ـ
مدام فاتن كانت تعرف جيدا نقاط جمالها وتعلمت منها فن التعامل مع العميلات
ـ النجم محمود ياسين كان أقرب الفنانين لقلبها
ـ لا تميل للمخاطرة غير المحسوبة
"سيدة الشاشة العربية" و"وجه القمر" و"الليدي" ألقاب عدة منحها الجمهور للفنانة القديرة فاتن حمامة التي نجحت ليس فقط في حفر اسمها في تاريخ الفن، وإنما أيضًا أصبحت واحدة من أيقونات الجمال والأنوثة على مدار عمرها الفني، ولا تزال حتى الآن مصدر إلهام للكثيرات في الرقة والرقي والأنوثة بلا ابتذال. وبينما نحتفل بذكرى ميلادها في 27 مايو، التقى "اليوم السابع" مع الكوافير شريف عدنان مصفف شعر الفنانة الراحلة الذي بحكم عمله لسنوات طويلة معها، عرف الكثير عن أسرار جمالها وأنوثتها وكذلك رأى الكثير من وجهها الإنساني بعيدًا عن الفن.
بحكم أنها كانت من سكان الحى الراقي "الزمالك" فكانت تعتاد الذهاب إليه للعناية بشعرها، يقول "شريف": أتذكر أن أول يوم رأيت فيه الفنانة كان عمرى 16 سنة تقريبًا، وبعد سنوات بسيطة أصبحت المصفف الخاص لها، وكانت وقتها في سن الأربعين، لو تحدثت عن الليدى فاتن حمامة فالحديث مطول تمتلك من الجمال الكثير بأنواعه المختلفة، جمال الشكل والروح والعقل، تمتلك من الذكاء ما يجعلها تتعامل بمنتهى البساطة مع الجميع، لقد تعلمت منها الكثير خلال مواقف مختلفة".
يتذكر"عدنان " أحد المواقف الجميلة، فقال:" طلبتنى في يوم عشان أعملها شعرها فرحت وكانت خطيبتى معايا، وسبتها في الشارع وأنا طلعتلها، فلاحظت أننى متوتر وأعمل بسرعة، فسألتنى ليه؟، ولما عرفت زعلت منى وطلب أنى أنزل أجيبها وبالفعل عملت اللى طلبته، وكان يوم جمعة وقدمت لخطيبتى بنفسها عصير برتقال، موقف لا أنساه عن رقتها وتواضعها".
لا تميل للمخاطرة غير المحسوبة
"مدام فاتن حمامة كانت تعرف جيدًا نقاط جمالها، كانت تفضل قصة الشعر الكاريه لأنها أكثر القصات مناسبة لشكلها "وجه القمر"، أما لون صبغة شعرها فكان البنى البندقي، كانت تأتى مرة أسبوع أو عشرة أيام، كانت تحب البساطة وعدم التكلف، كانت تأتى حتى وصلت سن الـ80، كانت تتميز بالروح الخفيفة والابتسامة الجميلة والتواضع مع الموظفين في المكان وعملاء المحل، "كانت بتزعل منى لما أسيب عميلة عشانها، كانت حريصة إن العميلة تبقى مرتاحة وهى موجودة".
يكمل "عدنان" حديثه: حين وصولها المحل كنت اصطحبها إلى مكان فيه زهور لأنى أعرف مدى حبها للورود، كما أنها كانت تبتعد عن مكان المدخنين " كنت بشغل لها موسيقى هادية، أو أغانى أجنبي زي "داليدا" مثلًا أو "شارل أزنافور"، كانت رقيقة في كل حاجة، كانت بتحب تشرب فنجان قهوة مظبوط، ولما حد من العميلات تسلم عليها لازم تقوم وتسلم، لكن مع تقدم السن كانت بتنحنى بس، إنسانة جميلة بتتعامل مع الكل من غير أى تصنع.. كانت متأثرة جدًا بالثقافة الفرنساوى في كل حاجة في حياتها، ماكنتش بتحط مكياج كتير، لون الروج المفضل هو الروز الهادى لون الشفايف الطبيعية، كانت بتهتم بشعرها جدًا ومع كل سفرية كانت بتجيب "سيرم " مخصوص لتنمية الشعر وغذائه، كانت بتقول مش لازم استنى لما الشعر يتساقط وبعدين أعالجه، كانت مثقفة في شتى أمور حياتها".
تعلمت منها فن التعامل مع العميلات
وتابع: مدام فاتن حمامة تمتلك من الحنية الكثير أنا تعلم منها حاجات كثير كانت بتقولي إزاى أتعامل مع العميلات، وإزاى أكون راقي معهن، اتعلمت منها على مدار سنوات طوال. أتذكر يوم زفاف حفيدتها وكانت هي الأقرب إلى قلبها، قالتلي " أوعى يا شريف تعملها حاجة تكبرها، اعملها تسريحة شعر بسيطة زى الملايكة، كانت مهتمة بها جدًا وهى اللى تحملت كل الترتيبات للفرح كان ريسبشن بسيط من غير أي تكلف".
وأكمل: كانت الفنانة الراحلة تحب أسرتها جدًا وكانت دائمة التواصل معاهم في مناسباتهم الخاصة، وكانت تشاركهم في شتى أمور حياتهم، من أحب الأشياء لها، قال " كانت تحب تصحى بدرى وتنام بدرى وتحب المشي جدًا، بجانب القراءة وسماع الموسقى وكانت بتنصحنى أعمل زيها".
وقال "شريف": كانت هادئة الطباع لا تتحدث كثيرًا، وحين كنت أتساءل عن شيء معين كانت تكتفي بإيماء رأسها أو نظرة أو إبتسامة رقيقة، ولكنها قالتلى إنها تحب فيلم أريد حلًا لأنها كانت سبب في تغيير قانون الأحوال الشخصية للمرأة، هي كمان ماكنتش بتحب تنتقد أعمال غيرها من الفنانين ماكنتش تحب أي حد ياخد عنها جملة أو كلمة".
محمود ياسين كان أقرب الفنانين لقلبها
"من أحب الفنانين إلى قلبها كان محمود ياسين، ولما اشتغلت معاه تنبأت أنه يكون فنان له شأن عظيم، أما عن الأفلام في عصرنا الحديث فمرة كان عاجبها الفنان محمد هنيدى في فيلم اسماعيلية رايح جاى، كانت بتحب الضحكة".
وتابع شريف:" كنت أعرف مرضها وكانت عندى قبل السفر عشان بتعمل العملية، كانت زعلانة وخايفة جدًا، أنا عرفت مرضها من الصحافة وقتها، لأنها كانت كتومة جدًا، ماتتكلمش ولا تشكى زى الكثير من الفنانين ".
وانتهى شريف حواره: وحشتنى جدًا للأسف كنت أحرج أطلب أتصور معها، كنت أخاف تزعل منى، على الرغم أنها أكيد كانت هتقبل، لأنها إنسانة راقية جدًا".
ولدت فاتن حمامة في عام 1931 في مدينة السنبلاوين إحدى مدن محافظة الدقهلية، بدأت مسيرتها الفنية في سن السادسة بالمشاركة في فيلم يوم سعيد، ورغم صغر سنها إلا أنها انطلقت وأصبحت من صناع السنيما العربية.
شريف عدنان كوافير الفنانة فاتن حمامة
فاتن حمامة .
فاتن حمامة في طفولتها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة