أيقونات مضيئة.. عباس محمود العقاد رحلة كفاح طويلة فى عالم الأدب والسياسة

السبت، 30 أبريل 2022 02:01 م
أيقونات مضيئة.. عباس محمود العقاد رحلة كفاح طويلة فى عالم الأدب والسياسة المفكر عباس محمود العقاد
مع أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

واحد من أبرز الأدباء والمفكرين المصريين والعرب الذين ظهروا خلال القرن العشرين، استطاع عبر رحلة طويلة فى عالم الأدب أن يثرى المكبة العربية بمجموعة من المؤلفات التى ستظل علامة مضيئة فى تاريخ الإبداع العربى، هو عباس محمود العقاد أحد عملاقة الأدب، والذى نستعرض سيرته عبر سلسلة أيقونات مضيئة فى رمضانك تفاعلى على "اليوم السابع".

عباس العقاد
عباس العقاد

 

ولد عباس محمود العقاد في 28يونيو من عام 1889م في أسوان، ودرس في مرحلته الابتدائية بمدرسة أسوان الأميرية، والتى أتمها فى عام 1903م، وكان والده يهتم بصحبته إلى المجالس الأدبية، حيث كان يصطحبه إلى الشيخ والأديب أحمد الجداوي، وهو واحدًا ممن تلقى العلم على يد جمال الدين الأفغانى، ومن ذلك الوقت لم يستطع العقاد الابتعاد ومفارقة تلك المجالس فعمد إلى الاستماع الدائم للمطارحات الشعرية التي يقولها الشّيخ، بالإضافة إلى مقامات الحريري التي كان يتناولها في مجلسه.

 

ومداومة عباس محمود العقاد على مجلس الشيخ أحمد الجداوى جعله مطالعًا للكتب الأدبية والكتب القديمة، كما كان دائم المطالعة على كتب الشعر، فأصبحت مداركه أوسع وأكثر زخمًا.

شغل العقاد الكثير من الوظائف الحكومية فى المديريات ومصلحة التلغراف ومصلحة السكة الحديد وديوان الأوقاف، ولكنه استقال منها ليتفرغ لإبداعاته، واستمراره فى كتابة المقالات العلمية فى مجلة فصول، كما كان يترجم لها بعض الموضوعات، التى كان لها تأثير متميز فى الحياة الأدبية والسياسية.

كانت بداية الحياة الصحفية للمفكر الكبير عباس محمود العقاد مع جريدة الدستور التي أصدرها محمد فريد وجدي في عام 1907م، فقد كانت أول صحيفة يومية عمل في تحريرها، وأول صحيفة أيضًا واظب عليها، فقد عمل بها من العدد الأول إلى العدد الأخير، وكان العقاد يوقع مقالاته الأولى باللقب والحرفين الأولين مع اسمه "ع. م. العقاد" متأثرًا بالمجلات الأجنبية التي كان يقرأها.

وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى قضى أكثر وقته في التدريس، ولكن علاقته بالصحافة لم تنقطع، ولكنه كان يكتب بشكل متقطع،  وفى هذه الفترة كتب الى المجلات الشهرية والصحف الأسبوعية، كما اشتغل بالصحافة اليومية في غير القاهرة، ولكنه استمر بشكل منتظم بالكتابة من خلال صحيفة "الأهالى" بالإسكندرية، فعمل بها، ثم تركها وعمل بجريدة "الأهرام"، حيث كان يدافع بقلمه عن القضية المصرية، كما حارب الملكية في مصر بلا هوادة من أجل الدستور وإرساء قواعد الحياة النيابية، ليؤسس بعد ذلك جريدة "الضياء".

لقد اختار عباس محمود العقاد أن يهب حياته للأدب دون أن يتزوج، فأضاف للمكتبة العربية أكثر من مائة كتاب فى مختلف المجالات، ما بين الأدب والدراسات النقدية والعلمية، والمقالات المجمعة، لعل أبرزها:  سلسلة كتب العبقريات "عبقرية محمد، عبقرية عمر، عبقرية خالد بن الوليد، عبقرية الإمام، عبقرية الصديق، عبقرية المسيح"، كما كانت من أبرز أعماله رواياته "سارة"، وفي الأدب والاجتماع والتاريخ كتب "الفصول، مطالعات في الكتب والحياة، مراجعات في الأدب والفنون، اشتات مجتمعات في اللغة والأدب، ساعات بين الكتب، مطالعات، عقائد المفكرين في القرن العشرين، جحا الضاحك المضحك"، وفى الشعر كتب ديوان "ديوان العقاد (أربعة أجزاء)، يقظة الصباح، وهج الظهيرة، أشباح الأصيل، أعاصير مغرب، بعد الأعاصير"، أما  عن دراسة نقد ولغة فكتب "الديوان في النقد والأدب مع المازني، ابن الرومي حياته من شعر، شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي، رجعة إلى أبي العلاء، أبو نواس بن هانيء".

وبجانب رحلة كفاحه الطويلة للمفكر الكبير عباس محمود العقاد فى الحياة الأدبية، فكان له مشوار طويل من الكفاح السياسي فكتب في السياسة: الحكم المطلق في القرن العشرين، هتلر في الميزان، أفيون الشعوب، فلاسفة الحكم في العصر الحديث، الشيوعية والإنسانية".

 

وعبر رحلته الأدبية ترجمت بعض كتبه إلى اللغات الأخرى، فترجم كتابه المعروف "الله" إلى الفارسية، ونقلت عبقرية محمد وعبقرية الإمام على، وأبو الشهداء إلى الفارسية، والأردية، والملاوية، كما تُرجمت بعض كتبه إلى الألمانية والفرنسية والروسية.

كما أن المفكر الكبير محمود العقاد أحد مؤسسى "مدرسة الديوان" التى كان أول ظهور لها فى عام 1909، التي عنيت بالنقد خلال العصر الحديث، كما أنها أول الخطوات للتجديد في الشِعر العربي، وذلك لدورها فى إظهار مفاهيم جديدة في الأدب، وقد أطلق عليها مدرسة الديوان نسبة إلى "كتاب الديوان في الأدب والنقد" الذي ألّفه العقّاد وإبراهيم المازني فى عام 1921م.

عبر رحلته الفكرية خاض العقاد العديد من المعارك الفكرية فاصطدم بكبار الأدباء والشعراء، فكان أبرزها مع الشاعر أحمد شوقى، وعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، والدكتور زكى مبارك، والأديب مصطفى صادق الرافعى، والدكتور العراقى مصطفى جواد، والدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، كما اختلف مع زميل مدرسته الشعرية الشاعر عبد الرحمن شكرى، وأصدر كتابا من تأليفه مع المازنى بعنوان الديوان هاجم فيه أمير الشعراء أحمد شوقى، وأرسى فيه قواعد مدرسته الخاصة بالشعر.

 

وفى أوائل الخمسينيات أنشأ العقاد صالونًا أدبيًا في منزله  في مصر الجديدة "13 شارع السلطان سليم"، وكان المجلس يدار كل يوم جمعة بحضور مجموعة من المفكرين والفنانين، وطُرح في مجلسه العديد من المواضيع منها: الأدب، والعلوم، والتاريخ وغيرها، ومن أكثر هذه المواضيع إثارة للنقاش والجدل في مجلسه هي المواضيع التي تُعنى بدور المرأة المسلمة في المجتمع، وقد وثق العقّاد تلك القضية فى ثلاثة كتب وأشار إلى أهمية حصول المرأة على حقّها في المشاركة في المجتمع، وحقّها بحرية الفكر كذلك.

 

ولدوره الكبير فى الحياة الفكرية نال عباس محمود العقاد العديد من التكريمات فتم انتخابه عضوا بمجلس النواب فى عشرينيات القرن الماضى، وعين العقاد بمجلس الفنون والآداب، وفى مجمع اللغة العربية بالقاهرة، وكان عضوًا مراسلا فى مجمع اللغة العربية بدمشق، ومنحه الرئيس المصرى جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية فى الآداب، ومنح جائزة الدولة التقديرية سنة 1960.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة