الذهب يحكم العالم.. من معدن يلقى فى الأنهار إلى قوة تقاس بها الدول

السبت، 07 مايو 2022 03:59 م
الذهب يحكم العالم.. من معدن يلقى فى الأنهار إلى قوة تقاس بها الدول صورة أرشيفية
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ عصور طويلة ويشكل الذهب أهمية كبيرة لدى البشر، فبخلاف استخدامه في الحلى، يعد هو المعدن النفيس الذى يشكل أهمية كبيرة في اقتصاد الدول، بل ويؤثر عليه أيضا، كما أصبح له بورصة عالمية للأسعار تتغير كل يوم.
 
فى كتاب "الذهب.. التنافس على أكثر معادن العالم إغراء" لمؤلفه ماثيو هارت، والذى نقله إلى اللغة العربية المترجم محمد مجد الدين باكير، والصادر عن سلسلة عالم المعرفة، فى عام 2018، يتحدث عن تحول علاقة الذهب وتطورها لدى البشر.
 
فقديما، استحوذ الذهب على عقول البشر وأفئدتهم، وفتنهم بريقه منذ تشكل الحضارات ونشوء المجتمعات وتطورها فكريا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، وشهدت علاقة الإنسان مع هذا المعدن النفيس تحولات درامية خلال مسيرة الحضارة البشرية.
 
ففى البداية توطدت العلاقة بين الذهب والبشر فى المجتمعات القديمة على أسس غير مادية، إذ كان الذهب رمزا للحياة الأبدية، لما تميز به من خصائص فريدة، لعل أهمها ديمومته وقدرته على الصمود فى وجه الزمن، وفى عصر ما قبل التاريخ، كان الذهب يدفن تحت الأرض نذورا للآلهة، ويلقى فى الأنهار والبحيرات المقدسة طلبا للبركة والقبول، وأدى دورا كبيرا فى الطقوس والشعائر، من دون أن تصبح قيمته محلا للتبادل التجارى.
 
أيضا، كان الذهب يمثل تجسيدا للحظة الوداع الأخير، فكان يصاحب الموتى عونا لهم فى طلب الخلود، وربما فسر ثبات حالته بمقاومة الروح البشرية للموت، كما استخدم، ولا يزال، رمزا للثروة والرخاء والمكانة الاجتماعية الرفيعة.
 
وبالتوازى مع تطور الفكر الإنسانى وتقدم المجتمعات والاقتصادات نشأت الحاجة إلى تنظيم التبادل التجارى باستخدم وسيط يحمل فى مادته قيمة حقيقية، إذ كانت النقود تضرب من معادن رديئة لا تنطوى على أى قيمة ذاتية، أو تصنع من مواد أخرى كالحجارة والجلود والملح وغيرها، فظرت أولى قطع النقد الذهبى ليديا غرب تركيا نحو العام 650 قبل الميلاد، وقد صنعت تلك القطع من خليط الذهب والفضة الذى يعرف بالإلكتروم، وبدأت دول العالم القديم تؤسس أنظمتها المالية على معدن الذهب الذى ضمن لها استقرار قيمة عملاتها، وساعد على توطيد سلطتها ونفوذها.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة