كان اللواء حسن أبوباشا، وزير الداخلية من 1982 إلى 1984، ثم وزيرا للحكم المحلى عائدا إلى منزله بشارع «المراغى» بالعجوزة، مساء 5 مايو، مثل هذا اليوم، 1987، وفقا لجريدة الأهرام 7 مايو 1987، وأثناء مغادرته السيارة، التى كان يقودها بنفسه، انهمرت عليه طلقات الرصاص من سيارة مازدا زرقاء اللون، يتخذ منها شاب ملتح ساترا فى إطلاق الرصاص من بندقية نصف آلية، ولم يكن يظهر سوى جزء من رأسه، بينما كان زميلا له، وهو ملتح، أيضا يجلس أمام عجلة القيادة، تضيف «الأهرام» أن السيارات الموجودة أمام العمارة حالت دون تعرض الوزير السابق لموت محقق، حيث احتمى خلفها، وأصيب فى فخذه ويده وسقط على الأرض، كما أصيب طفل اسمه شيرين مدحت «12 سنة» كان يلهو بدراجته الصغيرة.
يروى «أبوباشا» لـ«الأهرام» وقائع المحاولة الإرهابية ضده، قائلا، إنه كان فى زيارة رمضانية لابنته، وكان يقود سيارته بنفسه عائدا إلى منزله، وترك السيارة بجوار سيارة ابنه، وما إن أغلق باب السيارة وأثناء التفاته إلى الشارع، فوجئ بشاب ملتح يمطره بوابل من الرصاص استقرت الرصاصات الأولى فى فخده اليمنى، ولما رفع يده اليسرى إلى أعلى اخترق كفه اليسرى بعض الرصاصات، ومرت من الناحية الأخرى، يشرح «أبوباشا» كيف ولماذا نجا؟ قائلا: «إن الله ألهمه فألقى بنفسه بين السيارتين، سيارته وسيارة ابنه، وكانت المسافة ضئيلة بينهما، لكن الجانى صعد إلى ظهر السيارة، وظل يضرب بعض الطلقات، وفى ثوان قليلة اعتقد أنه قتله، وكان الجمهور بدأ يتجمع، وهنا قفز الجانى إلى السيارة نصف نقل المازدا التى كانت تنتظره أمام الباب».
بعد أسابيع، وتحديدا فى 3 يونيو 1987 جرت محاولة اغتيال الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، رئيس تحرير مجلة المصور، وفى 13 أغسطس 1987 كانت محاولة قتل اللواء النبوى إسماعيل، وزير الداخلية من 3 فبراير 1977 إلى 2 يناير 1982، وتم كشف تنظيم «الناجون من النار» الذى ينفذ هذه المحاولات، وفقا للباحث ماهر فرغلى فى مقاله «الصفتى – الرجل الذى زرع التكفير فى سيناء – البوابة 5 يوليو 2016»، مضيفا أنه تم تفتيش حى بولاق الدكرور، بالجيزة تفتيشا دقيقا وعُثر فيه على رسم كروكى لمحاولة اغتيال اللواء النبوى، ما ساعد على تعقب الجناة حتى منطقة «الخرقانية» إحدى قرى مركز القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، وتمت مهاجمة وكر للتنظيم الإرهابى، وأسفرت المعركة عن قتل أمين شرطة، وإصابة 3 ضباط وهرب الجناة، ومنهم محمد كاظم، الذى هرب إلى منزل صيدلانى صديقه بقرية «سنتريس»، بمحافظة المنوفية، وحاصرته قوات الأمن وبعد مقاومة عنيفة، تمكنت من قتله، ثم استطاع البوليس القبض على يسرى عبدالمنعم نوفل، الذى كان يحتفظ بمستندات التنظيم، واستطاعت قوات الأمن القبض على عناصر أخرى بلغ عددهم 33 فردا، منهم إسماعيل رمضان جودة وأمين عبدالله جمعة، وهرب مجدى الصفتى، مؤسس التنظيم إلى اليمن، وعاد بعد سنوات وتم رصد مكالمة بينه وبين مسؤول الاتصالات عبدالله أبوالعلا، والقبض عليه، ثم حكم عليه بـ25 عاما سجنا.
يؤكد «فرغلى» أن «الناجون من النار» من أخطر الجماعات الإرهابية التى ظهرت فى عهد مبارك وأكثرها جرأة، كفرّت المجتمع حكاما ومحكومين، واستبعدت صفة أهل الكتاب عن المسيحيين، ودعت إلى استخدام العنف ضدهم، وجمعت بين أفكار «تنظيم الجهاد» وتنظيم «جماعة المسلمين» والمعروف باسم «التكفير والهجرة»، لشكرى مصطفى، وجماعة «التوقف والتبين»، ومن ضمن مصادرها الفكرية كتاب «المنهج الحركى فى الإسلام» للإخوانى فتحى يكن، وكتب «ابن تيمية» وكتب «محمد بن عبدالوهاب»، حيث اعتبرت أن الشرك بالله هو الكفر الأكبر، وهو معنى يُخرج عن الملة «الدين»، ومعنى لا يُخرج عن الملة وهو الصفات السيئة فى المسلمين من كذب ورياء وحلف بغير الله، ولهذا يعتبر المجتمع كافرا بالمعنى الثانى، ولذلك اعتبروا مصر دار حرب، ولا بد من إعلان الجهاد لتغيير الحكم بالقوة.
واعتبرت «الناجون من النار» أن أعضاء الحكومة والعاملين فيها محاربون لله ورسوله، ويتم إهدار دمهم واستباحة أعراضهم وأموالهم، واستباحة سرقة أموال الدولة لتعينهم على حرب الدولة الكافرة، وحرمت الجماعة العمل فى أجهزة الدولة الكافرة، والصلاة فى المساجد الحكومية لأنها مملوكة للدولة الكافرة، وعدم الأكل من الذبائح المحلية لأنها ذبائح الكفار، وتكفير رجال الشرطة والجيش والقضاء وإهدار دمهم لأنهم مساندون للنظام الكافر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة