محمد جمعة

"الكانز" والنبش عن الكنز

الخميس، 14 يوليو 2022 12:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"القمامة كنز لا يفنى"، عبارة قد تراها مبالغة وذلك لعدم درايتك بما فيها من ثروات، فما لا يلزمك يلزم غيرك، واسأل عن ذلك النباشين والزبالين، وفى هذه السطور سأتحدث عن فئة يعلمون ما فى القمامة من فوائد لهم إلا أنهم اختاروا إفادة أنفسهم والإضرار بالمجتمع.

معظم ما ترميه فى القمامة - التى تختلف طرق التخلص منها سواء بتسليمها للزبال المتعهد بجمع القمامة فى العمارة أو أنك قررت بعد طلب المدام كمعظم البيوت بأن تأخذ "كيس الزبالة" معك وأنت خارج من المنزل – يمكن إعادة تسويقه وهذا ما يتقنه النباشون، إلا أن ما يفعلونه يأتى مضادا لما تسعى إليه عدة وزارات على رأسها وزارتا البيئة والتنمية المحلية بالحفاظ على الشوارع نظيفة.

فى المناطق الشعبية تضع الحكومة ممثلة فى الوزارات المعنية صناديق ضخمة ليضع فيها ذلك المواطن الذى قرر التخلص من "كيس الزبالة" يدويا أثناء ذهابه للعمل كيس القمامة لتأتى سيارة جمع القمامة وتنقل محتويات الصندوق للأماكن المخصصة لجمع القمامة، إلا أن هناك شخصا يعشق الفوضى ويعيش على أطلال النظافة، تحت زعم أنه يبحث عن قوت يومه فيما يجمعه من القمامة فينقض على صناديق القمامة قبل وصول عمال النظافة فيبعثر محتويات الصندوق وينثر ما لا يرى فيه إفادة له ليحصل على الكنز الذى يتمثل فى الكانز والكرتون والبلاستيك أو علب السمن والتونة وأغطية زجاجات المياه الغازية، أو طمعا فى شيء قد يكون نسى أحد الأشخاص ورماه فى القمامة مثل الأشياء الكثيرة التى ننسى ونرميها كملاعق الطعام أو المقتنيات ذات القيم المتفاوتة.

النباش يسعى لتحقيق ربح من جمع الأصناف التى تحويها القمامة كل على حدة، لأن كل صنف منها يباع بسعر مختلف، فطن الكرتون يختلف سعره عن سعر طن الكانز، وعن سعر البلاستيك، فيصل سعر طن الكانز مثلا إلى ما يفوق 25 ألف جنيه، ويصل سعر طن الصفيح لما يزيد عن 26 ألف جنيه، وكيلو أغطية المياه الغازية سعره 2.50 جنيه أى أن قيمة الطن تصل إلى 25 ألف جنيه، ولا يهمه ما يسببه من تلوث يكلف الدولة ملايين الجنيهات يوميا.

المشهد فى مناطق شعبية نمر عليها يوميا فى طريق عملنا يجعل من الضرورى محاولة السيطرة على ممارسات هؤلاء، حاول أن تنزل من أى نزلة على الدائرى فى أى منطقة عشوائيا دون ترتيب مسبق منك ستجد أن الشوارع تصرخ من أفعال هؤلاء، فأنا مثلا أمر يوميا من منطقة أرض اللواء فى الجيزة التى يفصلها عن منطقة المهندسين شارع السودان، صباحا أجد عمال النظافة التابعين للحكومة وقد نظفوا الشوارع وأصبحت "تشرح القلب"، ومساء وقد عبثت بها أصابع الفوضى من قبل النباشين ليجعلوا المنظر يدمى القلب ويسد الأنف ويبكى العين، هذه المنطقة مثالا وليست وحدها التى يعبث فيها هؤلاء بحثا عن الكنز فى القمامة.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة