دارت رحى معركة البويب في شهر رمضان من سنة 13 هجرية الموافق 9 نوفمبر 634 ميلادية، بين المسلمين وعلى رأسهم المثنى بن حارثة، والقوات الفارسية الساسانية وعلى رأسها مهران بن باذان قائد الجيش الإمبراطوري الفارسي، وذلك في الحيرة، وقد انتصر المسلمون في المعركة.
وقد دفع الخليفة عمر بن الخطاب بمدد من أفضل جنده إلى أرض العراق لمساندة قائد جيش المسلمين المثنى بن حارثة لرغبته في حسم الموقعة، وكان على رأس المدد جرير بن عبد الله البجلي وعرفجة بن هرثمة البارقي وغالب بن عبد الله الكناني وغيرهم من الأمراء، وانضموا إلى المثنى في البويب على غرب الفرات.
ووفقًا لتاريخ الطبرى فقد أرسل المثنى بدوره النقباء إلى جميع المناطق الحدودية ليستفز العرب وكان من ضمنهم جموع من المسيحيين من بني النمر، وعلى رأسهم أنس بن هلال النمرى، وقد آثر هؤلاء الانضمام إلى المسلمين والقِتال تحت راية واحدة ضدَ العجم، بعد أن جمعتهم الرابطة القومية واللغوية.
تناهت إلى أسماع الفرس أنباء الإمدادات الإسلامية التي كانت ترسل تِباعًا إلى العراق، فهالهم أمرها وتغاضوا عن الخِلافات الداخلية وهكذا أنهى رستم خِلافه مع فيروز، الطامح لاعتلاء العرش الفارسى، وجرى إعداد جيش فارسى قوامه اثنا عشر ألف مقاتل بِقيادة مهران بن باذان الهمذانى، ودفع إلى ساحة القتال، وعندما علم المثنى بأنباء خروج الفرس للقِتال، سار بعساكره إلى البويب وأرسل إلى جرير بن عبد الله البجلي أن يُوافيه هناك ففعل، وعسكر المسلمون على شاطئ الفرات الشرقي، وعسكر الفرس مقابلهم لا يفصل بينهما سوى النهر.
اشتبك الجمعان في رحى معركةٍ طاحنة أدارها المثنى بن حارثة بِحكمةٍ بالغة مما كفل له النصر، وقتل مهران في المعركة وتشتت فطاردهم المسلمون وعلى مقدمتهم عبد الله بن سليم الغامدى طيلة يومين وقتلوا منهم وأسروا الكثير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة