الصحراء الخطوة الأولى أن تنتج محافظة قنا الذهب الأبيض "الحرير" من أشجار التوت المتقزم وأن يوفر المشروع عشرات فرص العمل للشباب في المدينة الجنوبية نقادة، لتتحول طاقات الشباب إلي فرص من نور تساير أهداف الدولة في التنمية والتقدم بكافة المجالات.
وفي خلال أشهر تحولت الأفدنة الصحراوية إلي مساحات خضراء تتدفق إليها المياه وتنار بالكهرباء والطاقة الشمسية التي تستغل سطوع الشمس علي الأراضي الطيبة بالمدينة الجنوبية، ففكرة إنتاج الحرير من التوت المتقزم هي الأولى من نوعها في محافظة قنا والتي تقام علي مساحة 20 فدان في مرحلتها الأولي معتمدة علي الوسائل الحديثة في الزراعة واستصلاح الأراضي، لتحول البذور إلي خيوط تتخللها أيادي العاملات لتصبح منتجا فريدا في النهاية مصنوع من خيوط الحرير بأيادي قنائية.
ويهدف المشروع توطين إنتاج الحرير الطبيعي واستكمال سلسلة القيمة المضافة بتصنيع منتجات نسيجية للتصدير من خيوط الحرير الطبيعي، ويعتبر أول المشروعات الناجحة في إنتاج خيوط الحرير في مصر حتي الأن، حيث وصل إنتاج المرحلة الأولى إلى معدلات عالية في وقت قياسي، كما يوفر مشروع إنتاج الحرير فى محافظة قنا فرص عمل للسيدات والفتيات والتدريب على كيفية صناعة الحرير من دودة القز والمراحل التى يتم لإستخراج الشرنقة، حتى المراحل النهائية للتصنيع والتصدير واستخدامه فى صناعة الملابس وصناعة الفركة.
قال المهندس مصطفي حلبي، مسئول المشروع بالمدينة، إن مؤسسة النداء قامت بإنشاء مبنى متكامل للمشروع بجانب مزرعة التوت المتقزم، كما يبلغ طول الأشجار متر واحدا ولكنها تتميز بكثافة أوراق الشجر التى تتغذى عليها الديدان وتساهم فى زيادة إنتاجية الحرير، ويقع المشروع على مساحة 20 فدان، كما أن الفدان ينتج ما يزيد عن 13 طن من الأوراق التى تتغذى عليها ديدان القز وتساهم فى إنتاج الحرير.
وأوضح حلبي، أنه تم زراعة التوت على 20 خط، بالإضافة إلى وجود محطة لتحلية المياه المستخرجة من البئرين المتواجدين بالمزرعة، وعقب عملية قطف الأوراق توضع للديدان وتبدأ عملية الشرنقة والتصنيع، وتوجد ألواح للطاقة الشمسية، والري عن طريق التنقيط.
وقال اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، إن المشروع وفر 100 فرصة عمل لأبناء مركز نقادة كمرحلة أولى بتكلفة إجمالية تصل إلى 20 مليون جنيه، بينما سوف تقع المرحلة الثانية من المشروع علي مساحة 200 فدان سيتم زراعتهم باشجار التوت المتقزم وعدد من التدخلات الزراعية الأخرى مثل منحل لإنتاج العسل الأبيض وإنتاج الطرود بالإضافة إلى زراعة قصب السكر بالتنقيط واعادة تدوير المخلفات الزراعية.
وأشار الداودي، إلى أنه خلال المرحلة الأولي من المشروع يتم إنشاء مركز تدريب من لتدريب الشباب من الخريجين علي صناعة الحرير، كما سوف يتم إنشاء أول نموذج عصارة عسل أسود بدون وجود أي ايدي عاملة وذلك للاستفادة من مخلفات التوت بعد التصنيع ليتم عمل تدوير لها ، كما سيتم إنشاء مصنع بيض لدودة القز خلال المرحلة الثانية من المشروع.
تجفيف الورق
زاعة مساحات من التوت
شجر التوت
عمل فتيات علي النول اليدوي
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة