اليوم السابع ينفرد بأول حوار للطبيب المعالج لأول سيدة بالعالم يتم شفاؤها من الإيدز.. الدكتور مارشال جليسبى: تم العلاج باستخدام خلايا جذعية من "دم الحبل السرى".. وأعمل على أبحاث الإيدز منذ 25 عاماً

الجمعة، 22 أبريل 2022 08:30 ص
اليوم السابع ينفرد بأول حوار للطبيب المعالج لأول سيدة بالعالم يتم شفاؤها من الإيدز.. الدكتور مارشال جليسبى: تم العلاج باستخدام خلايا جذعية من "دم الحبل السرى".. وأعمل على أبحاث الإيدز منذ 25 عاماً الطبيب العالمى الدكتور مارشال جليسبى خلال الحوار
حوار – رامى نوار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحالة أصبحت خالية من فيروس نقص المناعة البشرية لمدة 14 شهرًا وبدون أدوية .. ضربنا عصفورين بحجر فى علاج المرضى من "سرطان الدم" و"الإيدز"

علاج المرضى الثلاثة من مرض "الإيدز" أعطانا الأمل أنه سيكون هناك علاج للمرض ومازال أمامنا الكثير من البحث والجهود لخدمة المرضى

 

قبل أيام فوجئ العالم بإعلان فريق طبى أمريكى عن شفاء أول سيدة فى العالم من مرض نقص المناعة المكتسبة والمعروف بـ"مرض الإيدز"، وذلك بفضل زرع الخلايا الجذعية من دم الحبل السرى وهى تعتبر ثالث حالة على مستوى العالم يتم شفائها من مرض الإيدز منذ الإعلان عن اكتشاف المرض فى عام 1983.. خبر الإعلان عن شفاء أول سيدة من مرض الإيدز على يد فريق طبى ترأسه الطبيب العالمى الدكتور مارشال جليسبى، الرئيس المساعد لقسم الأمراض المعدية فى كلية طب "وايل كورنيل" بالولايات المتحدة الأمريكية، الخبر نقلته كبرى وكلات الأنباء والصحف العالمية ومحطات الأخبار العالمية..

ينفرد اليوم السابع بأول حوار مع الطبيب العالمى الدكتور مارشال جليسبى فى وسائل الإعلام العربية الذى كشف فيه تفاصيل هامة والتي تعد بارقة أمل لكل مرضى الإيدز حول العالم.. وإلى نص الحوار..

إنجاز طبى وإنسانى كبير حققته بعلاج أول سيدة فى العالم من مرض الإيدز.. نود أن نعرف أكثر عنك؟
 

أنا الدكتور مارشال جليسبى، أخصائى واستاذ مساعد فى الامراض المعدية ومرض نقص المناعة المكتسبة "الايدز" فى كلية طب "وايل كورنيل" بالولايات المتحدة، وأعمل على أبحاث الإيدز منذ 25 عاماً، وقد شاركت فى علاج هذه الحالة مع أطباء أورام وهم خبراء فى زرع النخاع والخلايا الجذعية وقد تشاركنا فى بحث ممول من المعهد القومى للصحة والذى يمول معظم البحث العلمى البيولوجى فى الولايات المتحدة الأمريكية.

two-scientists-doing-work-in-a-lab-1200x628-facebook-1200x628 - Copy
الدكتور مارشال جليسبى الطبيب المعالج لأول سيدة يتم شفاؤها من "الايدز"

 

هذه هي ثالث حالة على مستوى العالم تعالج من مرض الإيدز وأول سيدة تشفى من المرض.. نود أن نعرف أكثر عن الحالات الثلاثة وكيف تم علاجهم؟
 

فى البداية دعنى أقول أن هذه هى حالة فريدة، وسبق أن كان هناك حالتين على مستوى العالم خضعا لنفس الطريقة العلاجية للعلاج من الإيدز، وهذه المنهج لا يجب أن يطبق على أى مريض مصاب بالإيدز، هذه الطريقة تمت على 3 أشخاص خضعوا لها وكان لديهم نوع غير نمطى من "الإيدز"، فالحالة الأولى كانت لمريض أمريكى يعيش فى "بورت لاند" وأصيب بمرض "سرطان الدم" وهو نفس نوع مرض السرطان الذى أصيبت به المريض الثانى والسيدة التي تعتبر ثالث حالة على مستوى العالم وأول سيدة تعالج من المرض.

والحقيقة أن الأطباء هناك كانوا على كفاءة كبيرة حيث نجحوا فى إيجاد شخص متبرع بالنخاع لديه تسلسل چينى معين يجعله لديه المناعة الكافية لـ"الإيدز" وينقصه فقط مستقبل خليه وهو الذى يحتاجه الإيدز ليدخل الى الخلية و يصيبها، وهذا يحدث فى أقل من 1٪ من الاشخاص من اصل أوروبي.

ولكن الأطباء فى ألمانيا وجدوا هذا المتبرع والسبب فى زرع الخلايا الجزعية هنا هو علاج "سرطان الدم"، وفى هذا النوع من اللوكيميا يعطون جرعات عالية من الاشعاع، ولكن حقيقة، هناك نوع من الخلايا الجزعية قادر على إنتاج كرات دم حمراء وبيضا  لمحاربة العدوى وصفائح دموية لمنع النزيف، وهذا الشخص احتاج لزرع مرة اخرى لأنه تعرض لمضاعفات تمسى طبيبا بـ"داء الطعم حيال الثوي" والتي تعنى أن خلايا الجسم هاجمت خلايا المتبرع لأنها "خلايا عدوة"، وقد يتسبب ذلك فى فشل كثير من الاعضاء، ولكن بعد مرور 12 عاما لم يكن هناك اثرا لـ"الإيدز" وتعافى المريض من المرض ولكن عاد له مرض سرطان الدم مرة أخرى.

أما الشخص الثانى الذى تم علاجه من الإيدز فكان مريض من لندن وكان لديه ورم ليمفاوى وخضع لنفس العملية وبعد سنوات من العلاج لم يعد لديه أى دلاله على موجود الإيدز فى جسده.

أما الحالة الثالثة فهى المريضة التي قمنا بعلاجها والحقيقة أن نصف مرضى الإيدز نساء، وبدأت رحلة علاجها من الإيدز منذ 5 سنوات بعد أن تم تشخيصها بمرض "سرطان الدم" الذى أصيب به المريضين السابقين، وخضعت لنفس العلاج الكيماوى والإشعاعى، وقمنا بزراعة الخلايا الجزعية لها لكنه نوع مختلف عن الحالات السابقة .

حيث حصلت على خلايا جذعية من "حبل سرى" لطفل حديث الولادة وتم حفظها فى ثلاجة، واللافت أن المريضة لم تكن من أصل أوروبى وكان من الصعب الحصول على خلايا جذعية مقاومة للإيدز لها لأنه يجب أن تكون الخلايا من أصل أوروبى والمتبرع لها لم يكن من أقاربها، ورغم ذلك حصلت على زرع الخلايا من المشيمة والحبل السرى، وبعد 100 يوم وثقنا ان الخلايا الجزعية من الحبل السرى بدأت التصنيع و100 ٪ من دمها أصبح من خلايا الحبل السرى المزروع.

hiv_docts

 

المريضة كانت مصابة بمرض "السرطان".. هل إصابتها بهذا المرض كان السبب فى إصابتها بـ"الإيدز" أم أنه كان سبب فى سهولة العلاج؟
 

الحقيقة أنه من خلال علاج الثلاث حالات يمكن القول أننا ضربنا عصفورين بحجر واحد تم علاج الحلات الثلاثة من اللوكيميا وهو مرض "سرطان الدم" وعلاجهم من فيروس نقص المناعة البشرية (HIV) المعروف بـ"الإيدز"

بعد علاج هذه السيدة من مرض "الإيدز".. هل يمكن القول إن لدينا الآن علاج للمرض؟
 

نعم.. هذا سؤال ممتاز، لدينا علاج للإيدز، ولكن يجب أن أقول إنه من خلال تلك الحالات وخاصة مريضتنا التى تم زرع لها الخلايا الجزعية من الحبل السرى لم يحدث لها "داء الطعم حيال الثوى"، الذى حدث فى الحالتين السابقتين، وبعد 14 شهر لم يكن هناك أى دلالة على وجود "الإيدز" فى جسدها، لذا نأمل أنه سوف يكون هناك علاج للإيدز ولكن لا يمكن استخدام ذلك المصطلح ولكن على الأقل هذه أمنية، وهذا العملية أو الاجراء لا يمكن أن تُجرى على أى مريض مصاب بالإيدز لأن لديها مضاعفات ولكن 20 % من المصابين إذا تم اجراء لهم مثل هذا الزرع سيحدث لهم مضاعفات خطيرة أوسيموتون لذا نحتاج لشخص لا يريد علاج للإيدز ولكن علاج للوكيميا.

 

 

الخلايا الجذعية.. هل يمكن أن نعتبرها العلاج السحرى للعديد من الأمراض المستعصية خاصة أنه تم الإعلان مؤخراً عن علاج أول مريض فى العالم من مرض السكر ثم إعلانكم عن شفاء أول مريضة بالإيدز؟
 

أعتقد أن هناك توجه قوى لعلاج الكثير من الأمراض باستخدام الخلايا الجذعية لأن لديهم القدرة للتحول لأنواع أخرى من الخلايا مثل كرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، فى حالتنا ولكن الخلايا الجذعية يمكن أن تستخدم لخلق أعضاء، ففى حالتنا كانت فريدة لان كان لديها لوكيميا وكانت تحتاج للزرع ، ولكن السؤال هل ممكن تحويل خلايا الشخص نفسه باستخدام الهندسة الوراثية  وحقنهم مرة أخرى فى نفس الشخص، نحن نتمنى أن تلك الخلايا تعالج الشخص المصاب، ولكننا مازلنا  بعيدين كل البعد عن هذا  ولكن حالتنا تعطينا الأمل فى ذلك من خلال الهندسة الوراثية لعلاج الإيدز فى المستقبل.


 

هل يمكن أن تشمل هذه التجربة العلاجية كل الأشخاص الذين مصابين بالإيدز حتى يمكن علاجهم من مرض نقص المناعة المكتسبة؟
 

هذه التجربة العلاجية لا تصلح للأشخاص العاديين المصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة، العلاج بـ"الخلايا الجذعية" ناجح وفعال على الأشخاص المصابين بمرض "الإيدز" ومرض سرطان الدم "اللوكيميا" أو"الورم اليمفاوى"، فاذا احتاجوا لها سنحاول إيجاد توافق الأنسجة، ولكننا سنتابع لنتأكد ونقيم ذلك فى المستقبل..

ما هي الرسالة التي توجهها لمرضى الإيدز الذين يحلمون بالعلاج عن طريق "الخلايا الجذعية"؟
 

 بداية دعنى أقول لك أن نسبة كبيرة من مرضى الإيدز يستطيعون متابعة حياتهم بشكل طبيعى، لأنه يوجد علاج ذات كفاءة عالية خاصة المرضى الحريصون فى تناول الدواء ربما حبة واحده يوميا، هذه الأدوية لديها القليل من الآثار الجانبية، وأعتقد أن المرضى الثلاثة أعطونا الأمل أنه سيكون هناك علاج للإيدز من خلال تلك المعامل ولكن مازال الكثير من البحث والمجهود من خلال كليتنا وخلال العالم كله.


 

متى يمكن أن نجد علاج فعال للمرضى المصابين بالإيدز؟
 

مرة أخرى، إذا كنت تتحدث عن ما حدث للمرضى الذى تحدثت عنهم فلا أعتقد أنه يمكن تطبيق ذلك عالميا ولكن كنت أتحدث عن الجهود التى تحدث فى المعامل المختلفة حول العالم، وهذه الجهود ستؤدى إلى الحصول على علاج للإيدز، ولكن لا يمكن وضع توقيت محدد، فأول حالة إيدز تم اكتشفها فى 1981، وبعد ذلك الفيروس اكتشف فى 1983، ثم تم إحراز تقدم ملحوظ مقارنة بكثير من الأمراض التى ليس لها علاج مثل السرطان.. وفى النهاية ما زال أمامنا الكثير لنفعله.

gettyimages-1272543926
 
untitled-design-2022-02-21t115255-560









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة