محمود يسن

استبقوا الخيرات.. ليلة القدر والليالى الوترية وتنظيف السجاجيد

الخميس، 28 أبريل 2022 08:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحياة - سواء أكانت اجتماعية أو اقتصادية أو اجتماعية أو دينية أيضا - مجموعة من الأهداف يسعى الإنسان إلى تحقيقها، وفقا لطموحاته وما يتناسب معها من قدرات، وما يقدمه من أعمال تصحب في النهاية لتحقيق "الهدف".

 

غير أن الإنسان كثيرا ما يضع أهدافا كثيرة نصب أعينه، لا تتناسب مع قدراته، كمن يحلم أن يكون عالما في وكالة ناسا الفضائية، رغم أن عقله وطبيعته لا تتوافق مع المنهج العلمى الرياضي، كما أنه لا يسعى إلى تقوية مهاراته الرياضية والعلمية مكتفيا بأمنيته التي في خياله، وهنالك ما يرى في ابنه أنه سيكون لاعب كرة قدم عظيم، ينافس "محمد صلاح" في مهاراته ونجاحاته، إلا أن هذا الأب نفسه، لا يستطيع أن يسلك الطريق الصعبة التي خاضها محمد صلاح، ويكتفى الأب بـ "رغبته وطموحه". وهناك من يتمنى أن يكون أديبا أو روائيا عالميا يحصل جائزة نوبل، رغم أن الصفات الأدبية، و"خيال" الكاتب بعيدة كل البعد عن جيناته، إضافة إلى أنه يرفض أيضا حتى التعمق في الدراسات الأدبية، بحجة أنه يملك "طموحا كبير".

 

ومع اقتراب الأيام الوترية بشهر رمضان المعظم من نهايتها، ومعها ليلة القدر التي هي "خير من ألف شهر"، الجميع يطمح في أن ينال بركات هذه الليالي، وخاصة ليلة القدر، بتحقيق الأمانى، والتقرب من الله، وتحقيق الدعوات التي نتفنن في إلقائها، ولا نتقن السعي وراء تحقيقها، فقط نريد من الله سبحانه وتعالى تحقيق دعواتنا، من دون أن بذل المجهود والعرق وجهاد النفس لتحقيق هذه الدعوات، فقط نكتفى بـ "الطموح – الدعوات" دون العمل والاجتهاد لتلبية هذا الدعاء.

 

لقد دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى استغلال ليالى رمضان وليلة القدر المباركة التي تنزل فيها الملائكة، فورد عن السيدة عائشة رضى الله عنها أنها قالت: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: قُولِى: "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى").

 

كانت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها تبحث وتجتهد في الليالي الوترية من شهر رمضان، لعلها تصيب ليلة القدر، ولم تكن مثل الكثيرات من زوجاتنا وأمهاتنا في هذه الأيام، اللاتى "يعكفن" على أي شيء إلا الدعاء وإقامة ليل الليالى الوترية. فهذه أم تقضى آخر أسبوع في رمضان منهمكة في صناعة "الكحك" والبسكويت"، وتقضى الساعات لصناعة الكعك، وتكتفى فقط بتمتمة دعاء "اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى"، دون الاجتهاد والعمل بهذا الدعاء.

 

بينما هذه الزوجة، وما إن يصل قطار رمضان لآخر محطاته، ويقترب من ليلة القدر، نجدها "تعكف" على تنظيف بيتها، وغسل السجاجيد والستائر، وكأن البيت يظل غير نظيف طوال العام منتظرا شهر رمضان. وفى زحمة هذه الأعمال المنزلية "المفتعلة" نفقد روحانية هذه الأيام الوترية العظيمة.

 

علينا أن نتذكر كما قلنا في المقال السابق "كان النبى صلى الله عليه وسلم إذَا دَخَلَ العشْر شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" رواه البخارى.. هكذا علمنا رسول الله كيفية التعامل مع الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، وهنا تتجلى القيمة الروحية للشهر الفضيل وفريضة الصيام التي تعد الفريضة الوحيدة الخالصة لله وحده ويجزي به سبحانه، كما جاء في الحديث: "كل عمل ابن آدم له، إلا الصِّيَامَ؛ فإنه لى، وأنا أجْزِى به".







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة