إبراهيم نجم يكشف تفاصيل مؤتمر مركز سلام لمكافحة التطرف.. أكبر تجمع للمتخصصين فى مجال مكافحة التشدد.. بحث إقامة تعاون دولي لتتبُّع خرائط التطرف ومحاصرتها.. إنشاء قاعدة بيانات ضخمة تضم الجماعات المتطرفة والإرهاب

الخميس، 02 يونيو 2022 06:00 م
إبراهيم نجم يكشف تفاصيل مؤتمر مركز سلام لمكافحة التطرف.. أكبر تجمع للمتخصصين فى مجال مكافحة التشدد.. بحث إقامة تعاون دولي لتتبُّع خرائط التطرف ومحاصرتها.. إنشاء قاعدة بيانات ضخمة تضم الجماعات المتطرفة والإرهاب الدكتور ابراهيم نجم
حوار لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

قال الدكتور إبراهيم نجم - مستشار مفتي الجمهورية، أمين الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، رئيس مركز سلام لمكافحة التطرف، إن ممثلين عن مجلس الأمن والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية يُناقشون قضايا العائدين وتمويل الإرهاب خلال المؤتمر الدولي الأول الذي ينظِّمه "مركز سلام لدراسات التطرف" التابع لدار الإفتاء تحت مظلَّة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم من 7 -9 يونيو الجارى.

وأضاف نجم أن المؤتمر الدوليَّ الأول لمركز سلام لدراسات التطرف يسعى إلى إلقاء الضوء على العديد من التجارب العربية والدولية في إطار مواجهة التطرف والإرهاب؛ بغيةَ الاستفادة من هذه التجارب وتقييم جدواها، وهل نجحت في تحقيق المستهدف منها أم لا؟!.

اليوم السابع أجرى حواراً مع الدكتور إبراهيم نجم حول أبرز محاور وأهداف المؤتمر .

.إلى نص الحوار

- هل بالإمكان التعرف على سبب إنشاء مركز سلام المُنظِم للمؤتمر المرتقب عن التطرف، ورسالته الأساسية وأهم أهدافه؟

مركز سلام لدراسات التطرف هو مركز بحثي وعلمي وفكري، يعمل تحت إشراف الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم ودار الإفتاء المصرية، ويُعنى برصد وتفكيك وتحليل ظاهرة التشدد والإرهاب باسم الدين.

ورسالة المركز الأساسية هي العمل على تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة بقضية التشدد والتطرف، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف وقايةً وعلاجًا، وذلك عبر تقديم توصيات وبرامج عمل لكيفية مواجهة تلك الظاهرة، ومحاربتها والقضاء عليها، وصولًا إلى اعتبار مركز سلام مرجعية أكاديمية وفكرية عالمية في مواجهة التطرف والإرهاب.

ويحمل «سلام» رسالة تكامل بين المؤسسات الفاعلة، وشمولية في التعاطي مع التطرف والإرهاب، وإدراكا للظرف التاريخي الذي يحتم على المؤسسة الإفتائية الأعرق أن تضطلع بواجبها الديني والوطني في مواجهة فاعلة وناجعة في مواجهة التطرف والإرهاب، وخلق كيان يتسم بالمرونة والفاعلية، ويجمع بين الجوانب المتعددة لظاهرة التطرف، انطلاقا من الجانب الديني، مرورًا بالجوانب الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والنفسية والتربوية، لكي تكون الاستجابة متنوعة بقدر تنوع تعقد الظاهرة، فـ«سلام» تعبير حي عن هذا الإدراك.

كما يهدف مركز "سلام لدراسات التطرف" إلى تحقيق نقلة نوعية في مجال المواجهة الفكرية والدينية لظاهرة التطرف والإرهاب، وأن يمثل إضافة قوية تضاف إلى جهود الدولة المصرية في مواجهة الإرهاب، وأن يكون منصة أكاديمية وبحثية فكرية تستنير منه المراكز الفكرية العالمية والدولية في مواجهة التطرف.

كما يهدف للمساهمة في تحقيق رؤية الدولة المصرية ورؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي في المواجهة الشاملة للتطرف والتشدد والإرهاب عبر بوابات التجديد الديني.

وكذلك التصدي لظاهرة فتاوى التكفير والآراء المتشددة في مختلف وسائل الإعلام المحلية والعالمية عبر تقديم معالجات فكرية ودينية لتلك الظاهرة وآثارها

وأيضًا خلق ذاكرة رصدية لدى العالم الإسلامي بشكل عام، ولدى مؤسسة الإفتاء بشكل خاص فيما يتعلق بمسائل الفتوى والآراء.

وكذلك إنتاج خطاب بديل نابع من وسطية الإسلام واعتدال شريعته في مواجهة خطابات التشدد والتكفير والتطرف، وتحصين الشباب من الوقوع في براثن الفكر المتطرف.

وتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحديد مسارات الإرهاب والتطرف وتجفيف منابعه، فضلًا عن تقديم الاستشارات الأكاديمية والفقهية والإعلامية المتخصصة في مواجهة التشدد والتطرف، وتحويل الجهود الفردية في مواجهة التطرف إلى عمل مؤسسي وأكاديمي وتشجيع عملية البحث العلمي والأكاديمي في هذا الحقل، وكذلك تقديم إسهام علمي رصين لاستشراف أنماط التطرف والتشدد المستقبلية.

 

- هل هناك مشروعات وبرامج بحثية منتظرة من المؤتمر؟

تحديد البرامج الرئيسية للمركز يستند إلى الاهتمام بالقضايا الرئيسية التي تشغل الدوائر الدينية والأكاديمية الإقليمية والعالمية حول موضوع التطرف، وما يرتبط بمكافحته على المستويات المختلفة، وتهدف البرامج البحثية للمركز إلى تفكيك البنية الفكرية للتطرف وتحليل الاتجاهات الرئيسية في مكافحة التطرف، وتطوير سياسات تجعل عملية المكافحة أكثر تقدما وفعالية على المديات القصيرة والمتوسطة والطويلة. وتعد هذه البرامج متغيرة، ويمكن إضافة أو دمج أي برامج أخرى بحسب الخطة العلمية للمركز. ووفق التصور الأولي تتمثل هذه البرامج في برنامج الرصد والأرشيف الإلكتروني والمكتبة الإلكترونية، وبرنامج تفكيك التطرف والوقاية منه، برنامج إعادة التأهيل والدمج، وبرنامج خبرات مكافحة التطرف، وكذلك برنامج التعاون الأكاديمي والبحثي.

وأما المشاريع البحثية الرئيسية فيدشن المركز عدد من المشروعات البحثية الرئيسية متعددة الأهداف والأدوات بهدف تعزيز جهود المركز في مواجهة التطرف وقاية وعلاجا ومنها معرض الشهيد لنبذ العنف والتطرف، وهو معرض فني يعمل في الأماكن العامة مثل الجامعات والمدارس والمراكز التجارية والدينية، يعرض لأهم شبهات التطرف والرد عليها باستخدام التقنيات الحديثة والجرافيك والفيديوهات القصيرة والشاشات الإلكترونية التفاعلية التي توصل المفاهيم الصحيحة بطريقة إبداعية ومبسطة.

وكذلك أكاديمية سلام لدراسات التطرف وتهدف إلى تزويد الباحثين والمتخصصين بالمهارات الأساسية الأكاديمية والبحثية في مجال دراسات الإرهاب والتطرف، وهنا تعتمد الأكاديمية على مسارين أساسيين الأول: برامج تدريبية واستشارية والتي تقدم الأكاديمية مجموعة من المواد والحزم التدريبية التي تعمل على ثقل مهارات الباحثين والمختصين والصحفيين في مجال مكافحة التطرف والإرهاب، والمسار الثاني: برامج أكاديمية (دبلوم – ماجستير) متخصصة ؛ فالأكاديمية  تهدف إلى تعميق التعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية المرموقة في مصر وعلى رأسها جامعة القاهرة لتدشين برنامج أكاديمي متخصص في مجال دراسات الإرهاب، ويمنح البرنامج دبلومة متخصصة.

كما يهدف المؤتمر إلى تدشين الذاكرة الرصدية والمكتبة الإلكترونية لدراسات التطرف وهي ذاكرة متعددة اللغات، تهدف إلى رصد وجمع كل ما كتبته وأصدرته الجماعات التكفيرية والمتطرفة، كما تضم كل ما أنتج معرفيا وأكاديميا عن التطرف وجماعاته. تضم الذاكرة كافة إصدارات التنظيمات التكفيرية والإرهابية المرئية والمقروءة والسمعية، وكذلك كافة الدراسات والكتب والأبحاث والتقارير المتعلقة بظاهرة التطرف والإرهاب.

وكذلك تدشين برنامج منارات الإلكتروني لمواجهة التطرف والإرهاب، والذي يمثل قاعدة بيانات ضخمة في مجال الأفكار والشخصيات والجماعات المتطرفة والعمليات الإرهابية، ويجري تحديثه على مدار الساعة، وذلك عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي والربط الشبكي بين كافة عناصر الظاهرة وأطرافها؛ بما يحقق الشمول في المعالجة المؤسسية في التناول والاستجابة.

وبالإضافة لمجلة سلام لدراسات التطرف وهي مجلة علمية محكَّمة فصلية، تقدِّم معالجاتٍ فقهيةً ونفسية واجتماعية وقانونية لظاهرة التطرف، يشترك في تحريرها العديدُ من الخبراء والمتخصصين لوضع برامج واستراتيجيات مكافحة التطرف.

فضلًا عن توجه مركز سلام لعقد المؤتمر بشكل سنوي، وهو يعد أكبر تجمع للمتخصصين في مجال مكافحة التطرف حيث يحضره (مفتون، وزراء، قيادات تنفيذية، رجال فكر وإعلام، رؤساء مراكز بحثية معنية، أكاديميون، باحثون متخصصون) ويهدف إلى الخروج بمبادرات علمية تدعم عملية مكافحة التطرف وقاية وعلاجا وتعميق النقاشات الدينية والأكاديمية حول ظاهرة التطرف، وتعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات البحثية والخبراء المختصين في مجال مكافحة التطرف والإرهاب.

 

- تعودنا من مؤتمرات دار الإفتاء العالمية إثرائها للفكر والفقه والفتوى؛ فما أهمية مؤتمر مركز سلام المرتقب عن التطرف؟

تنبع أهمية المؤتمر الدوليَّ الأول لمركز سلام لدراسات التطرف في كونه أكبر تجمُّع للمتخصصين في مجال مكافحة التطرف؛ إذ يحضره ممثِّلون عن مجلس الأمن والأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية، وجامعة الدول العربية، وعدد من الوزراء، والقيادات التنفيذية، والمفتين، ورجال الفكر والإعلام، بالإضافة إلى رؤساء المراكز البحثية المعنية من مختلف دول العالم، مشدِّدًا على أهمية المؤتمر وتوقيت انعقاده بما يحقِّق الريادة المصرية في هذا المجال، كما سيعمل المؤتمر الدوليَّ على الخروج بمبادرات علمية تدعم عملية مكافحة التطرف وقايةً وعلاجًا، وتعميق النقاشات الدينية والأكاديمية حول ظاهرة التطرف، وتعزيز التعاون والتنسيق بين المؤسسات البحثية كما  سيعمل المؤتمر على مناقشة أطروحات التطرف المُبررة لجرائمه، وتفكيك هذه المقولات والمفاهيم والرد عليها، وترسيخ قيم السلام والتعايش والتفاهم بين الشعوب والحضارات.

كما سيسعى مركز سلام إلى إنشاء مظلَّة جامعة لكلِّ مراكز الأبحاث المعنية بمكافحة التطرف، يكون مقرها مصر، اتساقًا مع الدَّور الكبير الذي تقوم به مصر في العديد من المجالات، ومن أهمها الخبرة المصرية في مكافحة التطرف

ويأتي المؤتمر انطلاقًا من أن ظاهرة التطرف تحتاج إلى تكاتف الجميع وتبادل الرؤى المُختلفة على المستويات الثلاثة: المحلية والإقليمية والدولية. كما يهدف المؤتمر كذلك إلى تعزيز التعاون الدولي في إطار مكافحة التطرف والتشدد، وتبادل خبرات التجارب الدولية في هذا الشأن، مع الاهتمام الشديد بفتح آفاق أوسع للتعاون البحثي والأكاديمي.
 

- تعليقًا على إسهام المؤتمر في تعزيز التنسيق والتكامل بين المؤسسات البحثية المعنية بدراسة التطرف، فما الداعي لذلك وما كيفية تحقيقه؟

لم يعد خطر التطرف والإرهاب المصاحب له يقتصر على دولة أو منطقة بعينها، وإنما بات ظاهرة عالمية، إذ أن التنظيمات المتطرفة والجهادية العابرة للحدود لا تستثني في عملياتها الإرهابية بلداً أو منطقة؛ ولا شك في أن التعقيد والتشابك الذي تتسم به ظاهرة التطرف والإرهاب قد انعكس بشكل أو بآخر على طبيعة الاستراتيجيات التي تتبناها الدول لمواجهتها.

ويعد الإرهاب من أهم مهددات الأمن بمفهومه الشامل، فهو من أبشع جرائم العصر وأكثرها دموية. وقد أثبتت الدراسات أنه نتاج لانحرافات فكرية تتبنى العنف وتقوم على الغلو والتطرف، مما يتطلب تحقيق الأمن الفكري المبني على الوسطية والاعتدال، باعتباره أهم مقومات الوقاية من الإرهاب والتطرف ومواجهته على المستوى الفكري، فصناعة التطرف تقوم على العديد من الأعمدة؛ أبرزها: المنتج الفكري المتطرف، والسياق والنص الذي يمكن لهذا الفكر أن ينمو فيه؛ على نحو يبرز أهمية العمل البحثي والفكري في مواجهة التطرف.

وهذا الأمر لا يمكن تحقيقه إلا بتعاون جميع القطاعات والمؤسسات البحثية، وغني عن القول إن الشراكات هي حجر الزاوية لجهود الوقايةّ الفعالة التي تستهدف التطرف والإرهاب، وذلك على نحو يؤكد أهمية تخصيص ورشة كاملة يجتمع فيها الخبراء والمتخصصون من مختلف الدول للتشاور حول التجارب الحالية للتعاون البحثي في مواجهة التطرف والإرهاب وسبل تعزيز هذا التعاون مستقبلًا؛ على نحو يقود لطرح العديد من التساؤلات.

وسيتصدى المؤتمر لمناقشة سبل تعزيز التنسيق والتكامل بين المؤسسات البحثية المعنية بدراسة التطرف بإبراز أهم التساؤلات التي تخص هذه للإجابة عنها؛ سواء بمناقشة التجارب الحالية؛ أو عبر اجتهادات جديدة منها ما هي أبرز تجارب التعاون بين المؤسسات والمراكز البحثية في مجال مكافحة التطرف والإرهاب؟، وكيف يمكن تقييم هذه التجارب؟ ما أبرز المعوقات؟ وما أبرز الإنجازات؟، وأيضًا كيف يمكن مواجهة هذه المعوقات وتعزيز عناصر النجاح؟، وفضلًا عن كيف يمكن بناء تجارب جديدة للتعاون البحثي في هذا المجال؟

 

- مؤتمر مركز سلام مؤتمر عالمي فما هو الإسهام المنشود له لقضية التطرف والإرهاب من منظور دولي؟

سيتم ضمن محاور المؤتمر تقييم تعامل هذه التجارب مع "قضية العائدين من التنظيمات الإرهابية"، في محاولة للوصول إلى معرفة هل نجح أيٌّ من هذه التجارب في استيعاب العائدين؟ وكيف تعاملت معهم؟ وهل مثَّلوا خطورة على مجتمعاتهم وعلى أبناء جالياتهم؟ وكيف تصدَّت الحكومات لهذه المخاطر؟

هذا بالإضافة إلى النظر في آلية إقامة تعاون دولي لتتبُّع خرائط التطرف والإرهاب ومحاصرتها والحدِّ من انتشارها لحماية العالم من براثن هذه الجرائم، وبحث إمكانية بناء استراتيجية متكاملة لمواجهة التطرف والإرهاب عبر الاستفادة من هذه التجارب المُتعددة.

وفي ظل التطور الرقمي الهائل، نجد محاور المؤتمر تسعى كذلك إلى فهم وتوضيح طرق تعامل الدول المختلفة مع القضايا المتعلقة بالعالم الرقمي والتكنولوجيا الحديثة وتداعياتها على النشاط المتطرف والإرهابي حول العالم، ومدى تعاملها مع مخاطر تنامي تمويل التنظيمات الإرهابية حول العالم، وكيف يمكن الاستفادة من الوسائل الحديثة في التصدي لهذه التنظيمات؛ وذلك من واقع تجارب الدول المختلفة.

وسيحرص مركز سلام خلال المؤتمر على تناول تجارب الدول وَفق أربعة محاور أساسية هي: المواجهة الأمنية للتطرف والإرهاب، والمواجهة التشريعية، والجهود الفكرية في مكافحة التطرف والإرهاب، ودَور المرأة في المكافحة، ومن بين هذه التجارب: تجارب الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي وبريطانيا، والمملكة العربية السعودية والإمارات والأردن، وإندونيسيا.

 

- مفهوم الدولة الحديثة من المفاهيم المختلة عند الجماعات المتطرفة والإرهابية فكيف اهتم بها المؤتمر؟

 سيبحث المؤتمر هذه القضية وَفق محاور ثلاثة تتمثل في: "رؤية التنظيمات الإرهابية لمفهوم الدولة في الفكر والممارسة، وتقديم رؤية نقدية لادعاءات المتطرفين والإرهابيين حول الدولة، وعرض شبهات الفكر المتطرف والرد عليها".

كما أن المؤتمر سيسعى للإجابة على تساؤلات عدة تتمثل فيما يلي: ماهية رؤية أو تصورات التنظيمات الإرهابية المتطرفة عن الدولة، وما الأسباب والمبررات المفسرة لتلك الرؤية؟ وهل تتفق تلك الرؤية ومستجدات الواقع السياسي؟ وهل توجد صلة بين ممارساتهم في الدولة المزعومة ومقومات مفهوم الدولة في أدبيات العلوم السياسية؟ وهل تتوافق أفعال هذه الجماعة وممارساتها وأيديولوجياتها مع الإسلام؟
 

- هل سيقدم المؤتمر ورش عمل كما تعودنا في مؤتمرات الأمانة العامة في السنوات السابقة؟

بالتأكيد؛ سينظم المؤتمر ضمن فعالياته ثلاث ورش مُهمة على هامش انعقاده، تأتي الورشة الأولى بعنوان: "الإسهامات البحثية (العربية والإنجليزية) في مجال التطرف والإرهاب" خلال اليوم الثاني للمؤتمر، وتستهدف هذه الورشة تناول خريطة الاتجاهات البحثية العربية والإنجليزية حول التطرف والإرهاب خلال عام 2021، للتعرف على أنماط القضايا التي اهتمَّ بها الكتَّاب والباحثون؛ بغرض البناء على إسهاماتهم ومعالجة أوجه القصور، عبر صياغة أجندة بحثية يمكن الاهتمام بموضوعاتها؛ لتقديم اجتهادات بحثية جديدة تساعد في تعميق فهم ظاهرتي التطرف والإرهاب.

بينما تهتم الورشة الثانية بتعزيز التنسيق والتكامل بين المؤسسات البحثية المعنية بدراسة التطرف بصورة تُمكن من إنشاء مظلة عالمية تجمع المراكز البحثية المُتخصصة في مكافحة التطرف يكون مقرها مصر.

أما الورشة الثالثة فتتناول "تحليل التجربة المصرية في مجال مكافحة التطرف"، وذلك على هامش اليوم الثالث للمؤتمر، وذلك باعتبار أن قضايا التطرف والإرهاب قد شغلت رؤية الدولة المصرية منذ عام 2013، وكانت ولا تزال أحد أهم محاور العمل لدى الدولة من أجل حماية وتحصين أبناء المجتمع المصري من هذه الآفة التي ضربت كافة دول العالم، وشغلت الرأي العام الدولي من أجل البحث عن أطر واستراتيجيات للتعامل معها.

 

- قضايا التطرف والإرهاب شغلت رؤية الدولة المصرية منذ عام 2013، وكانت ولا تزال أحد أهم محاور العمل لدى الدولة من أجل حماية وتحصين أبناء المجتمع المصري من هذه الآفة التي ضربت كافة دول العالم، فكيف اهتمت دار الإفتاء المصرية بمواجهة التطرف وما مسارات عملها في هذا الشأن؟

اتبعت دار الإفتاء المصرية مسارات متنوعة بمعاونة أذرعها البحثية متمثلة في مراكز الدار البحثية على رأسها مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، الذى يعتنى بدوره بتحديد مختلف ظواهر التطرف وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة، والأطراف الفاعلة فيها، ومقولاتها وادعاءاتها، وصولا إلى تقديم أطر وأسباب علاج تلك الظاهرة، وتقديم برامج عمل وخطوات لتحقيق هذا الهدف، كما يقدم المرصد العون والدعم للمؤسسات الدينية والاجتماعية المصرية في مواجهة تلك الظاهرة وآثارها، بالإضافة إلى تقديم أنماط التشدد والمتشددين، ودليل تعامل مع الفكر والفرد المنتمي والمتبني لهذا الفكر، وكذلك مركز سلام لدراسات التطرف، وهو مركز بحثي وأكاديمي معني بدراسة التطرف ومناهج مكافحته والوقاية منه ، ويسعى إلى تأصيل فلسفة الدولة المصرية ودار الإفتاء في نطاق المواجهة الفكرية الشاملة لظاهرة التطرف والدينيـة المتعلقـة بقضيـة التشـدد والتطـرف.

كذلك استحدثت الدار إدارات جديدة تواكب العصر وتسهم في إيصال رسالتها للكافة، وأصدرت عدد من الدراسات النوعية الهادفة لتفكيك الفكر المتطرف ودحض دعاوى الإرهابيين، كما دشنت عددا من المشروعات الهادفة لصلب قضية التطرف وتفكيك الأفكار المتطرفة، فأطلقت المؤشر العالمي للفتوى كأول مؤشر من نوعه مَعْنيٍّ برصد فتاوى أي محيط جغرافي بشكل إحصائي دقيق، وكذلك دشنت وحدة "الرسوم المتحركة" التي خصصت لإنتاج أفلام "موشن جرافيك" ترد على الفتاوى المتطرفة وتدحض الأفكار الشاذة بأسلوب مبسط يصل إلى الجموع، ومازال في جعبتنا العديد من المبادرات والمشروعات التي تهدف الى تفكيك التطرف وضبط حالة الفتوى واستثمار حالة الخلاف الفقهي وسوف يتم الإعلان عنها في المؤتمر القادم إن شاء الله.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة