لا تزال مأساة غرق مركب المهاجرين فى بحر طرابلس تتصدر المشهد الداخلى فى لبنان وسط دعوات لمحاسبة المسئولين عن ما حل بالمدينة بعد غرق قارب قبالة شاطئ الميناء فى طرابلس ليل السبت، وعلى متنه هاربون من الأوضاع المعيشية المتدهورة التى يعيشها لبنان.
فيما نكست الأعلام حدادا على أرواح الضحايا، ولا تزال الجهود المكثفة تتواصل للبحث عن المفقودين في حادث غرق المركب، حيث تم إنقاذ 45 مواطنا وانتشال 7 جثث فقط حتى الآن فيما تفيد التقارير المبدئية فقدان قرابة 30 شخصا منذ غرق المركب مساء السبت الماضي.
هربا من الجحيم
ووفق "العربية" فقد أكدت روايات الناجين أنهم خاطروا بحياتهم هربا من جحيم الأوضاع المعيشية الصعبة، من بينهم ماهر حموضة وهو أحد الناجين من "زورق الموت"، وقال: "قررت المخاطرة بحياتي والهروب عبر البحر بحثاً عن حياة كريمة تكون بديلاً عن الجحيم الذي نحن فيه. أنا أعمل براتب شهري لا يتجاوز 40 دولاراً.
فإذا مرضت لا أستطيع شراء دواء-هذا إذا كان متوفّراً أصلاً، فكيف إذا دخلت المستشفى وتقرر إجراء عملية جراحية لي، هذا سيناريو مُخيف لا أجرؤ حتى على تخيّله، خصوصاً أنني المُعيل الوحيد لأهلى".
تفاصيل الحادث
وعن تفاصيل الحادث قال: "كان المركب يُبحر بشكل طبيعي بعد ثلاث ساعات على انطلاقنا من شمال لبنان. كنا نضحك ونتبادل الأحاديث حول ما ينتظرنا بعيداً من جحيم لبنان. وما هي إلا دقائق قليلة لندخل المياه الإقليمية حتى تفاجأنا بثلاث طرادات تابعة للجيش اللبناني تطوقنا، وتقدم باتجاهنا الطراد الأكبر حجماً وارطتم بنا وعندها بدأ الزورق بالغرق".
أضاف: "بدأنا بالصراخ وطلب النجدة من العناصر العسكرية لإنقاذ النساء والأطفال أولاً، لأنهم كانوا في الطابق السفلي من الزورق".
احتجاجات
وفى سياق ردود الأفعال، تشهد الأحياء الداخلية في التبانة والقبة بطرابلس توترا متصاعدا مع الجيش اللبناني، الذي اصطدم قاربه بقارب المهاجرين.
وقطع شبان محتجون، عددا من الطرقات في طرابلس شمالي لبنان، احتجاجا على وفاة أشخاص وفقدان آخرين في حادث غرق مركب مهاجرين.
وأعلن وزير النقل اللبناني، علي حمية، أن 6 أشخاص لقوا حتفهم في انقلاب مركب مهاجرين قبالة سواحل طرابلس شمالي البلاد، الليلة الماضية.
وكان مجلس الوزراء اللبنانى قد قرر استدعاء قائد الجيش اللبنانى ومدير المخابرات وقائد القوات البحرية إلى الجلسة المنعقدة بقصر الرئاسة ببعبدا لتقديم تقرير عن حادثة غرق مركب طرابلس والتحقيقات الأولية فيها، جاء ذلك في مستهل الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء التى عقدت برئاسة ميشال عون وبحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لبحث أزمة المركب المنكوب الذي تعرض للغرق قبالة سواحل طرابلس وعلى متنه عشرات الأشخاص، بالإضافة إلى مناقشة تطورات الأوضاع الأمنية في البلاد.
واستهل الرئيس عون استهل جلسة مجلس الوزراء بالدعوة إلى الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح ضحايا الزورق الذي غرق قبالة شاطئ طرابلس.
كما طلب من وزارتي الخارجية والمغتربين والدفاع الوطني التواصل مع الجهات الدولية للمساعدة في تأمين المعدات والآليات اللازمة لتعويم المركب الغارق قبالة سواحل طرابلس شمالي لبنان.
البحث عن المفقودين
تواصلت الجهود المكثفة للبحث عن المفقودين في حادث غرق مركب قبالة سواحل طرابلس وعلى متنها عشرات الركاب، حيث تم إنقاذ 45 مواطنا وانتشال 7 جثث فقط حتى الآن فيما تفيد التقارير المبدئية فقدان قرابة 30 شخصا منذ غرق المركب مساء السبت الماضي.
وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني أن عناصر من وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني ومن المراكز البرية المجاورة يواصلون العمل بحثاً عن المفقودين الذين كانوا على متن المركب، موضحة أن عمليات المسح الميداني الشامل تتم برا وبحراً من رأس بيروت وصولا إلى العبدة في محاولة للعثور على أي من المفقودين. كما تقوم وحدات من القوات البحرية اللبنانية بالبحث عن المفقودين وبمساندة من القوات الجوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة