أكرم القصاص - علا الشافعي

محامى الغلابة.. تعرف على تاريخ "العرضحالجى" أمام المحاكم

الأربعاء، 06 أبريل 2022 02:00 م
محامى الغلابة.. تعرف على تاريخ "العرضحالجى" أمام المحاكم العرضحالجي - أرشيفية
كتب سليم على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"العرضحالجى" أو الكاتب العمومى أو محامى الغلابة.. أسماء أطلقت على مهنة العرضالجى، الذى يقدم خدماته أمام المحكمة، حيث يرتدى ملابس بسيطة، وأحيانا بأكمام إضافية يرتديها فوق ملابسه يجلس فى إنصات بنظارته الطبية الكبيرة يدقق السمع ويكتب كل ما يسمعه دون تدخل منه أو إبداء رأى، ويجب أن يكون شخصية معروفة ومصدر ثقة، يجلس على كرسى خشبى، أمام المحكمة أو قسم الشرطة، أمامه "ترابيزة" خشبية صغيرة بجوارها شمسية، عليها مجموعة من الأوراق وقلم جاف وحبارة للبصم، وكرسى إضافى لزبائنه.

 

جاء مصطلح " العرضحالجي" من "عرض حال" أو سرد الشكوى وظهرت في مصر لأول مرة في القرن التاسع عشر الميلادي، وبدأ استخدامها بمعنى "الشكوى" ابتداء من القرن الـ 19.

 

واشتهر "العرضحالجي" في قرى محافظات مصر، وتواجد أمام أقسام الشرطة لمساعدة المواطنين في تقديم شكواهم للمسئولين، وكان بمثابة الكاتب العمومي عندما كانت الغالبية القصوى من الشعب رجال ونساء أميون لا يعرفون الكتابة والقراءة وعندما يطلبون للشرطة أو الذهاب لتقديم بلاغ أو مذكرة أو خطاب أو أى شيء يتعلق بالورقة والقلم وكتابة المذكرات والدعاوى والرسائل كان العرضحالجي يقوم بكتابتها مقابل بعض الجنيهات، ويقبع مكانه دوما فى الشارع بجانب المصالح الحكومية ذات الصلة المباشرة بالمواطن كالمحاكم وأقسام الشرطة بكرسي وطاولة صغيرة والقلم ودواة الحبر وقلم الكوبيا الشهير.

 

وازدهرت مهنة "العرضحالجي"، في سبعينيات القرن الماضي، بعد إنشاء أول محكمة بدمياط، وجلسوا في أكشاك خشبية متجاورة بجوار المحكمة ومجلس المدينة والنيابة الإدارية، وزادت أعدادهم في المكان حتى تعدوا العشرين شخصا، وعلى كل كشك لوحة تحمل اسم صاحبه، وزينوا أكشاكهم بالصور واللوحات.

 

ومع انتشار التعليم وتطور المحاكم المصرية، بدأت مهنة "العرضحالجي" في الاندثار، وبدأ الناس يعتمدون على أنفسهم في الكتابة فلم يحتاجوا بعد ذلك للجوء إلى العرضحالجي، وبعدما كان يجمع خمسين جنيها في اليوم بدأ يقل عدد زبائنه حتى اختفى تدريجيا إلا أنه يوجد في بعض القرى النائية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة