يعتبر الخضر غيلان واحدًا من القادة المغاربة الذى حاربوا ضد استعمار بلادهم من قبل البرتغاليين والإسبان والإنجليز على مدار فترات متفاوتة من القرن السابع عشر، وقد تزعّم حركة الجهاد ببلاد الهبط بعد وفاة محمد العياشي، فدخل مدينة القصر الكبير وانتزعها من الدلائيين، وجعلها حاضرته، وانطلق منها لقتال البرتغاليين ثم الإنجليز بطنجة وامتد نفوذه إلى الأراضي بين طنجة وسبتة وبين تطوان وشفشاون وتازة.
في سنة 1664م توجه الخضر غيلان برجاله إلى قتال الإسبان بالعرائش في المغرب ليعاود الهجوم مرة أخرى على طنجة، غير أنه اصطدم بالزحف الدلائي تحت قيادة محمد الحاج الدلائي والزحف العلوي نحو الشمال.
وسع الخضر غيلان نشاطاته الحربية مستهدفا المدن والقبائل التي كانت تحت إمرة الدلائيين. فحاول محمد الحاج الدلائي التصدي له، فوجه له جيشا كبيرا، وقد التقى الجيشان في مولاي بوسلهام، فمني الجيش الدلائي بالهزيمة، وحصل الخضر غيلان على دعم القبائل المجاورة لمدينة تطوان مكنته من الاستيلاء عليها، لكنه واجه مقاومة عنيفة من طرف الأهالي الذين ظلوا موالين للدلائيين.
استغل الخضر غيلان اضطراب أحوال المغرب بعد الوفاة المفاجئة للمولى الرشيد سنة 1672م، فقام بإحياء مشروعه السياسي ببلاد الهبط، بفضل المساعدات العسكرية التي حصل عليها من الأتراك من أجل عرقلة تقدم الدولة العلوية الناشئة بقيادة المولى إسماعيل، الذي واجه كيانات سياسية متعددة في جهات مختلفة من البلاد كأل النقسيس بتطوان وابن محرز بتافيلالت. لكن المولى إسماعيل اعتبر القضاء على الخضر غيلان من أولوياته. بعد فشل حصار السلطان إسماعيل على مدينة تازة سنة 1673م، اضطر إلى رفع هذا الحصار ليتوجه نحو بلاد الهبط بعد أن تلقى جيشه الهزيمة على يد الخضر غيلان. فتمكن بعدها المولى إسماعيل من القضاء على حركته، ودخل مدينة القصر الكبير، وأعطى أوامره بقتل الخضر غيلان سنة 1084هـ / 1673م.