وذكر موقع "نيوز فيرست" الإخباري المحلي، أن "رئيس الوزراء السريلانكي ماهيندا راجاباكسا، أرسل خطاب استقالته اليوم الاثنين إلى الرئيس".

وأشار الموقع إلى أن راجاباكسا أرسل الخطاب "بعد مشاهد العنف في العاصمة كولومبو، لا سيما بالقرب من موقعي الاحتجاج السلميين الرئيسيين ضد الرئيس جوتابايا راجاباكسا ورئيس الوزراء".
وفي سياق متصل، أعلنت السلطات السريلانكية فرض حظر التجول في إقليم كولومبو الغربي، وذلك إثر وقوع اشتباكات في منطقة "جالي فيس". 

وذكرت السلطات أن قرار حظر التجوال دخل حيز التنفيذ على الفور، وسيستمر تنفيذه حتى صدور إشعار آخر. 
وتفيد تقارير إخبارية بأن هذه الاشتباكات وقعت بين مؤيدي الحكومة والمتظاهرين المعارضين للحكومة، مما أسفر عن إصابة تسعة أفراد تم نقلهم إلى المستشفى العام في كولومبو، وأن الشرطة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق المتظاهرين ولمحاولة احتواء الوضع المتدهور.

تجدر الإشارة إلى أن السلطات السريلانكية كانت قد أعلنت فرض حالة الطوارئ يوم الجمعة الماضي، وذلك بعد الإضراب العام الذي أصاب سريلانكا بحالة من الشلل وبسبب استمرار مظاهرات الاحتجاج على الديون الخارجية ونقص الغذاء والكهرباء.
كانت شركات الطاقة السريلانكية قد أعلنت أن مخزونها من غاز البترول المسال المستخدم بشكل رئيسي في الطهي على وشك النفاد، حيث أدى نقص النقد الأجنبي إلى تجدد الضغط على الدولة الجزيرة.

ونقلت قناة آسيا نيوز الإخبارية عن رئيس مجلس إدارة شركة (بتروجاس) الحكومية فيجيتا هيراث قوله إن أزمة الصرف الأجنبي في سريلانكا تتسبب في نقص حاد في الغاز حيث تكافح الشركة للعثور على الدولارات الكافية للمدفوعات.

وأضاف أن رئيس البلاد يسعى للحصول على 7 ملايين دولار من البنك المركزي لسداد شحنة 3500 طن متري والتي من المتوقع أن تصل غدا الثلاثاء. 

وتمتلك شركة (لوجفس غاز)، اللاعب الثاني في احتكار مصادر الطاقة في سريلانكا، أقل من 2000 طن متري من الغاز، والمخصص للصناعات والمستشفيات، حيث تكافح الشركة أيضًا للعثور على الدولارات وتجري حاليًا محادثات لاستخدام أصولها الخارجية لفتح خطابات اعتماد.

وقال و.ك. ويجابيتيا رئيس مجلس إدارة شركة لوجفس إن البنوك في سريلانكا لا تمتلك دولارات كافية لفتح خطوط ائتمانية ولا يمكنها اللجوء إلى السوق السوداء، وتكافح من أجل الحفاظ على أعمالها القائمة.

وقدر ويجابيتيا أن الأمر سيستغرق أسبوعًا آخر على الأقل بالنسبة للشركة لتأمين شحنة من الغاز.

كانت سريلانكا قد تواصلت مع صندوق النقد الدولي في محاولة لإيجاد حل ينقذ الوضع، وستبدأ قمة افتراضية اليوم مع مسئولين من البنك متعدد الأطراف بهدف تأمين المساعدة الطارئة.

كان وزير المالية السريلانكي علي صبري قد قال إن بلاده، التي تضررت بشدة من الوباء وارتفاع أسعار النفط والتخفيضات الضريبية من قبل الحكومة الشعبوية للرئيس جوتابايا راجاباكسا، تمتلك أقل من 50 مليون دولار من الاحتياطيات الأجنبية الصالحة للاستخدام، وهو مبلغ ضئيل للغاية.

ولطالما تحولت الطوابير الطويلة للحصول على غاز الطهي إلى احتجاجات مرتجلة حيث يغلق المستهلكون المحبطون الطرق.
وأدى نقص الوقود، الذي يتم استيراده في الغالب، ونقص الأغذية والأدوية إلى اندلاع الاحتجاجات السلمية المناهضة للحكومة والمستمرة منذ أكثر من شهر.

تجدر الإشارة إلى أن سريلانكا تحتاج بحد أدنى 40 ألف طن متري شهريًا من الغاز، والذي يكلف بالأسعار الحالية حوالي 40 مليون دولار أمريكي.