صدر عن مركز دراسات الوحدة العربية كتاب المرأة بين أصول الفقه والواقع: آداب الحجاب، للدكتورة سراب حافظ، وينطلق الكتاب من فكرة أن الفكر الإسلامى المعاصر يعانى قطيعةً معرفية مع الحقبة التأسيسية الأولى من تاريخه، أى تلك التى كانت الحضارة الإسلامية فيها فى أوج ازدهارها. ولكى يتم تجديد هذا الفكر على أسس راسخة، لا بد من إعادة قراءة تلك الحقبة وفق أحدث المناهج العلمية المستخدمة فى تاريخ الأفكار والعلوم.
لا شك فى أن مناخًا من الحرية ساد الساحة الفكرية الإسلامية فى القرون الأولى للهجرة، حين اختلف أئمة المذاهب على الاتجاه السنّى – كما اختلف الأصوليون المتقدمون من بعدهم – حول أهم العلوم الإسلامية، وهو علم أصول الفقه، أى المصادر الأساسية التى تستنبط منها أحكام الشريعة والقواعد التى تتحكم فى استنباطها، وقد عُدّت اختلافاتهم تلك اجتهادًا معترفًا به من جانب جميع الأطراف ومنتشرًا على نطاق واسع.
لكن كيف آلت الأمور إلى ما نحن عليه، وما هى الاختلافات والتعديلات والتحولات التى مر بها هذا العلم حتى وصل إلى حالة من الجمود والتشدد ما تزال المجتمعات الإسلامية، وبخاصة العربية، تعانيها حتى يومنا هذا، إلى الدرجة التى تتوجه فيها أصابع الاتهام بالخروج عن "المعلوم من الدين بالضرورة" إلى كل من يحاول الاجتهاد فيه؟.
لاستكمال البحث من جميع جوانب هذا العلم، يقدم هذا الكتاب دراسة تطبيقية على أحكام الحجاب أجرتها المؤلفة سراب حافظ مع تركيزها على نوعية الأصول التى اعتمدت عليها على مستوى الاستدلال والقواعد التى تحكمت فى استنباطها، والكشف عن الاختلافات والتعديلات والتحولات التى مرت بها عبر أهم المحطات التاريخية التى قطعتها، وعن معلومات تم تغييبها عن عامة المسلمين على مدى قرون، على نحوٍ مقصود أو غير مقصود.
يتضمن الكتاب ثمانية فصول، فضلاً عن المقدمة والخاتمة والمراجع والفهرس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة