أحمد إبراهيم الشريف

يسكن فى البيت ثم يخبئ فى أسفل الباب قنبلة الموت

الأربعاء، 04 مايو 2022 11:33 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار الشاعر الكبير فتحى عبد السميع قضية خطيرة، عندما أشار إلى ما كتبه أستاذ جامعى يدرس الأدب العربى، والذى راح يهاجم جميع المبدعين الرموز المجددين فى العصر الحديث ولم ينصف واحدا منهم، من أول بيرم التونسى إلى شعراء قصيدة النثر، مرورا بكل رموز الأدب العربى المعاصرين، ولم ينس أحدا فأخذ فى طريقه صلاح عبد الصبور وحجازى وأمل دنقل ونازك الملائكة وبدر شاكر السياب ومحمد الماغوط وغيرهم الكثير.
 
إن هذا الرجل لم يختلف مع المبدعين، بل اتهمهم بالعمالة للأعداء، والانبطاح للأنظمة، والجهل والسرقة، وتدمير الأدب الأدب العربى، وقلل من جميع شئونهم، وجعلهم أعضاء فىة عصابة وجزء من المؤامرة الكونية على العرب.
 
نشر الأستاذ فتحى عبد السميع بعض كلام الرجل ولم يقل اسمه، فطالبه المثقفون بالاسم، وهنا اختلف المتابعون، البعض رأى أن اسمه ضرورة لأنه يستحق الفضح والإشارة، والبعض الآخر رأى أن عدم ذكره أو حتى ذكر كلامه هو الأفضل، لأننا بالحديث عنه وعن أقواله نمنحه ما لا يستحق.
 
أنا رأيى مع الفريق الأول، وذلك لأسباب منها أن هذ الرجل متخصص فى تدريس الأدب العربى، بالتالى تخيلوا أن هذه الأفكار يقولها لتلاميذ وطلبة وباحثين، يخبرهم بأن الأدب العربى هو ما قاله زهير ابن أبى سلمى منذ نحو ألفين عام، وأن كل ما حدث بعد ذلك هو "هدم لأعمدة البيت" على حد قوله، وهذا كلام خطير سينتج عقولا متراجعة سلفية أصولية لا تؤمن بتجديد وتشك فى كل شيء مختلف.
 
عندما قرأت ما قاله الرجل تذكرت قصيدة أمل دنقل، الذى للأسف كان له نصيب الأسد من الهجوم، أقول تذكرت قصيدته "سفر التكوين" التى يقول فيها:

ورأيت ابن آدم وهو يجن، فيقتلع الشجر المتطاول،
يبصق فى البئر يلقى على صفحة النهر بالزيت،
يسكن فى البيت؛ ثم يخبئ فى أسفل الباب
قنبلة الموت، يؤوى العقارب فى دفء أضلاعه،
ويورث أبناءه دينه.. واسمه.. وقميص الفتن.

هذا المقطع من القصيدة ينطبق تماما على الرجل، فهو يسكن فى بيت الإبداع، لكنه يراه بيتا لا يليق، ويسعى لتدميره، لا يعترف بخيال ولا يرى العالم من حوله وما جرى فيه من تجديد وتحديث.

الموضوع ليس سهلا وصباح اليوم قرأت ما كتبه الدكتور أشرف منصور، أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية، الذى راح يتعجب على صفحته على الفيس بوك فيقول "شايف إن التعصب والرجعية واضحين عند شباب فى العشرينات، ودول كان المفروض يكونوا أكثر انفتاحا لكن للأسف طلعوا الأكثر بؤسا" وأقول له يا دكتور يحدث ذلك لأن مثل هذا الأستاذ الحاقد على الأدب والثقافة والتجديد هو من يدرس لهم وبعلمهم.








الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة