الخرنفش شارع شهد خروج كسوة الكعبة من مصر .. ما أصل تسميته؟

الأربعاء، 04 مايو 2022 12:00 ص
الخرنفش شارع شهد خروج كسوة الكعبة من مصر .. ما أصل تسميته؟ الشارع قديما
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

انطلاقًا من دور الجهاز القومى للتنسيق الحضارى فى العمل على إحياء الذاكرة القومية والتاريخية للمجتمع المصرى، انطلقت فكرة مشروع "حكاية شارع"، الذى يهدف إلى التعريف بالشخصيات المهمة التى أطلقت أسماؤها على بعض الشوارع، وذلك من خلال وضع لافتات باسم وتاريخ الأعلام الذين أطلقت أسماؤهم على الشوارع، والذين يشكلون قيمة تاريخية وقومية ومجتمعية لمختلف فئات الشعب المصرى، أو لشوارع تحمل العديد من الحكايات القديمة وتضم مجموعة من المبانى الهامة، ولهذا نستعرض حماية شارع حسب ما جاء فى حكاية شارع للتنسيق الحضارى،  وهو "الخرنفش"، والذى يوجد في بالقاهرة.

والخرنفش مادة تتحجر مما يوقد على مياه الحمامات القديمة من الأزبال وغيرها، وكانت تستعمل مع الجير مونة للبناء، وقد استخدمها الخليفة العزيز بالله فى بناء القصر الغربى، الذى كان يتوج المنطقة، لذا عرف الشارع باسمها، ولم يكن اسم الخرنفش هكذا، فقد ذكره "ابن تغرى بردي" و"القلقشندي" باسم "الخرنشف"، وذكر ابن تغرى بردى أن هذا الشارع كان "كانت قديمًا ميدانًا للخلفاء، فلما تسلطن المعز أيبك التركمانى بنوا به إصطبلات، وكذلك القصر الغربى، وكانت النساء اللاتى أخرجن منه سكنَ بالقصر النافعى، فامتدت الأيدى إلى طوبه وأخشابه وحجارته، فتلاشى حاله وتهدم وتشعث، فسمى بالخرنشف لهذا المقتضى، وإلا فكان هذا الميدان من محسن الدنيا".

وأورده "المقريزى" باسم "الخرشنف"، فقد حرف الاسم إلى الخرنفش، المستخدم حاليًا، وهذه الحارة كانت تقع قديمًا فى المنطقة التى تحد اليوم من الشمال بالجزء الشرقى من شارع الخرنفش ومن الغرب حارة خميس العدس وحارة اليهود القرابين ومن الجنوب عطفة المصفى وعطفة الذهبى ومن الشرق حارة البرقوقية ومدخل شارع الخرنفش.

وترسخ هذا الاسم عندما أطلق على دار فخمة بنيت فى أول الشارع ووصفها المقريزى قائلاً: "هى من أجل دور القاهرة وأعظمها، أنفق فى زخرفتها سبعة عشر ألف درهم".

وقد بنى دار الخرنفش الموجودة بالشارع الأمير "سيف الدين أبو سعيد خليل" الذى ولد فى مدينة حلب، وجاء إلى مصر وهو مازال طفلاً فرباه وعلمه فنون الفروسية الملك الأشرف خليل، وبمجرد أن اعتلى السلطان الناصر محمد بن قلاوون العرش المملوكى قربه إليه وأنابه عنه فى حكم دمشق، غير أنه لم ينعم بهذا المنصب ورضا السلطان طويلاً، فقد وشى به بعض الوشاة، فغضب عليه السلطان، وأحضره إلى القلعة وجرده من مناصبه وأمواله، وسجنه فى القلعة، ثم نقل إلى سجن بالإسكندرية، حيث مكث شهرًا ثم نفذ فيه حكم الإعدام.

وفى شارع الخرنفش تتواجد حارة خميس عدس، وفيها مبنى مهم هو دار كسوة الكعبة التى تأسست عام 1233هـ، وقد ظلت تعمل حتى عام 1962م، وما زالت هذه الدار موجودة حتى الآن، حتى بعد توقف مصر عن إرسال الكسوة، وأمام الدار نجد مشغل كسوة الكعبة الشريفة، وقبله كانت تتواجد ورش المخارط الحديدية والقواديم والمناشير، والتى أنشأها محمد على باشا.

فقد كان شارع الخرنفش يشهد خروج كسوة الكعبة المسماة بـ "المحمل" فى احتفال رسمى بهيج، من أمام مسجد القاضى عبد الباسط، وكان قاضى قضاة مصر ووزير الخزانة العامة والمشرف على صناعة الكسوة الشريفة التى كانت آياتها القرآنية تحاك بماء الذهب والفضة.

كما يقع فى شارع الخرنفش واحدة من أشهر المدارس فى مصر مدرسة "لقديس يوسف" التى تعرف بـ "الفرير"، والتى تم إنشاؤها فى يوليو عام 1858م، وتخرج منها الكثير من رموز مصر من بينهم الزعيم سعد زغلول، والزعيم مصطفى كامل، ومن الفنانين نجيب الريحانى، فريد الأطرش، ورشدى أباظة، وعبد الفتاح القصرى، والمغنى والملحن داود حسنى.

ومن أشهر الحارات الموجودة بشارع الخرنفش أيضًا حارة الأمراء التى كان السكن فيها محرم إلا على الإشراف من أقارب الخليفة أيام الفاطمية، ولما زالت ملكهم ودولتهم سكن هذه الحارة أخو صلاح الدين شمس الدولة توران شاه، ولا يزال هذا الاسم باقيا حتى الآن.

لافتة الشارع
لافتة الشارع
الشارع قديما
الشارع قديما

الشارع
الشارع

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة