مصطفى فرغلى

الشهيد إبراهيم سيد.. موت مميز

الإثنين، 09 مايو 2022 03:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وتشاء أنت من الأمانى نجمة ويشاء ربك أن يناولك القمر.. جملة عبرت عن بداية حياة جديدة فى الجنة للشهيد إبراهيم سيد ، فقد كتبها على صفحته على الفيس بوك قبل أن يلقى ربه شهيدا، ولما لا وقد منحه الله منزلة الشهداء التى تمناها فى ساعة صدق معجونة بإخلاص ، فقد روت عمته أنه قال لها : "صاحبى مات شهيد ونفسى أنا كمان أموت شهيد"، سبحان رب الشهداء الذى تقبل أمنية طلبها إبراهيم بصدق.

كثيرون هم من يموتون ولكن قليلون من يموتون شهداء، فالشهادة منحة ربانية يهبها الله عز وجل لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء، فهنيئا للشهيد وأبو الشهيد وأم الشهيد، فقد أخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم أنه من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، وها هو شهيدنا يلقى ربه مدافعا عن وطنه فى حادث إرهابى غاشم على أرض الفيروز سيناء الحبيبة، فهنيئا لك يا إبراهيم الشهادة.

الشهادة فى سبيل الله منزلة عظيمة ورفيعة إذا ما قورنت بغيرها من المنازل، فإن للشهيد خصائص وميزات لا تكون لغيره ممن لقوا ربهم غير شهداء، فهى درجة سامية حرض النبى صلى الله عليه وسلم على نوالها بإخلاص فيقول النبى : «وَلَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ» "متفقٌ عليه".

القرآن الكريم جعل للشهداء مكانة تضاهى مكانة الأنبياء الذين سخروا حياتهم لله، فيقول الله تعالى: "إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ [التوبة: 111]، فجعلَ اللهُ تعالى الجنة نظير التضحية بالنفس.. بل نجد الحق تبارك وتعالى يرشدنا بألا نقولَ عن الشهداء أنهم أمواتٌ، ويُخبرنا بأنهم أحياء حياة لا نعلمها، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ﴾ [البقرة: 154]، وينهانا فى أية اخرى أن نحسبهم أمواتًا، بل هم أحياء عند ربهم يرزقون، قال سبحانه: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].

ويعلى الكتاب المقدس من شأن الشهداء فنقرأ : "لقد صبر اخوتنا على ألم ساعة، ثم فازوا بحياة أبدية.  وهم في عهد الله" (سفر المكابيين الثاني 7: 36.. ونقرأ : "جَمِيعُ الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا بِالتَّقْوَى فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ يُضْطَهَدُونَ" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 3: 12).

أهل الشهيد إبراهيم لكم عندى رسالة من النبى محمد صلى الله عليه وسلم وهى أن ابنكم سيشفع فى سبعين منكم، فعن المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللهِ سِتُّ خِصَالٍ: وذكر منها: وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ»، فهنيئا لكم قبول شفاعته عند الله تعالى يوم القيامة في سبعين من أقاربه، ولا أحد أولى بهذا الفضل من أهلِه الذين تحمَّلوا ألم فراقه، وأولى هؤلاء هم أبوه وأمه؛ فهنيئًا للشهيد بالجنة، وهنيئًا لكم بشفاعة ابنكم الشهيد إبراهيم في دخولكم الجنة.

تقديرا لروح الشهيد، أطالب محافظ الجيزة الدكتور أحمد راشد بتخليد اسم الشهيد إبراهيم سيد.. بتبديل اسم شارع المسابك الكائن بحى الوراق، ليكون شارع الشهيد إبراهيم سيد.

تحية منى ومن كل المصريين لشهيد الواجب إبراهيم سيد محمد، شهيد الهجوم على نقطة رفع مياه بغرب سيناء..

وبقيت جار الشهيد.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة