فى ذكرى أبى العلاء المعري.. مكفوفين تحدوا الصعاب وقهروا الإعاقة

الجمعة، 20 مايو 2022 05:00 م
فى ذكرى أبى العلاء المعري.. مكفوفين تحدوا الصعاب وقهروا الإعاقة أبو العلاء المعرى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار التاريخ الإنسانى، كان هناك أشخاص من أصحاب الهمم العالية ممن تحدوا الصعاب وقهروا الإعاقة، وكتبوا أسمائهم بحروف من نور في تاريخ أمتهم، وتزخر الثقافة العربية والإسلامية بالعديد من النماذج التي سطرت صفحات مشرقة في الثقافة العربية، التي حققت الكثير من المنجزات ونالت شهرة تخطت عصرهم، رغم أعاقتهم.
 
وفئة من هؤلاء الذين تحدوا اعاقتهم وكان لهم حضورا كبير في الحياة الثقافية العربية هم المكفوفين أو (العميان) كما سماهم القرآن الكريم، حيث حصل الكثير منهم على مكانة كبيرة من لم يصل إليها عديد من الأصحاء، ومن هؤلاء، الشاعر والفيلسوف العربي أبى العلاء المعري، الذى تحل اليوم ذكرى وفاته الـ1049، حيث رحل في 20 مايو عام 973م، عن عمر يناهز 84 عاما.
 
وفى التقرير التالى نرصد سيرة موجزة، لعدد من "عميان" الثقافة العربية الذين خلدوا في التاريخ، وظلت أعمالهم تتحدث عن صفحة مشرفة في تاريخ الأمة العربية، ومن هؤلاء:
 

بشار بن برد

بشار بن برد
 
اسمه بشار بن برد العقيلى، وهو شاعر من أصول فارسية نشأ في الجزيرة العربية، ويعد أحد أشهر شعراء نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي، شكل بقصائده نقلة نوعية في الشعر العربى، ويعده الكثير من النقاد والمؤرخين من مجددى الحركة الشعرية في العصر العباسى، وتحديدًا من ناحية الخصائص والابتعاد عن التعقيد في أغلب الأحيان.
 
عاش بشار بن برد، أعمى منذ طفولته ولذلك كانت تصطحبه والدته معها في سنواته المبكرة إلى مجالس النساء، فيقال إنه عرف عن النساء منذ صغره ما لم يعرفه النساء عن بعضهن البعض وقد أثّرت ملامِح هذه الطفولة تأثيرا كبيرا على شعره، ورغم ذلك لم تذكر أي من المصادر والمراجِع التاريخية أي زيجة في حياة بشار بن برد، إلا أنّه كان مشهورا بعلاقاته العديدة.
 
اتسم شعر بشار منن البداية بالهجاء فهجى جرير عندما وفد إلى البصرة وعندها لم يرِد جرير على هذا الهجاء، لم يكن منه إلا أن يعترف بأنّ غايته لم تكن الهجاء بحدّ ذاتها بل كان يريد الرد لترتفع مكانته ويُسمَع بشعره، وبسبب هجائه الكثير لم يكن محبوبا في عصره بسبب لسانه السليط وتعجرفه وكُثرة هجائه وسخريته.
 

أبو العلاء المعرى

أبو العلاء المعرى
 
شاعر وفيلسوف عربى عاش في العصر العباسى، اشتهر بآرائه وفلسفته المثيرة للجدل، فقد بصره منذ صغره بسبب إصابته بالجدرى، لكنه سار في مسارات التعليم حتى أصبح من نوابغ عصره، حيث تعلم سن صغير علوم القرآن، ونظم الشعر منذ أن كان في العاشرة من عمره.
ترجمت الكثير من أشعار إلى لغات عدة غير العربية، أما أعماله فكثيرة وتم فهرستها في "معجم الأدباء" ومن مؤلفاته الشهيرة "الإيك والغصون" في الأدب، و"تاج الحرة" في النساء وأخلاقهن وعظاتهن، و"عبث الوليد" وهو شرح في ديوان البحترى ونقده، و"رسائل الملائكة"، و"رسالة الغفران"، و"الفصول والغايات"، "لزوم ما لا يلزم" أو "اللزوميّات.
 
 

طه حسين 

طه حسين
 
يعتبر من أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة، لا تزال أفكار ومواقف طه حسين تثير الجدل حتى اليوم، وأصبح بعدها نورا مضافا إلى النهضة المصرية، كان ترتيب طه حسين السابع بين 13 طفلًا فى أسرة من الطبقة المتوسطة، وأصيب فى سن مبكرة بعدوى فى العين، وبسبب سوء التعامل مع حالته وعدم تلقى العلاج اللازم أصيب بالعمى وكان عمره ثلاث سنوات، تم إلحاقه بالكُتَّاب ثم أُرسل إلى جامعة الأزهر.
 
يحسب لطه حسين دوره الكبير في محو الأمية والعمل على تحقيق الشعار الذي تبناه أثناء الوزارة "التعليم كالماء الذي نشربه والهواء الذي نتنفسه"، وقدم عشرات المؤلفات القيمة منها على هامش السيرة والفتنة الكبرى والشيخان وكتابه في الشعر الجاهلي الذي أثار ضجة كبرى بسبب جرأة أفكاره.
 
دعا طه حسين إلى نهضة أدبية، وعمل على الكتابة بأسلوب سهل واضح مع المحافظة على مفردات اللغة وقواعدها، ولقد أثارت آراؤه الكثيرين كما وجهت له العديد من الاتهامات، ولم يبالي طه بهذه الثورة ولا بهذه المعارضات القوية التي تعرض لها ولكن استمر في دعوته للتجديد والتحديث، فقام بتقديم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة فقد أخذ على المحيطين به ومن الأسلاف من المفكرين والأدباء طرقهم التقليدية في تدريس الأدب العربي، وضعف مستوى التدريس في المدارس الحكومية، ومدرسة القضاء وغيرها.
 

عبد الله البردوني

عبد الله البردوني
 
عبد الله صالح حسن الشحف البردوني (1929 - 30 أغسطس 1999) شاعر وناقد أدبي ومؤرخ، ومدرس يمني، صيب بالعمى في السادسة من عمره بسبب الجدري، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953.
 
تناولت مؤلفاته تاريخ الشعر القديم والحديث في اليمن ومواضيع سياسية متعلقة بذلك البلد وكان مؤيدا للحكم الجمهوري على الملكية وغلب على قصائده الرومانسية القومية والميل إلى السخرية والرثاء وكان أسلوب ونمطية شعره تميل إلى الحداثة عكس الشعراء القبليين في اليمن.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة