دراسة ترصد مشروعات حماية السواحل المصرية لمواجهة التغيرات المناخية

الإثنين، 20 يونيو 2022 04:00 ص
دراسة ترصد مشروعات حماية السواحل المصرية لمواجهة التغيرات المناخية خالد عكاشة مدير المركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية
كتب محمد السيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رصدت دراسة صادرة عن المرصد المصرى التابع للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، مشروعات حماية السواحل المصرية لمواجهة التغيرات المناخية، جاء فيها أن ارتفاع منسوب مياه البحر يعد من ضمن التغيرات المناخية ذات التأثيرات السلبية على المناطق الساحلية، والتي تتميز بمناسيب منخفضة، مما يعرضها للغرق بمياه البحر.

وأضافت الدراسة:"بما أن السواحل المصرية ودلتا نهر النيل من أكثر المناطق المهددة بالعالم، تبذل الدولة العديد من الجهود للحفاظ عليها من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، وخلال السنوات الماضية تم تنفيذ العديد من الأعمال لحماية للشواطئ بأطوال تصل إلى 210 كم، خاصة وأن العمل على الحفاظ على منسوب سطح البحر يعود بالنفع على سلامة المواطنين، ويحافظ على المشاريع الصناعية والزراعية والسياحية الموجودة على سواحل مصر الشمالية، بما يمكنا من تحقيق التنمية اﻹقتصادية في تلك المناطق، بالإضافة إلى الحفاظ على المناطق الأثرية، فما هي الجهود التي اتخذتها الدولة للحفاظ على السواحل المصرية لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية؟".

ولفتت إلى أنه في إطار مواجهة الآثار الناتجة عن التغيرات المناخية، تم إطلاق مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية بالساحل الشمالي ودلتا النيل في مايو 2021، موضحة أن السبب الرئيسى للمشروع هو مواجهة الآثار الناتجة عن التغيرات المناخية، والعمل على إيقاف تراجع خط الشاطئ في المناطق التي تعاني من عوامل النحر الشديد، واسترداد الشواطئ التي فُقدت بفعل النحر.

وتابعت :"الأمر الذي يسهم في تطوير المنطقة المحيطة بالقلعة لجذب وتنشيط الاستثمارات السياحية، والحفاظ على المناطق التاريخية مثل قلعة قايتباي بالإسكندرية، ويساعد المشروع كذلك على حماية الأراضي الزراعية، وحماية بعض القرى والمناطق المنخفضة من مخاطر الغمر بمياه البحر مثل المنطقة شرق مصب فرع رشيد وحتى بوغاز البرلس وكذلك المنطقة غرب مدينة بورسعيد، ويبلغ طول المشروع 69 كم بالأراضي المنخفضة في سواحل دلتا نهر النيل بخمس محافظات (بورسعيد – دمياط – الدقهلية – كفر الشيخ – البحيرة)، علاوة على إقامة محطات إنذار مبكر على أعماق مختلفة داخل البحر المتوسط للحصول على البيانات المتعلقة بموجات العواصف والأمواج والظواهر الطبيعية المفاجئة، ومن المقرر أن تنتهي أعمال المشروع في عام 2024".

وأوضحت الدراسة أن المشروع  يشتمل كذلك على عمل خطة إدارة متكاملة للمناطق الساحلية على طول السواحل الشمالية لمصر على البحر المتوسط، للحفاظ على الاستثمارات والثروات الطبيعية بالمناطق الساحلية، أما فيما يتعلق بالتمويل، فيتم تمويله بمنحة مقدمة من صندوق المناخ الأخضر التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بقيمة 31.40 مليون دولار، وأنه تم البدء بمحافظة كفر الشيخ بطول 27 كيلومتر كأولوية أولى؛ لحماية الطريق الدولي ومحطة كهرباء البرلس ومشروع الاستزراع السمكي في بركة غليون والأراضي الزراعية المجاورة وكذلك التوسعات المستقبلية في المشروعات السياحية، فتم طرح مرحلتين من المشروع لحماية 14 كم، وجارٍ الإعداد لطرح باقي المراحل تباعًا، ومن المنتظر الانتهاء من تنفيذ أعمال الحماية قبل نهاية عام 2025.

ونوهت الدراسة الى أن مدينة الإسكندرية تعد من أوائل المدن التي تأثرت بالتغيرات المناخية، وظهر ذلك في عدد من التغيرات كالتغير في مواعيد نوات الأمطار، وارتفاع منسوب أمواج البحر، وزيادة سرعة الرياح؛ مشيرة الى أنه تم إطلاق مشروع الحماية الشواطئ بطول الساحل بمحافظة الإسكندرية، وشمل ستة مشروعات لحماية الشواطئ والمناطق المعرضة لخطر ارتفاع مياه البحر، منها:  مشروع الحماية البحرية لقلعة قايتباي، ومشروع حماية سور الكورنيش الأثري بمنطقة المنشية ومحطة الرمل، وإنشاء حواجز للأمواج من شواطئ المنتزة حتى ميامي، ومشروع حماية منطقة السقالات بخليج أبوقير لحماية المنطقة، ومشروع حماية الحائط الأثري لأحواض الأسماك داخل المنتزه، ومشروع الحماية من بئر مسعود وحتى المحروسة، وسلسلة من الحواجز الغاطسة لحماية منطقة الكورنيش أمام فندق المحروسة، بتكلفة مليار و341 مليون جنيه.

وأردفت :"كذلك من أهم المشروعات التي تم تدشينها بمحافظة الإسكندرية هو مشروع حماية كورنيش وشواطئ المدينة، فتم تدعيم وتطوير الكورنيش تجاه المنشية ومحطة الرمل لحماية سور الكورنيش الأثري وطريق الكورنيش، من خلال إنشاء حائط بحري بطول 835 مترًا باستخدام كتل خرسانية زنة 5 طن وأحجار بتدرجات مختلفة، وتنفيذ أعمال ترميم وصيانة البلاطات الخرسانية المجاورة لسور الكورنيش لمسافة 350 مترًا، ذلك بالإضافة إلى عملية استكمال إنشاء سلسلة من الحواجز الغاطسة بالإسكندرية لحماية الشواطئ وطريق الكورنيش بمنطقة شاطئ السرايا وأمام فندق المحروسة، من خلال إنشاء لسان بحري بطول حوالي 600 متر، وإنشاء رصيف بحري بطول 155 مترًا؛ نظرًا إلى تعرض المنطقة للأمواج العالية. ويسهم هذا المشروع في استعادة الشواطئ المفقودة بالنحر، وهو ما يمكّن محافظة الإسكندرية من تعظيم الاستفادة من الاستثمارات المقامة بالمنطقة".

وأضافت الدراسة أنه تم تنفيذ مشروع حماية منطقة السقالات أمام القوات البحرية بخليج أبى قير؛ لحماية المنطقة من الغمر، خاصة في موسم النوات من خلال عمل بلاطات خرسانية أعلى اللسان الحجري، وعمل رصيف من الستائر المعدنية، وامتداد زيادة عرض السقالة الرئيسة وترميم السقالة القديمة، وتكريك الحوض المائي الحالي حتى منسوب " -3.00" متر، لافتة الى أن مشاريع حماية الشواطئ تهدف إلى تنمية الثروة السمكية بالبحيرات الشمالية؛ لضمان جودة مياه البحيرات من خلال تحسين حركة دخول مياه البحر للبحيرات، وكذلك يتم تنفيذ أعمال لحماية مصبي نهر النيل عند دمياط ورشيد من مشاكل النحر والترسيب.

وأكدت الدراسة أن من أهم المشروعات، أعمال الحماية المنفذة بمدينة رأس البر خلال السنوات الماضية لحماية الشواطئ والمنشآت من النحر من خلال تنفيذ عملية حماية المنطقة غرب لسان رأس البر، مع إعادة تأهيل الحائط البحري غرب اللسان، وتدعيم وإعادة تأهيل حواجز الأمواج، وحماية وتكريك مصب مصرف جمصة، وتنفيذ أعمال حماية مناطق الخليج وشرق ميناء دمياط وغرب لسان رأس البر وشرق عزبة البرج.

ولفتت الدراسة الى أنه تم تدشين مشروع حماية وتطوير خليج مدينة مرسي مطروح، من خلال عمل ألسنة لحماية المنطقة الجنوبية للخليج وكورنيش مرسى مطروح من النحر، والمحافظة على الأعماق المناسبة للملاحة بالممر الملاحي القريب؛ بهدف حماية الاستثمارات السياحية والعمل على تنميتها، خاصة وأن شاطئ الأُبيض أحد شواطئ مدينة مرسى مطروح والذى يقع غرب الخليج الرئيس للمدينة بمسافة حوالى 16 كيلومتر ويحتوى على العديد من الاستثمارات السياحية المميزة، ونظرًا إلى تراجع خط الشاطئ في هذه المنطقة فإن الأمر استلزم التدخل لحماية الاستثمارات الموجودة بالمنطقة من تراجع خط الشاطئ الأمر الذي يهدد الاستثمارات القائمة.

وذكرت الدراسة أن هيئة حماية الشواطئ قامت بالبدء في المرحلة الأولى بإنشاء عدد (5) رؤوس حماية حجرية داخل البحر عبارة عن حواجز أمواج على شكل حرف T بأطوال من (50 – 75) مترًا تقريبًا، بينها مسافات بينية قدرها 300 متر تقريبًا، وذلك على مرحلتين، حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى، وجارٍ العمل في المرحلة الثانية التي من المقرر أن تنتهي في شهر مايو 2024.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة