كما نعلم جميعاً أنه عندما يشتد ويتضاعف الحقد بالنفس البشرية، عادة ما يخرج عنها كل ما هو عبث، وكلما شعر هذا الكاره بأنه لم يعد له مكان، جن جنونه وتصاعدت موجات عبثه وتخبطه.
وهذا ما نراه جلياً ببعض الحاقدين الذين كانت تحكمهم سياسات بعينها، انتظاراً لتحقيق مكاسب قد وُعدوا بها، ثم تذهب فجأة الأحلام والتطلعات والوعود ومن وعدها أدراج الرياح،
فترى هذا الموعود الذي يتخفي بعباءة الوطنية والثورية اللامتناهية فى مأزق كبير، خاصة وأنه ممن انكشفت وجوههم للرأي العام، إذ لا يجد سبيلاً بعدها غير العداء والكراهية المعلنة وربما فقدان العقل ببعض الأحيان، ليخرج عنه ما يحترق به قلبه غلاً، ثم يعود ليعتذر عندما لا ينفع هذا الاعتذار.
وما أكثر هذه النماذج التي عرفناها منذ ثورة تصحيح الخطأ في يونيو وحتي يومنا هذا.
فقد أغلق هؤلاء أبصارهم وأسماعهم وحتى عقولهم عن مشاهدة الصورة الكاملة، إذ يعيشون بعالمهم الافتراضي الذي يحمل شعار الثورة المستمرة التي تسري بوجدانهم، بغض النظر عن الواقع الذي فرض نفسه ليثبت للقريب والبعيد أن مصر التي تنطلق بسرعة الصاروخ بشتي المجالات بشكل متواز قد تخطت منذ زمن طويل هذه العثرات والثورات وانتقلت لمرحلة جديدة من البناء والتنمية والإصلاح لتعويض ما فات.
ومازال هؤلاء يجترون ذكريات الماضي التي ولت ولن تعود بتوقيع شعب مصر كله نسائه قبل رجاله.
فالمرأة المصرية العظيمة التي شاركت بالصفوف الأولى في كتابة التاريخ المصري بأهم أحداثه وأصعب مواقفه، لتثبت أنها دائماً ومنذ آلاف السنوات ذات قوة وصلابة ومسؤولية، لا يضيرها ولا ينقص من قدرها عواء الكلاب.
إذ عرف المجتمع المصري القديم قدر المرأة كما لم يعرفها غيره، فكان تحرر المرأة انعكاساً لدرجة رقي وتحضر المصريين بذاك التوقيت.
كما كانت الحضارة المصرية تعطي المرأة حق اختيار الزوج، وحق المساواة بالميراث، والتوريث، وحق العمل بحرية، وكانت تتفوق على الرجل بحق تطليق الزوج بعد أن تدفع له تعويضاً، وكذلك كان لها الحق بأن تسمى أولادها باسمها.
يقول "هيرودوت" أن المرأة في العصور المصرية القديمة كانت تتفوق على الرجل "النساء يذهبن للأسواق يبعن ويشترين، في حين أن الرجال يلازمون بيوتهم حيث يقومون بنسج الأقمشة".
أما عن الحقوق السياسية فقد حصلت عليها المرأة في مصر القديمة، حتى وصلت للعرش وكرسي الملك، سواء عن طريق الحكم المنفرد أو مشاركة الزوج أو الابن أو الأخ أمثال (الملكة تي أم أخناتون، والملكة نفرتيتي زوجته، حتشبسوت وكليوباترا التي تمتعت بذكاء وحنكة أخضعت قادة الرومان الغزاة)
والتي كان موتها نهاية لعصر الحرية والاستقلال بمصر قبل تمكن الرومان.
ولم يقتصر تقدير الفراعنة للمرأة إلي حد رفعها علي العرش، وإنما تصويرها بصورة الآلهة المقدسة مثل (إيزيس ومات إلهة العدل وحتحور آلهة الحب وغيرهم).
فكان الرحالة اليوناني "ماكس ميلر" يقول: "ليس ثمة شعب قديم أو حديث قد رفع منزلة المرأة مثل ما رفعها سكان وادي النيل". فالنقوش تصور النساء يأكلن ويشربن بين الناس، ويقضين ما يحتجنه من المهام في الشوارع من غير رقيب عليهن ولا سلاح بأيديهن، ويمارسن الأعمال الصناعية والتجارية بكامل حريتهن.
وهذا ما أدهش الرحالة اليوناني- فقد اعتادوا أن يحرموا نساءهم السليطات من مثل هذه الحرية، ولذلك أخذوا يسخرون من الأزواج المصريين الذين تتحكم فيهم زوجاتهم.
وكانت مثلاً آنذاك المرأة الرومانية تعبد الرجل من دون الله.
وإذ بنا كمجتمع شرقي ولأسباب غير منطقية نضرب بكل ما علمناه عن تاريخنا العظيم وما أمرنا به ديننا عرض الحائط، فيما يخص النساء، لنختار لأنفسنا ما هو أدنى وننتهج منهجا دخيلا علي ديننا ومجتمعاتنا، ونصل إلى مراحل غير آدمية في كثير من الأحيان، من حيث التقليل من شأن النساء والنظرة غير العادلة لهن في كل شيء وتفضيل الذكور، كما كان في عصور الجاهلية في أرضٍ غير أرضنا نزل بها الإسلام ليطهرها من شرورها، ولكننا بفعل فاعلٍ خبيث قد تسللت إلينا تلك الأفكار السامة لتصيب مجتمعاتنا في مقتل وتنشر به أفكار وتوجهات لا تليق بنا.
{دور المرأة المصرية في مقاومة الاحتلال}
كانت النساء بمصر سباقة في أهم المعارك الشعبية بداية من حملة نابليون بونابرت، والتي شهد جميع المؤرخين أن مشاركة المرأة كانت من أهم أسباب نجاح المقاومة، وهو ما تكرر في المقاومة الشعبية التي أخرجت حملة فريزر تجر أذيال الخيبة من مصر.
فقد كانت مشاركات النساء منذ ثورة 1919 واضحة فارقة بكافة المواقف والأحداث الكبيرة التي تحتل صدارة صفحات التاريخ المصري، حيث سقطت السيدة "حميدة خليل" كأول شهيدة مصرية ضد الاحتلال الانجليزي
{الاتحاد النسائي}
"إذ تم الاعتراف بحقوق المرأة من قبل الزعيم سعد زغلول، وتم تأسيس الاتحاد النسائي المصري بعد مشاركة المرأة في ثورة 1919}' الذي أسسته (هدي شعراوي) كريمة محمد سلطان باشا رئيس أول مجلس نيابي في مصر واغني رجل بمصر عام 1932. والتي عقب عودتها من المؤتمر النسائي العالمي في روما لميناء الإسكندرية خلعت اليشمك والحجاب، لتعلن عن تمرد المرأة على القيود المفروضة عليها،
وكانت النساء قد أصبحن عضوات بالأحزاب، ولكن سرعان ما نظم الرجعيون حملات ضد المرأة لسلبها مكتسباتها، وتم حل الاتحاد النسائي، واقتصرت عضوية النساء بحزب الوفد على لجنة المرأة.
{اتحاد بنت النيل}
أسسته الدكتورة (درية شفيق) للمطالبة بحقوق المرأة الدستورية.
الأديبة والباحثة والمناضلة ضد الوجود البريطاني في مصر،
و في عام ١٩٥١ اقتحم النساء البرلمان للمطالبة بحقهن في الانتخاب لتحقيق التمثيل العادل.
فقد رسم المصريون بأياديهم خارطة مستقبلهم التي تطيب لهم ويتطلعون إلى استكمال كافة خطوطها بشكل ملحمي رائع به من الرسائل ما يؤكد للدنيا أن الجين المصري المتفرد والشخصية المصرية العنيدة القاهرة لجميع الأعداء مهما كانت سطوتهم تظهر وتتجلي ملامحها الحقيقية فقط في أوقات الشدائد والملمات، لتجد المصري المسالم المتكاسل في بعض الأوقات شخص آخر بمواصفات أخرى يقف كالمارد الجبار في وجه الدنيا ليدافع بروحه ودمه عن أرضه وعرضه.
أما عن سيدات مصر:
فلا أجد من الكلمات ما يوفيهن حقهن لما قمن به خلال أيام التحدي المصري الذي أكد للجميع أن الست المصرية هي من تقو على تحمل المسؤوليات وإدارة الأزمات أكثر من أشد وأعتى الرجال.
فقد تجلت صور مشاركة المصريات في جميع المناسبات والأزمات التي مرت بها البلاد منذ ثورة يناير وثورة 30 يونيو لتثبت للجميع أنها بحق علي قدر المسؤولية، وهي من لعبت دور البطولة المطلقة في كل مشهد من مشاهد تقرير المصير.
حقاً لا توجد مهمة شاقة لا تقو الست المصرية علي القيام بها علي أكمل وجه، اللهم إلا فقط على جبهات القتال في الحروب.
وختاما:
أحب ان أذكر ام كل شهيد جاد بروحه من أجل مصر
هذه الام التي صنعت بطلاً وأهدته لمصر، فالسيدة المصرية منذ قديم الأزل الحصن الحصين لمصر وقت الأزمات، ولنا في ثورتي 19 و30 يونيو خير مثال وشاهد علي دور المرأة المصرية في تغيير تاريخ مصر.
للمرأة المصرية مليون سلام وتحية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة