أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد ثروت

لماذا لا يوجد مؤشر عربي لقياس البحث العلمى؟

الجمعة، 24 يونيو 2022 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التقييم الذى وضعته لجنة اختيار رؤساء الجامعات حول إسهامات الأستاذ الجامعى في النشر الدولى خاصة أنه مرشح على رأس أعلى منصب أكاديمى، ومدى ظهوره بكل عمره العلمى على مؤشر هيرش أو اتش اندكس، يظلم الباحثين فى العلوم الإنسانية والاجتماعية الذين ينشرون أبحاثهم وإنتاجهم العلمى باللغة العربية. بالإضافة إلى تأثر مؤشر اتش H-index بالاستشهاد الذاتى وصعوبة مقارنة قيمة المؤشر لعلماء فى تخصصات بحثية مختلفة. حيث يتميز الذين ينشرون إنتاجهم العلمى باللغة الإنجليزية، مع غياب مؤشر عربى يتلاءم مع طبيعة النشر باللغة العربية.

 تكمن أهمية مؤشر اتش H-index الذى اقترحه عالم الفيزياء الأمريكى جورج هيرش Hirsch عام ٢٠٠٥ م، فى كونه مؤشرا ببليومتريا لقياس الإنتاجية العلمية للباحثين، فهو يرصد التعداد الكّلى للأبحاث والاستشهادات، وممن خلاله نعرف مدى مكانة الباحث عالميا وتأثيره فى تخصصه على الباحثين الآخرين. وأكثر الذين برزت إسهاماتهم فيه من تخصصات العلوم الطبيعية مثل الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا، كما برزت فيه إسهامات الباحثين أيضا فى علوم الكمبيوتر والجيولوجيا والرياضيات. فى حين يظلم مؤشر اتش H-index الباحثين فى العلوم الإنسانية والاجتماعية مثل الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ والعلوم السياسية والقانونية، الذين ينشرون إنتاجهم العلمى فى دوريات محكمة باللغة العربية، على نفقتهم الخاصة وفى إطار روتينى وظيفى بحت، يتعلق بضوابط وقواعد مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه بنشر بحث أو بحثين فى دورية علمية محكمة من جهة، أو نشر خمسة بحوث أو أكثر للتقدم إلى لجان الترقية لدرجة أستاذ مساعد أو أستاذ من جهة أخرى. كما أنه لا توجد مؤسسات نشر علمى عربية كبرى تترجم وتنشر الأبحاث العربية وتروجها للعالم بغية الاستفادة منها.  

إن النشر العلمى يعد إحدى المعايير المهمة فى ترتيب تصنيف الجامعات وترتيبها فى التصنيفات العالمية ودليل على مدى جودة التعليم فيها، لذلك تقع المسؤولية على عاتق اتحاد الجامعات العربية والألكسو واللجان الوطنية لليونسكو وغيرها من مؤسسات العمل العلمى العربى المشترك - بضرورة تفعيل معامل التأثير العربى للمجلات والدوريات العلمية وترجمة ونشر البحوث فى العلوم الإنسانية والاجتماعية فى دوريات عالمية والتوسع فى إصدار دوريات علمية عربية ناطقة بلغات أجنبية، والبحث عن بدائل مستمرة ل لحساب إنتاجية وتأثير الباحثين فى المجتمع العلمي. فإذا كان هناك مقياس اتش-هيرش فلدينا عشرات العلماء وقامات بحثية عربية مؤثرة فى جامعات العالم، الأقدر على وضع مقاييس وقواعد أكثر صرامة وانضباطا.

إن صناعة البحث العلمى لا تقل إن لم تكن أكثر أهمية عن الصناعات الكبرى. أفلا تعقلون؟  










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة