صابر حسين

لن تسير وحدك أبداً.. هذه كرة القدم

السبت، 23 أبريل 2022 07:21 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل أيام تعرض النجم البرتغالى كريستيانو رونالدو لخسارة قاسية ليست فى كرة القدم هذه المرة ولكن على الجانب الإنسانى، حيث فقد أحد أحد طفليه التوأم حديثى الولادة، وهو ما وصفه اللاعب بالخسارة المدمرة والألم الكبير الذى اضطر على إثرة نجم مانشستر يونايتد للغياب عن مباراة فريقه المهمة أمام ليفربول الأسبوع الماضى والتى حسمها الريدز برباعية.
جماهير ليفربول قررت التضامن مع رونالدو فى المباراة وقدمت لفتة إنسانية يجب أن تدرس فى التشجيع المثالى، عندما تناست جماهير ليفربول العداء الكروى مع مان يونايتد وقررت إعلاء الجانب الإنسانى والروح الرياضية، وقررت التصفيق الحاد فى الدقيقة السابعة للمباراة، فى إشارة لرقم قميص رونالدو المفضل، لمواساته فى وفاة مولوده، فى مشهد هز أرجاء قلعة الآنفيد مع غناء أنشودة ليفربول الشهيرة "لن تسير وحدك أبدا".
 
مشهد جماهير ليفربول لم يتوقف عند دعم رونالدو وإنما تعدى حدود القارة العجوز، وكأنهم أرادوا إيصال رسالة للعالم وسط الحروب والمآسى التى تعيشها الدول وتذكرهم بالمعنى الحقيقى التى خلقت من أجله كرة القدم، فضلاً عن أن التنافس يجب أن يكون فى كرة القدم فقط وليس باستخدام أى أساليب أخرى كإرهاب الخصم مثلاً، وهو ما نشهده فى معظم مبارياتنا بأفريقيا، أندية ومنتخبات.
 
جماهير ليفربول كانت تعى جيداً أهمية مباراة يونايتد، كونها مرحلة مفصلية فى مسابقة الدوري الإنجليزى وسط صراع شرس مع مان سيتى للفوز بلقب البريميرليج، فضلاً عن العداء الكروى التاريخى بين العملاقين الإنجليزيين، إلا أنها فى النهاية مباراة كرة قدم، فقررت إعلاء الجانب الإنسانى ودعم لاعب الخصم فى أزمة وفاة ابنته، حتى لو كان الدعم بتلك اللفتة الإنسانية، وهو ما قابله رونالدو برسالة شكر وامتنان لجماهير ليفربول قال فيها: "عالم واحد.. رياضة واحدة.. عائلة عالمية واحدة.. شكرًا آنفيلد، لن أنسى أنا وعائلتى أبدًا تلك اللحظة المليئة بالاحترام والرحمة".
 
فى أفريقيا صارت المدرجات الممتلئة بالجماهير خطراً، وأصبحت بعض الملاعب تمثل جحيماً للمنافسين، وبمجرد أن تضعك القرعة فى مواجهة فريق معين يتحول الأمر إلى "خناقة"، ويبدأ الحشد الجماهيرى للضغط على الخصم، وهنا الأمر يخرج عن الجانب الرياضى إلى التجاوزات الأخلاقية والتعصب الكروى، ونشهد وقائع غريبة ليس لها صلة بكرة القدم، بدءا من الاحتشاد وإلقاء الحجارة على حافلات اللاعبين، والنزول إلى الملعب ومحاولة الاعتداء على اللاعبين أو بإلقاء زجاجات المياه، وصولا لاستخدام الليزر وكلها وسائل غير مشروعة وتخرج الرياضة عن معناها الحقيقى.
 
هذا المشهد المتكرر شاهدناه من الجماهير السنغالية أمام المنتخب الوطنى فى نهائي أمم أفريقيا التى أقيمت مؤخراً، وأصبح حديث العالم الذى رفضه شكلاً وموضوعاً، إلا أنه سرعان ما تكرر هذا المشهد المسىء ولكن من جماهير الرجاء المغربى أمام الأهلى، فى إياب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا، والذى حسمه التعادل وتأهل بطل مصر لنصف النهائي الأبطال، وما حدث قبل وأثناء المباراة أثار استياء الجميع، بدءاً من نزول أعداد من الجماهير لأرض الملعب، فضلا عن إلقاء الزجاجات على اللاعبين لمحاولة إرهاب لاعبى الخصم والضغط على حكم المباراة، فى مشهد لا يرقى لمباراة تجمع بين أشقاء.
 
فى النهاية.. لماذا أصبحت مباريات شمال أفريقيا أكثر صعوبة بالنسبة لنا عن غيرها من دول أفريقيا، سواء الأندية أو المنتخبات.. وتضع ضغوطاً إضافية على اللاعبين بسبب عاملى الأرض والجمهور.. لذا أصبحنا مطالبين بحلول جذرية لعلاج تلك الأزمة بعدما أصبحت العقوبات المالية والحرمان من الجمهور مباراة أو اثنتين غير مجدية وسرعان ما تعود تلك المشاهد للملاعب من جديد.. متى ينتهى مشهد تخليد الجماهير لشهداء الخصم مثلاً وبعدها بثوانٍ تعود الهتافات المسيئة لنفس الخصم.. إذن فالحل الجذرى يكمن فى التخلص من التعصب الموجود فى العقول قبل الموجود بالمدرجات حتى تستعيد الرياضة روحها من جديد.
 
كرة القدم خلقت من أجل المتعة ولن تتحقق تلك المتعة إلا بحضور الجماهير، ولكن عندما يسيطر التعصب الأعمى على عقول هذه الجماهير تختفى المتعة وتفقد الرياضة قيمتها الحقيقية التى وجدت من أجلها.. والله أعلم.
 
 








الموضوعات المتعلقة

رونالدو الذى لا ينتهى

الإثنين، 14 مارس 2022 03:32 م

حقيقة "جامايكا" فى مانشستر؟

الإثنين، 14 فبراير 2022 01:12 م

رسالة إلى رئيس الكاف

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021 01:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة