قالت دراسة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن مصر هي القاسم المشترك الأعظم في كل كتب التاريخ، مضيفة أنه لا يوجد كتاب يستعرض أي حقبة تاريخية لا يذكر مصر مرارًا بين ثناياه، فهي دائما مؤثرة ومتأثرة.
وأضافت الدراسة أنه على مدار العصور، مرت مصر بتغيرات عديدة تركت أثرًا لا يمكن محوه بسهولة بعد كل مرحلة، سواء أن استمرت فترة أو امتدت قرونًا، مشيرا الى أن هذه الآثار تراكمت فوق بعضها وتطورت بتطور من سكنها وعاش فيها.
ولفتت الدراسة الى أن أن هوية مصر تشكلت بالأساس من الصراعات والمراحل التاريخية التي عاشتها، والأساليب العديدة التي حُكمت بها، والتي على إثرها ازدهرت الحضارات المتراكمة والصناعات واللغات والديانات، متابعة :"ولهذا تحاول مصر جاهدة أن تحافظ على شكلها القديم، وأن تظهر للعالم أن التاريخ قد جعلها تمر بكل هذه المراحل وهي صامدة بين كل ذلك، تمزج لوحة فريدة للمصريين حتى يستمدوا بقاءهم من حكايات التاريخ".
وتابعت :"وعن رقائق الحضارات المختلفة التي مرت عليها مصر، فكان أقدمها الفرعونية، فما من مصري إلا ويعتز بانتمائه للحضارة الفرعونية وأن أجداده من المصريين القدماء، الذين تركوا له تراثًا إنسانيًا فريدًا من نوعه؛ فهم الذين شيدوا أول دولة وحكومة مركزية في التاريخ، بدءًا من عصر الدولة العتيقة، مرورًا بالدولة القديمة، أو حقبة بناة الأهرامات. وهذه الحضارة هي الركيزة الثقافية التي يقف عليها أي مصري بصرف النظر عن أي انتماءات أخرى، وهو أحد أسرار التماسك الوطنى الذى يعيشه شعب مصر، وعن باقي الأحقاب والرقائق التاريخية التى تلت الحقبة الفرعونية طويلة الأمد، كانت الحقبة " اليونانية – الرومانية"، وهي في واقع الأمر حقبتان قصيرتان تداخلتا في مرحلة انتقالية مهمة، فصلتا بين المرحلة الفرعونية، وحقبة الأديان السماوية ما بين المسيحية القبطية والإسلام. ويعتز المصريون بهذه الحقبة التي نقلت العقل الأوروبي إلى مصر، وكذلك العكس؛ إذ اعترف اليونانيون أنفسهم بفضل حضارات الشرق عليهم، ويفتخر الكثير منهم ممن وضع أسس العلوم اليونانية أنهم درسوا سنوات عدة في مصر، فهذا الدمج جعل العلوم والفنون والفكر ينصهرون في بوتقة الإنسانية والحضارة الجديدة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة