أحمد جمعة

زواج المصريين من مغربيات .. جرائم مكاتب السمسرة (2)

السبت، 18 يونيو 2022 12:37 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما تحدثنا في الجزء الأول من هذا المقال وهو الإشارة لبعض السلبيات في الزواج المختلط خاصة بين المصريين والمغربيات، وكما أشرنا إلى أن عزوف الشباب المغربي عن الزواج وتفضيلهم الهجرة إلى أوروبا أحد أبرز الدوافع للمغربيات للزواج من أجانب، وقد كشف المرصد الوطني للتنمية البشرية في المملكة المغربية عن أرقام صادمة عن الشباب المغربي المهتم بتكوين أسرة وعزفوا عن الزواج إذ انتقلت النسبة من 42% في عام 2011 إلى 70% في عام 2019.
 
 
بالعودة إلى الإحصائيات شبه الرسمية التي صدرت عن نسبة الزواج المختلط بين الشباب المصري والفتيات المغربيات تشير التقديرات إلى أن عدد الزيجات المختلطة وصل إلى حوالي 35 ألف زواج داخل مصر ليس كلها موثق نظرا لارتفاع حالات الزواج العرفي في الفترة الأخيرة، ويعود هذا الارتفاع الكبير إلى عدة عوامل اجتماعية واقتصادية في كلا من مصر والمملكة المغربية أهمها ارتفاع تكاليف الزواج في مصر ورغبة الشباب في السفر من خلال الزواج من أجنبيات، تشجيع بعص مواقع التواصل الاجتماعي علي هذا الأمر، أما بالنسبة للجانب المغربي فيعود الأمر إلى عزوف الشباب المغربي عن الزواج كما ذكرنا.
 
 
الخطير في الأمر هو دخول مكاتب السمسرة على الخط لتزويج الشباب المصري من مغربيات مقابل الحصول على رسوم من الشباب، وبالتالي علينا جميعا أن نطلق حملة لتوعية كل الشباب المصري بخطورة هذا الأمر، الشاب المصري الذي يعتقد أن زواجه من أجنبية وخاصة المغربيات سيوفر له العمل في المملكة أو الهجرة إلا أوروبا هذا "وهم" يا عزيزي ولن يحدث لأن الوضع ليس كما تتخيل، وما تحاول مكاتب السماسرة ترويجه هو محاولة استدراج لكم لتحقيق أغراض مادية بحتة لهم  دون التفكير في عواقب زواج التوكيل الذي يخسر فيه الطرفين خاصة الفتيات.
 
 
تشير بعض التقديرات إلى أن حوالي 20% من الزيجات بين مصريين ومغربيات قد فشلت وانتهت بالطلاق،  فضلا عن المشكلات القانونية والاجتماعية التي تطول وتتسبب في أضرار نفسية واجتماعية للمغربيات في المقام الأول.
 
لابد أن يعرف شبابنا حقيقة الأوضاع في المملكة المغربية المتقارب إلى حد كبير مع الوضع الاقتصادي في مصر، وبالتالي الحصول على فرصة عمل في المغرب ليس بالأمر السهل سواء كنت متزوج مغربية أو لا، كما أن السفر إلى المغرب بغرض الهجرة إلى القارة الأوروبية أمر صعب للغاية، وبالتالي يصل الشباب المصري إلى المغرب للزواج من مغربيات ويجد نفسه في الأخير مقيم لدى أسرة زوجته ولا يوجد عمل يوفر له العيش الكريم أو الإنفاق على زوجته، وتتعقد المشكلة بشكل أكبر حال وجود أطفال وهو ما يؤدي لتفكك الأسرة ومعاناة لا تنتهي للأطفال الأبرياء الذين يدفعون الثمن.
 
 
الشباب المصري المقبل على الزواج من مغربيات عليه أن يعي أن السلطات المغربية تقوم باتخاذ العديد من الإجراءات للحد من الزواج المختلط بشكل عام ( بين مغربيات وأجانب)، وتحرص السفارات المغربية في الخارج على التدقيق بشكل كبير لحماية المغربيات من الاستغلال وعدم إعطائهن شهادة "كفاءة الزواج" لإتمام الزواج خارج المملكة إلا بعد التأكد من حسن نوايا الزوج وحفظ حقوقها القانونية بشكل كامل وهو أمر يستحق الثناء والإشادة، كما تسمح السفارات المغربية بتأشيرة سياحة فقط للزوج المصري للسفر إلى المغرب ( وليس تأشيرة تجمع عائلي ) وهى تأشيرة لا تسمح للزوج بالعمل في المملكة كما أنه من الصعب تحويل التأشيرة من سياحة إلى تجمع عائلي.
 
 
نصيحتي إلى الشباب المصري المقبل على الزواج المختلط بهدف الحصول على فرصة عمل بالخارج أو للسفر للخارج هذا أمر يكتنفه العديد من الصعوبات ومغامرة خطيرة وسيكون لها تداعيات وآثار سلبية عليه وعلى أسرته، فضلا عن وجود اختلاف في العادات والتقاليد بين الشعوب وهو ما يستلزم وضع ذلك في الحسبان جيدا، ويجب أن ينتبه شبابنا لجرائم مكاتب السماسرة في حق الأسر حيث تتاجر بمستقبلهم وتستغل رغباتهم في السفر وتروج للزواج المختلط كوسيلة للسفر.
 
نصيحتي للشباب المصري ألا يغامر وينساق وراء أكاذيب مكاتب السمسرة بالزواج من أجنبيات ومغاربيات وهو ما يهدد أسرتهم المستقبلية وتبديد مدخراتهم المالية في هذه المغامرة لأن اختلاف البيئات الاجتماعية والثقافية ينتج عنه مشكلات إجتماعية معقدة، مصر تتوافر بها فرص عمل للجادين فعلًا في العمل من أجل بناء مستقبلهم وتكوين أسرة، أما عن الزواج فأنا أنحاز للزواج من مصرية لأنها الأقرب إلينا ثقافيًا واجتماعيًا وقادرة على العيش في أي ظروف من أجل زوجها الذي تحتاج منه فقط أن يتقي الله فيها، فالزواج اندماج بين عائلتين وما تقوم به مكاتب السمسرة هي جرائم لا تسقط بالتقادم، أما نصيحتي الأخيرة للأسر المصرية ضرورة عدم المغالاة في الزواج لتشجيع الشباب على الزواج دون تردد أو خوف من الأعباء المالية الضخمة التي يظل يعمل لسنوات لتسديدها.
 
 
 






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة