كتاب دليل الصيادين للقرن الحادى العشرين.. كيف نختلف عن أجدادنا؟

الأحد، 15 مايو 2022 08:00 ص
كتاب دليل الصيادين للقرن الحادى العشرين.. كيف نختلف عن أجدادنا؟ كتاب دليل الصيادين
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل تساءلت يومًا ما إذا كانت ثقافتنا الحديثة التي تنطوى على العيش في الأماكن المغلقة وتناول الأطعمة المصنعة واستخدام الهواتف المحمولة تتعارض مع حياة أجدادنا الطبيعية؟ يناقش اثنان من علماء الأحياء التطورية هذه الظاهرة في كتاب حديث بعنوان "دليل الصيادين في القرن الحادي والعشرين التطور وتحديات الحياة الحديثة"، وهو الكتاب الذي صدر حديثا في الولايات المتحدة الأمريكية وجاء ضمن الكتب الأكثر مبيعا في قائمة نيويورك تايمز.
 
يتعامل عالما الأحياء التطورية هيذر هيينج وبريت وينشتاين في هذا الكتاب من خلال الشرح والتفصيل مع أحد أكبر أسئلة الأنثروبولوجيا الحديثة تداولا وشيوعا وهو : هل نحبط غرائزنا الأساسية التي تعيش أنماط حياة القرن الحادي والعشرين في أجساد تطورت طوال الحياة منذ 40 ألف عام؟ ويجيب المؤلفون بـ "نعم" على هذا السؤال في كتاب "دليل الصيادين للقرن الحادي والعشرين".
 
وبالرجوع إلى العديد من الأمثلة التي تغطي كل شيء بدءًا من الطعام الذي طور البشر لتناوله إلى السماء المظلمة التي اعتدنا أن ننام فيها إلى علاقاتنا مع بعضنا البعض، يؤكد كلا من هيينج ووينشتاين أننا كبشر غير متوافقين مع جينات وسلوكيات أسلافنا من الصيادين والقطافين وقد أدى عدم التوافق هذا إلى مضاعفات عميقة في صحتنا وثقافتنا، لأن الثقافة تتطور بسرعة أكبر بكثير من تطورات الجينوم البشري، كما يقولون لذا فإن ذواتنا الحديثة تلعب بمجموعة أوراق مختلفة عن أوراق أجسامنا.
 
تقدم الفصول القليلة الأولى للقارئ تمهيدا علميًا عن علم الأحياء التطوري، بما في ذلك دور علم الوراثة في التطور البشري ونسبنا التطوري ومن هذه النقطة في الكتاب يبدأ المؤلفون في بعض العبارات الشاملة والمحددة المرجع إلى تناول تأثيرات عدد من الموضوعات المتعلقة بطريقة الحياة الحديثة على الإنسان المعاصر تتراوح بين فلترة المياه إلى الأطعمة المعدلة وراثيًا إلى الطب وتربية الأطفال والتعليم. 
 
في فصول الكتاب التالية يناقش المؤلفان تأثيرات المصطلحات الحديثة على المعين الإنسانى، ففي بعض الأحيان تتجاوز التكهنات الأدلة وتغلب المصطلحات والأفكار التي تتضاد مع الثقافة القديمة، فعلى سبيل المثال نعرف أن الحقيقة والعدالة الاجتماعية غير متوافقين فكيف يمكننا فهم ذلك والتعامل معه؟ وهل كان الأقدمون يتعاملون مع مثل هذه الجمل التي تفترض غياب العدالة كقانون، في نموذج آخر تعد النساء في كثير من الثقافات "ممتثلات" بشكل طبيعي بمعنى أنهن أكثر استسلاما وتعرضا للظلم كما أنهن "موجهات نحو التفاصيل" بينما يحصل الرجال على "جوهر" الأشياء، ألا يتجاهل هذا التفكير تقدم المرأة بسرعة في المهن والمناصب القيادية بمجرد رفع الحواجز؟ 
 
تتخطى بعض العبارات إطار عنوان الكتاب إلى آراء المؤلفين حول ما يعاني منه المجتمع الحديث وما يبدو أنه نصائح قاسية حول كيفية تغيير سلوكياتنا وهو أمر صعب للغاية بلا شك، وقد يكون المؤلفان أكثر إقناعًا من خلال الغوص العميق الموثق جيدًا في بعض العناصر التي تكشف لنا حقائق جديدة عن علم الوراثة والثقافة الإنسانية المبكرة، ومناقشة ما يمكننا وربما نريد تضمينه في حياتنا الحديثة من ماضي أجدادنا.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة