في العاشرة من كل صباح، وفي منطقة مدينة نصر، تقف السيدة الثلاثينية مرتدية "الفيست"، وتسير في حركة مكوكية وسريعة، تنظم حركة دخول وخروج السيارات من منطقة الغسيل، بدءًا من عملية التنظيف الداخلي وحتى عملية "كتشرة" السيارة بحسب ما وصفتها إيمان المصري، أول مدربة للـ كار كير في مصر.
تروي إيمان المصري، صاحبة الـ38 عامًا رحلة كفاحها من شارع وسط البلد، بغسيل السيارات الجاف دون نقطة مياه، بهدف التوفير في المياه وعدم إهدارها، إذ أنّ السيارة تحتاج إلى التنظيف و"ده كان هدفي إنّي أوفّر المياه، مش كل حاجة غسيل بالمياه، وكمان الغسيل الجاف الزباين بقت بتطلبه دلوقتي".
وقالت "إيمان المصري" لـ"كاميرا التلفزيون اليوم السابع" أنّها أم لطفلين؛ خديجة ومحمد، تتراوح أعمارهم بين 3 و4 سنوات، حاصلة على بكالوريوس حاسب آلي باللغة الإنجليزية، وتعمل في المهنة قرابة الـ8 سنوات، احترفت بخلاف غسيل السيارة الجاف؛ البوليش ومعالجة تكليح السيارة دون رشّها للحفاظ على فابريكة السيارة، فضلًا عن العناية بالسيارة من الداخل بطريقة احترافية "كل ما يخص السيارة من الداخل والخارج أنا اتعلمته ودرّبت ناس كتير وبسافر محافظات وبعمل شغل للعربيات في المعارض".
وأضافت إيمان المصري" أن تعلمت في ورش الميكانيكا والمغاسل، ثم توجّهت إلى العمل بغسيل السيارات الجاف، قائلة: "صاحب الورشة كان محتكر كل مواد التنضيف الجاف ولما حبيت أتعلمها مشّاني من الشغل، فقررت أتعلم كل حاجة لوحدي".
وأشارت "المصري" بدات العمل غسيل عربيات علشان اكل بالحلال بعد طلاقهى وباخد ولادى معايا علشان بخاف أسيبهم فى البيت وهمّا اللى بيحسّسونى بطعم الحياة.
وواجهت "إيمان" بعض العقبات في المهنة، كان أبرزها مضايقات ومنها السُياس كانو الأول بيعترضوني عشان بعمل العربية غسيل جاف، وكانو بيقولولي العملا أغلبهم مش عايز مياه فـ طبعًا الطلب بيجي عليكي"، إلا أنّ "إيمان" تضع كلام المعارضين تحت أقدامها لتصل به إلى أهدافها، وعلى الرغم من مشقة المهنة إلا أنّها تحمد الله عليها، قائلة "أنا أحسن من غيري على الأقل أنا عندي شغل" وأولادي فخورين بيا وبيحبوا يقلدوني، وهكذا عبّرت "إيمان" عن فرحتها بدعم أطفالها، والذي أحيانًا ما تصطحبهم إلى مكان عملها.
تحلم "إيمان" أن تُنشئ مكانًا خاصًا بها يكون للسيدات فقط: «نفسي المكان ده يكون لكل واحدة مش لاقية شغل، ولو مش عارفة تشتغل أنا عندي استعداد أعلّمها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة