شخصية لها شارع.. المفكر قاسم أمين أكبر داعمي تحرر المرأة

الجمعة، 06 مايو 2022 12:00 ص
شخصية لها شارع.. المفكر قاسم أمين أكبر داعمي تحرر المرأة حكاية شارع - قاسم أمين
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انطلاقًا من دور الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى العمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصرى، انطلقت فكرة مشروع "حكاية شارع"، الذى يهدف إلى التعريف بالشخصيات المهمة التى أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع، وذلك من خلال وضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسماؤهم على الشوارع، والذين يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية لمختلف فئات الشعب المصرى، ولهذا نستعرض يوميًا شخصية من الشخصيات التى لهم شوارع تحمل أسماءهم، حسب ما جاء فى حكاية شارع للتنسيق الحضارى، واليوم نستعرض شخصية قاسم أمين، أعظم المفكرين والمصلحين الاجتماعيين فى تاريخ مصر الحديث، والذى له شارع يحمل اسمه بالقاهرة.

ولد قاسم محمد أمين بالإسكندرية فى أول ديسمبر عام 1863م، وقيل إن والده محمد أمين بك من أصل كردي، كما قيل إن أصل الأسرة تركى وإن بعض أفراد أسرة محمد بك أمين قد ولى إدارة السليمانية من أعمال العراق، وبقيت الأسرة فترة كبيرة من الزمن تقوم بهذه الولاية حتى ظن أنها كردية.

ويذكر أن والد قاسم أخذ رهينة فى الآستانة على أثر خلاف وقع بين الدولة العثمانية والأكراد، ثم جاء إلى مصر فى عهد الخديو إسماعيل، وانتظم فى الجيش المصرى ورقى إلى رتبة أميرآلاي، وتزوج من مصرية من صعيد مصر، وهى كريمة أحمد بك خطاب شقيق إبراهيم باشا خطاب، فولدت له أولادًا كان أكبرهم قاسم.

تلقى قاسم أمين تعليمه الابتدائى فى مدرسة رأس التين التى كانت تضم أبناء الطبقة الارستقراطية، وأمضى بها قاسم السنوات المدرسية الأولى "1871-1875م" وبعد إتمام الدراسة الابتدائية انتقل قاسم أمين مع أسرته إلى القاهرة، وسكن فى حى الحلمية الأرستقراطي، وألحقه والده بالمدرسة الخديوية التجهيزية الثانوية.

وبعد أن أتم دراسته الثانوية التحق بمدرسة الحقوق والإدارة بالقاهرة، ونال منها إجازة القانون عام 1881م، وكان الأول على دفعته، ثم سافر فى بعثة دراسية إلى فرنسا لدراسة القانون فيما بين عامى "1882-1885"، وانضم لجامعة مونبلييه وبعد دراسة دامت أربعة سنوات أنهى دراسته القانونية بتفوق سنة 1885، وأثناء دراسته بفرنسا جدد صلاته مع جمال الدين الأفغانى ومدرسته، فالتقى بالأفغانى ومحمد عبده وانضم إلى جمعية العروة الوثقى واتخذه محمد عبده مترجمًا له.

وبعد ذلك انضم للكوكبة التى كانت تحيط بجمال الدين الأفغانى حيث التقى بسعد زغلول ومحمد فتحى زغلول وعبد الله النديم وأديب إسحاق وغيرهم.

لقد كان قاسم قاضيًا وكاتبًا وأديبًا فذًا ومصلحًا اجتماعيًا، اشتهر بأنه زعيم الحركة النسائية فى مصر كما اشتهر بدفاعه عن الحرية الاجتماعية وبدعوته لتحقيق العدالة، وبدعايته للتربية فى سبيل النهضة القومية، ودعا لتحرير اللغة العربية من التكلف والسجع فقد كان أديبًا مغوارًا، ولكن أحدًا لم يتفق معه على التحرر من حركات الإعراب فماتت دعوته فى رحم الكلمة.

وكانت فى فرنسا فى الوقت نفسه حركة نسائية كما كانت فى إنجلترا وأمريكا حركة نسائية أخرى، كل هذه الأفكار تأثر بها مصرى يعيش فى قلب باريس فى قلب هذه النظريات، كما أنه انبهر كثيرًا بالمجتمع الأوروبى سواء فى مشاركة المرأة للرجل فى الأعمال، أو مبادئ الثورة الفرنسية التحريرية الإصلاحية، وعاد قاسم أمين عام 1885 حاملاً معه مباديء الإصلاح والتحرر التى درسها وتأثر بها فى فرنسا.

عمل قاسم أمين عقب تخرجه من مدرسة الحقوق محاميًا بمكتب صديق والده مصطفى فهمى المحامي، وبعد عودته من فرنسا عمل وكيلاً لنيابة طنطا عام 1885م، ثم أصبح رئيسًا لنيابة بنى سويف عام 1886م، ثم عين قاضيًا عام 1892، ثم مستشارًا بمحكمة الاستئناف بالقاهرة هو وسعد زغلول عام 1894.

 

نشاط قاسم أمين الفكرى
 

عاد قاسم من فرنسا بعد أن قضى فيها أربعة سنوات يدرس بها المجتمع الفرنسي، واطلع على ما أنتجه المفكرون الفرنسيون من مواضيع أدبية واجتماعية، وراقت له الحرية السياسية التى ينعم بها أولاد الثورة الفرنسية، والتى تسمح لكل كاتب أن يقول ما يشاء حيث يشاء، فأقام مبدأ الحرية والتقدم على أسس من الثقافة المسلمة. وكان من المؤيدين للإمام محمد عبده فى الإصلاح، ورأى أن الكثير من العادات الشائعة لم يكن أساسها الدين الإسلامي، وكتب فى جريدة المؤيد 19 مقالاً عن العلل الاجتماعية فى مصر.

وعندما قرأ قاسم أمين كتاب "داركور" عن المصريين فتألم أشد الألم بعد قراءته، لشدة تأثره، فحاول أن يدافع عن المصريين والإسلام وألف كتابًا أسماه "المصريون" عام 1894 ردًا عليه حاول فيه تفنيد اتهاماته لمصر والمصريين وبين فيه فضائل الإسلام على المرأة المصرية، ورفع من شأن الحجاب وعده دليلاً على كمال المرأة، وحاول شرح الحكمة الإيجابية فى قوانين الشرع الإسلامي.

كان قاسم يرى أن تربية النساء هى أساس كل شيء، وتؤدى لإقامة المجتمع المصرى الصالح وتخرج أجيالا صالحة من البنين والبنات، فعمل على تحرير المرأة المسلمة، وذاعت شهرته وتلقى بالمقابل هجومًا كبيرًا فخلطت دعوته بالدعوة للانحلال والسفور رغم أنه لم يدع لذلك فى كتاباته.

كان قاسم من أوائل الداعين إلى إنشاء جامعة أهلية، لتمصير التعليم وإتاحته للفقراء، كما كان من أول المساهمين فى إنشاء تلك الجامعة عام 1906م والتى سميت بعد ذلك جامعة فؤاد الأول ثم الجامعة المصرية ثم جامعة القاهرة.

 

مؤلفات قاسم أمين
 

على الرغم من قلة المؤلفات التى كتبها قاسم أمين، إلا أن تأثيرها كان أكثر من تأثير آلاف الكتب، ومن مؤلفاته: " المصريون، تحرير المرأة، المرأة الجديدة"، ورحل عن عالمنا فى 23 أبريل عام 1908 وهو فى الخامسة والأربعين من عمره.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة