علا رضوان

رحلة السيد أسامة أنور عكاشة

الإثنين، 30 مايو 2022 01:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هذه الأيام تحل ذكرى رحيل عميد الأدب التلفزيوني أسامة أنور عكاشة، ذكرى أيام الطفولة والصبا والشباب التي قضيناها متسمرين أمام شاشات التلفزيون بالسنوات لنتابع أجزاء ليالي الحلمية ومن قبلها الشهد والدموع ثم زيزينا وأرابيسك والراية البيضاء وضمير أبلة حكمت وامرأة من زمن الحب وأهالينا.

علي وسليم البدري والعمدة سليمان غانم ونازك السلحدار وحافظ وشوقي رضوان وزينب بنت الأسطى جعفر وفضة المعداوي حسن النعماني أبو كيفه ومفيد ابو الغار والسيد أبو العلا البشري، كل هؤلاء لم يصيروا شخصيات درامية وسب بل صاروا أناسا نعرفهم ويعرفوننا، عشنا معم وعاشوا معنا، لأن الذي خلدهم هو السيد اسامة أنور عكاشة.

اسمه الثلاثي أسامة أنور عكاشة صار ماركة مسجلة للجودة، مرادفا للقيمة الفنية العالية، وعد حقيقي بمشاهدة ممتعة للقلب والعقل معا، ليس أول من قدم الدراما التلفزيونية لكن بلا شك هو الأفضل فهو من جعلها ذاكرة وتاريخ، قبله يقال أن السينما وفقط هي التاريخ، بعده صرنا نؤرخ لأيامنا بدراما أسامة أنور عكاشة، صنع معادل بصري لكتب التاريخ والروايات عبر الشاشة الصغيرة، من يشاهد مسلسلا لأسامة أنور عكاشة فكأنما يقرأ كتابا في التاريخ أو رواية أدبية بديعة، كمن يقرأ كتابا مليئا بالمجاز حتى لو كان هذا المشاهد أمي لا يقرأ ولا يكتب، وبهذا ساهم بنصيب الأسد في تشكيل وعي الناس في حقبة الثمانينات والتسعينات ومطلع الألفية الثانية.

نحن مدينون لك يا سيدي بالوعي وتعلم الحب من قصصك الرومانسية بين أحمد(خالد زكي) وناهد(نسرين) في الشهد والدموع، قصة حب علي(ممدوح عبد العليم) وزهرة ( آثار الحكيم وإلهام شاهين) في ليالي الحلمية، وناجي طه السماحي( شريف منير) وقمر زينهم السماحي(حنان شوقي) في ليالي الحلمية أيضا، وحسن أرابيسك(صلاح السعدني) وأنوار وفائي(لوسي) في أرابيسك، وبشر عامر عبد الظاهر(يحيى الفخراني) وعايدة( آثار الحكيم- هالة صدقي) في زيزينيا، وسامح ( ممدوح عبد العليم) وهند( آثار الحكيم) في الحب وأشياء أخرى، حتى لو كانت قصص الحب تلك مجهضة فقد حركت قلوبنا الصغيرة آنذاك وهيئتنا لأن قصص الحب أحيانا كثيرة تكون مبتورة ولا تكتمل، ذرفنا الدموع، لكن تعلمنا أن هزائم الحب أكبر من انتصاراته، ربما التفسير الوحيد لقصص الحب المجهضة دائما في دراما أسامة أنور عكاشة والتي تنتهي إما بالموت أو الفراق هو فقدان أسامة نفسه لأنه وهو  بالكاد قد بلغ من العمر سنوات قليلة، فلقد رحلت أمه وتركته يتيما وهو بالسادسة من عمره، قست عليه الحياة بفقدانه أول حب سريعا، فجاءت قصص حبه غير مكتملة، علمت عليه الأيام منذ طفولته، فأراد أن يعلمنا ما تعلمه، أن لا نأمن شر الأيام.

ما يلفت نظري كامرأة في رحلة السيد اسامة أنور عكاشة هو انحيازه الدائم للمرأة، فهو لم يقدم المرأة كائنا ضعيفا، يقتصر دوره في الحياة على إكمال دور الرجل، بل بالعكس المرأة تقود الدراما، والانقلابات الدرامية إن صح ذلك في أدبه التلفزيوني، من ينسى زينب (عفاف شعيب) ونازك السلحدار(صفية العمري) وحكمت(فاتن حمامة)، وسميرة أحمد في امرأة من زمن الحب، في الحقيقة هو لم يكن انحيازا للمرأة بقدر ما هو انحياز للإنسان، وكل قيمة جميلة يتمثلها شخص سواء كانت امرأة أم رجلا.

في النهاية يبقى أن اقول وبشكل شخصي أن رحلة السيد أسامة أنور عكاشة هي أكثر ربطني بمصر فقد شاءت ظروف عمل والدي سنوات طويلة بالخليج أن اعيش جزء كبير من طفولتي وصباي هناك، فكنت أستطيع أن أطلع على أحوال مصر العزيزة من خلال فن اسامة أنور عكاشة، وفي الختام أقرأ لرحلته ولروحه السلام.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة